احد طلبة الاعلام استعان بي ليتعلم كيفية اعداد وكتابة التقارير الصحفية ، فساعدته قدر ما استطيع واعد بمساعدتي تقريرا اصبح بالنهاية جيد ويستحق ان يكون مادة صحفية لاحدى الصحف ، ورأيت الشاب في وقتها مبتهجا ومتأكدا بانه سوف يعجب استاذته .. لكن المفاجئة
ان استاذته وبخته وقالت له : اهذا تقرير ؟ قال لها وما التقرير اذن ، قالت له : مثل هذا . ودفعت له احدى الاوراق ليقرأها واتى بها الي قبل ان ينقل لي رأي استاذته ، وقال لي استاذ ماذا تسمي هذا .. قلت له هو عبارة عن كلام غير مترابط ولا يمكن ان نطلق عليه صفة التقرير الصحفي لانه ببساطة يعبر عن رأي من كتبه (يعني مقال متواضع ) وليس فيه متحدثين . فقال لي ان استاذتي اطلقت على هذا صفة التقرير ، وما اعددته انا من تقرير فيه متحدثين رفضته !!
قلت له اوصل رسالة لها وقل لها يقول احد الصحفيين انك لا تصلحين كاصغر مراسلة في اتفه مؤسسة ، فضلا عن انك لا تصلحي ان تكوني استاذة لهؤلاء الشباب الطامحين بتمثيل البلد كصحفيين … لكن الشاب لم يخف خوفه منها وقال لي ساقدم اي شيء يرضيها وكما تريد .
المسألة صعقتني وجعلتني افكر واتدبر بمستوى اساتذة الاعلام الذين لا يفرقون بين التقرير الصحفي وبين المقال ، مثل الذي لا يفرق بين الناقة والجمل … وهذا الامر يدفعنا الى التفكير بالاجيال الصحفية التي تخرج من العراق ، ما يعني ان هؤلاء الطلبة المساكين بايدي غير امينة وغير كفوئة بالمرة ، وهذا الامر اضعه امام السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي .
لذا اقترح ان توكل تدريس المواد العملية والتقييم الى صحفيين مختصين لهم باع وخبرة في المجال الصحفي ، وبهذا سوف نطور هذه الاجيال ليكونوا صحفيين حقيقيين ورافد مهم لمؤسساتنا الاعلامية .