6 أبريل، 2024 10:08 م
Search
Close this search box.

الاحاطـة في اخـبـار الخيار والطماطة  

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنا نعيش في زمن اللا معقول والذي انقلبت فيه القيم والمقاييس لتصبح منفصلة تماماً عن الواقع ، ولم يعد الحديث العقلاتي المنطقي يجدي نفعاً ازاء الاحداث المجنونة التي تحدث اليوم في العراق  ، وكل طرف يريد الاستحواذ على مشيخة العشيرة التي اسمها العراق رافضاً التفاهم أو التحاور مع الآخر ، ومثلما لايمكن لشيخين أن يحكما عشيرة واحدة ، فأن معظم سياسينا يرفضون مشاركة السلطة مع غيرهم . والذنب الاول يقع على المقترعين الذين صوتوا لنواب ووزراء لايدركون إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وليس في القرن الحادي عشر ، وبأن العراق هو دولة وليس عشيرة . ولأن اللخبطة السياسية والادارية والاقتصادية وصلت مداها في العراق ، وجدت نفسي منساقاً لكتابة مقالة فنطازية تعبر بالفعل عن الحالة السياسية السائدة اليوم في العراق .

*****

في كثير من الاحيان اقف حائراً فيما اكتب ، فأن كتبت عن مضار الباذنجان اتهمني حزب الباذنجان الاشتراكي بأنني من انصار حزب الشجر (الكوسة) واريد اقصائهم عن مائدة العائلة العراقية ، متناسياً سجلهم النضالي العظيم للتخفيف من معاناة العراقيين ايام الحصار الاقتصادي . وإن امتدحت فوائد الطماطة جاءتني الشتائم من جبهة الخيار الوطني الديمقراطي لأنني امتدحت السيدة طماطة ولم اتكلم عن فوائد الحجي خيار .

ياجماعة الخير اسـتهدوا بالرحمن وخففوا من عنادكم ومشاجراتكم ، فبدون التعاون بين البيتجان والطماطة لا يمكن طبخ التبسي أو مطبك البيتنجان ، وبدون الطماطة والخيار تختفي الزلاطة من على المائدة العراقية ، والشعب راح يجوع بسبب خبالاتكم ، فلقد دخل البلد الى حالة كساد اقتصادي كبير وارتفعت البطالة الى معدلات قياسية وتوقفت حركة البيع والشراء ، ونحن بحاجة الى كل مكونات الشعب العراقي مثلما نحن بحاجة الى الطماطة والشجر والبيتجان والخيار ، والمثل يكول (الايد الوحدة ما تصفك) ، فلا بد من ترك الغرور والعناد والقبول بالآخر مهما كان فيه من النقائص والعيوب ، ومنذ مئات السنين ونحن نتعايش مع الآخر شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة ، اكلنا وشربنا ودرسنا في الكليات والمعاهد معاً ، وارتدينا الخاكي والبسطال  وتحملنا الشتائم والاهانات والرزالة التي كان يوجهها الينا الضباط معاً ، وتوظفنا في الدوائر المدنية وانجزنا معاملات المواطنين معاً ، وكثيراً ماكانت نفس الغرفة  تضم كاكا دلشاد أو ابو جورج مع ابو عمر وعبد الحسين ، فلماذا تريدون منا الآن فصل مكونات الشعب عن بعضها ولصالح من يتم هذا الفصل ؟؟ .

مشكلتنا الكبيرة هي في سياسينا العباقرة الذين يتناولون البامية والباقلاء بدون بطنج ، ثم ينتفش احدهم مثل الطاووس كلما تقدمت منه عدسات احدى القنوات الفضائية ، ويطلق تصريحات عجيبة غريبة تسبب قررة بطن المواطن العراقي وارتفاع ضغط الدم لديه ، وتبتلي بعمرك إذا طلبت من سياسينا وضع قليلاً من البطنج على تصريحاتهم قبل اطلاقها ، حيث ستتهمك كتلة البامية العراقية بكونك تحمل اجندة اجنبية ومن انصار حزب الفاصوليا ، وكأنهم لم يسمعوا بالمثل الشعبي (البامية اولها منافع وآخرها …..) .

اعتقد إن الاحزاب التي جمعها المندوب السامي الامريكي بول بريمر ، كانت كلها من جماعة البامية والفاصوليا والباقلاء والحمص واخواتها ، وعندما اسسوا للعملية السياسية ووضعوا التخطيط لمسارها ، نسـوا وضع حرفي التاء والخاء ، فصارت العملية السياسية والدستور والبرلمان والاحزاب عبارة عن (…. ثلا ثة احرف) طويلة وريحتها واصلة لسابع سما !!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب