23 نوفمبر، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

الاحاطـة في اخـبـار الخيار والطماطة  

الاحاطـة في اخـبـار الخيار والطماطة  

إنا نعيش في زمن اللا معقول والذي انقلبت فيه القيم والمقاييس لتصبح منفصلة تماماً عن الواقع ، ولم يعد الحديث العقلاتي المنطقي يجدي نفعاً ازاء الاحداث المجنونة التي تحدث اليوم في العراق  ، وكل طرف يريد الاستحواذ على مشيخة العشيرة التي اسمها العراق رافضاً التفاهم أو التحاور مع الآخر ، ومثلما لايمكن لشيخين أن يحكما عشيرة واحدة ، فأن معظم سياسينا يرفضون مشاركة السلطة مع غيرهم . والذنب الاول يقع على المقترعين الذين صوتوا لنواب ووزراء لايدركون إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وليس في القرن الحادي عشر ، وبأن العراق هو دولة وليس عشيرة . ولأن اللخبطة السياسية والادارية والاقتصادية وصلت مداها في العراق ، وجدت نفسي منساقاً لكتابة مقالة فنطازية تعبر بالفعل عن الحالة السياسية السائدة اليوم في العراق .

*****

في كثير من الاحيان اقف حائراً فيما اكتب ، فأن كتبت عن مضار الباذنجان اتهمني حزب الباذنجان الاشتراكي بأنني من انصار حزب الشجر (الكوسة) واريد اقصائهم عن مائدة العائلة العراقية ، متناسياً سجلهم النضالي العظيم للتخفيف من معاناة العراقيين ايام الحصار الاقتصادي . وإن امتدحت فوائد الطماطة جاءتني الشتائم من جبهة الخيار الوطني الديمقراطي لأنني امتدحت السيدة طماطة ولم اتكلم عن فوائد الحجي خيار .

ياجماعة الخير اسـتهدوا بالرحمن وخففوا من عنادكم ومشاجراتكم ، فبدون التعاون بين البيتجان والطماطة لا يمكن طبخ التبسي أو مطبك البيتنجان ، وبدون الطماطة والخيار تختفي الزلاطة من على المائدة العراقية ، والشعب راح يجوع بسبب خبالاتكم ، فلقد دخل البلد الى حالة كساد اقتصادي كبير وارتفعت البطالة الى معدلات قياسية وتوقفت حركة البيع والشراء ، ونحن بحاجة الى كل مكونات الشعب العراقي مثلما نحن بحاجة الى الطماطة والشجر والبيتجان والخيار ، والمثل يكول (الايد الوحدة ما تصفك) ، فلا بد من ترك الغرور والعناد والقبول بالآخر مهما كان فيه من النقائص والعيوب ، ومنذ مئات السنين ونحن نتعايش مع الآخر شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة ، اكلنا وشربنا ودرسنا في الكليات والمعاهد معاً ، وارتدينا الخاكي والبسطال  وتحملنا الشتائم والاهانات والرزالة التي كان يوجهها الينا الضباط معاً ، وتوظفنا في الدوائر المدنية وانجزنا معاملات المواطنين معاً ، وكثيراً ماكانت نفس الغرفة  تضم كاكا دلشاد أو ابو جورج مع ابو عمر وعبد الحسين ، فلماذا تريدون منا الآن فصل مكونات الشعب عن بعضها ولصالح من يتم هذا الفصل ؟؟ .

مشكلتنا الكبيرة هي في سياسينا العباقرة الذين يتناولون البامية والباقلاء بدون بطنج ، ثم ينتفش احدهم مثل الطاووس كلما تقدمت منه عدسات احدى القنوات الفضائية ، ويطلق تصريحات عجيبة غريبة تسبب قررة بطن المواطن العراقي وارتفاع ضغط الدم لديه ، وتبتلي بعمرك إذا طلبت من سياسينا وضع قليلاً من البطنج على تصريحاتهم قبل اطلاقها ، حيث ستتهمك كتلة البامية العراقية بكونك تحمل اجندة اجنبية ومن انصار حزب الفاصوليا ، وكأنهم لم يسمعوا بالمثل الشعبي (البامية اولها منافع وآخرها …..) .

اعتقد إن الاحزاب التي جمعها المندوب السامي الامريكي بول بريمر ، كانت كلها من جماعة البامية والفاصوليا والباقلاء والحمص واخواتها ، وعندما اسسوا للعملية السياسية ووضعوا التخطيط لمسارها ، نسـوا وضع حرفي التاء والخاء ، فصارت العملية السياسية والدستور والبرلمان والاحزاب عبارة عن (…. ثلا ثة احرف) طويلة وريحتها واصلة لسابع سما !!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات