نحاول كثيرا أن نبتعد عن الكتابة الطائفية ولا نريد أن نمزج الفكرة الطائفية في كتاباتنا ونحاول العودة لعقلية العراقي قبل الاحتلالين ( الأميركي والإيراني ) ولكن مجريات الحوادث تسحبنا بقوة مغناحكومية لهذه الأفكار بالقوة وبالفعل لأنهم يريدونها طائفية علنية ومنظورة لإيصال فكرة تقو إن الحكومة تابعة لمذهب واحد وما عليكم يا أبناء المذهب الآخر إلا أن تؤمنوا بان المواطن الشيعي هو مواطن من الدرجة الأولى والآخر هو من الدرجة الثانية والخيار لكم ما بين السكوت والرضوخ لأهواء ساسة اليوم أو الاتهام بالمادة أربعة إرهاب والتي أصبحت على لسان رجالات الحكومة بالمادة أربعة سنة ، فالمجرمون من الطائفة السنية هم الإرهابيون والمجرمين من الطائفة الشيعية هم خارجون على القانون وبين مفردة إرهاب وخارج عن القانون نجد فرقا كبيرا بالمحتوى والمضمون وهذا الفرق موجود في عقول ساسة المحمية الخضراء فحسب ، أما في الشرع والمنطق فالمجرم مجرم ولا فرق بين مجرم وآخر ما دام يمارس الجرم المشهود وقتل الأبرياء وانتهاك القوانين النقلية والوضعية ، الذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع مع علمي المطلق أن الوقت الحالي لا يسمح لي ولكل عراق شريف أن يكتب مثل هذه الأفكار لأنها بالتأكيد ستكون محفزة لنصرة الطائفة لكل القراء وكلا منهم سوف يتحفز لا اراديا لطائفته مع علمه اليقيني ( إن نصرة الطائفة هي نصرة للشر) فالخير يتواجد فقط في نصرة العراق والعراقيين ولكن كيف نوصل أصواتنا ونحن في بلد يحارب به القلم الحر والرأي الصائب والفكرة الصادقة ما دامت لا تحتوي هذه الفكرة نصرة الحكومة وتلميع أكتاف الساسة ومن يجيد تلميع الأكتاف مكانه في الذرى الدنيوي أمثال الصحفيين الذي رقصوا طربا وحملوا حقائب مادلين مطر وغيرهم من الأقلام التي تكتب تلميعا وتملقا وتزلفا لإنجازات وبطولات ( أخو هدله رقم 2 ). نعود لفحوى المقال ونقول كيف بالحكومة أن تفكر باجتثاث قضاة من محافظة نينوى ولا تفكر أن تجتث قضاة محافظة النجف أو كربلاء وهل حزب البعث كان حكرا على أهل السنة وقائمة المطلوبين للقوات الأميركية تضم 35 شيعي من أصل 55 مطلوب ؟ وهل شيعة العراق كلهم كانوا لا ينتمون للحزب السابق ؟ لو تأملنا أسماء الضباط الكبار الموجدين في المناصب الامنية الحساسة لوجدنا إنهم أكثر الاشخاص كانوا بانتماء صادق لحزب البعث وأكثرهم من شارك في قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة ( غوغاء سابقا ) وهم الأكثر ضررا إن كانت فكرة الاجتثاث فكرة صادقة بضررها على الشعب العراقي كما تزعمون ؟ كيف يكون على رأس أعلى هرم أمني ضابط مجتث وهو المهندس عطا المكصوصي وقبل أيام صدرت موافقة السيد المالكي بتعيين هذا الضابط بمنصب مدير جهاز المخابرات الوطني ؟ السؤال هنا … أيهما أكثر ضررا على الشعب العراقي ( حسب مفهوم الاجتثاث والولاء للحزب السابق ) مدير مخابرات أو قاضي في محافظة نينوى ؟ هل القاضي له صلاحيات أكثر من مدير جهاز المخابرات ؟ وهل القاضي بحكم وظيفته يستطيع أن يحصل على المعلومات الأمنية السرية أكثر من مدير جهاز المخابرات والاثنان من حزب واحد ؟ إن كنا صادقين في فكرة الاجتثاث علينا أن نجتث الكل ولا مجال للاستثناءات الكيفية فالبعثي هو بعثي سواء كان من أهل الوسط أو الجنوب أو الشمال أو من أهل السنة أو من الشيعة أو مسلم أو غير مسلم عربي أو كردي أو تركماني ؟ أليس الأجدر بكم أن يكون الاجتثاث بصيغة أكثر مقبولية ومنطقية لو قلتم ( يجتث من الوظائف كل موظف على شرط أن يكون من أهل السنة فحسب أما البعثي من شيعة العراق فيعامل من مبدأ عفا الله عما سلف ) هل تنقصكم الشجاعة في هذا الإعلان لنكون على دراية ونفهم إن أهل السنة فقط هم المشمولون بالاجتثاث ؟ لماذا لا تدفعون رواتب كاملة لأهل السنة شرط عدم التواجد في الوظائف حتى تبتعدون عن فوبيا البعث ؟ أنا أرى إن دفع رواتب كاملة غير منقوصة لأهل السنة وتشترطون عليهم البقاء في بيوتهم أو التوجه للأعمال الحرة أفضل من التلاعب بقانون الاجتثاث وجعله قانون كيفي مزاجي ، حينها سنرى هل تستطيعون أن تقودوا دولة مثل العراق ، أدلة كثيرة تؤيد إن السيد المالكي طائفي لحد النخاع منها لو تفحصنا كل المدراء العامين لوجدنا أن نسبة أهل السنة فيهم لا تتجاوز 1% وهذا جاء بالمحاصصة ( الحزب الإسلامي ) ولو تأملنا مذاهب القادة العسكرين لوجدنا أن النسبة لا تتجاوز 1% ولو أجرينا مسح شامل على موظفي وزارة التعليم على سبيل المثال لا الحصر وهي وزارة يقودها وزير دعوجي ( على الاديب ) لوجدنا عدم وجود موظف واحد من أهل السنة في مقر الوزارة فالبواب سيد والحارس شيعي والموظف سيد والموظفة علوية والمدراء العامين شيعة والوزير وبطانته شيعة وحتى الطير الذي يقف على هوائيات هذه الوزارة تابع لشيعة أهل البيت وربما يوجد صياد جالس في سطح بناية وزارة التعليم يحمل بندقية هوائية ينتظر وقوف طير يشك بانه يسكن في مناطق أهل السنة ليطلق عليه رصاصة صجم بعدها نسمع صراخ يأتي من حراس باب الوزارة ( صلوا على محمد والـ محمد ) وبطريقة سحب مخارج الحروف كما هي لغة الإيرانيين عندما يتكلون عربي ، أما مكتب القائد العام فحدث ولا حرج إذ لا نجد مستشار واحد من أهل السنة في الدوائر التابعة إلى مجلس الوزراء وكأنهم كحال بدون أهل الكويت ، بهذه الطريقة لا يمكن أن يتقدم العراق مادام القائمون على الحكم بهذه العقلية التخلفية السوداء المخزية ، البلد لا يبنى على طائفة مهما كانت تحمل هذه الطائفة من مواصفات والسنوات السابقة ( 9سنوات ) دليل صدق الحروف التي نسطرها في كلماتنا ، لو رغبتم ببناء العراق فعلا عليكم أن تنظروا لمعدن العراقي لا لمذهبه فهناك الكثير من العراقيين المخلصين للوطن ولكن هؤلاء خارج حدود المسؤولية لسبب بسيط إنهم ليسوا من شيعة أهل البيت .
أخيرا أتحدى الحكومة بكل رجالها ( شلع ) إن أستطاع أحدهم أن يجتث ( 5 قضاة ) من محافظة كربلاء أو يطرد الضباط الكبار كما طرد قضاة نينوى ، الشجاعة في الافعال وليس الاقوال فالأرنب يستهزأ بالذئب ولكن عندما يصل الذئب إلى مقر الأرنب نرى الأرنب يصاب بالموت الودوني ( الموت من الخوف ) فرفقا بأعصابكم يا ساسة واعترفوا بهذا الخوف الودوني علنا فالشجاعة هي هبة ربانية لا تأتي بزيادة أفراد الحماية ولا بالكتل الكونكريتية ولا بالعجلات المدرعة فالموت يدرك الإنسان حتى لو كان في رحم أمه .