23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

الاجتثاث الالهي – أللهم لاشماتة ولكن

الاجتثاث الالهي – أللهم لاشماتة ولكن

قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا”. فالموت حق, وكلنا على هذا الدرب سائرون فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. لم اكن اود وفاة  د. احمد مهدي الجلبي بهذا الشكل بل كنت اتمنى ان يحاكم وينال جزاءه العادل في الحياة الدنيا. ومنطلقي لذلك ليس الحقد, معاذ الله. تأريخه معروف فقد ترك العراق وهو في الرابعة عشرة من عمره وعاد اليه بعد اكثر من خمسة عقود ليحكم الشعب الذي ساهم هو وزملائه بتجويعه واطالة الحصار الجائر عليه لسنوات عجاف طوال ومن ثم تدمير البلد بما فيه. فباي شكل خدم العراق يا سيد اياد علاوي كما صرحت. لابأس فالطيور على اشكالها تقع. حسنا ليس قصدي الاستطراد لكني اود ان أذكر موضوعا واحدا فقط, لمن لايذكر, وبالتحديد الاثار القاتلة التي خلفها قانون اجتثاث البعث. قانون الحقد الطائفي هذا طبق حصرأ على طائفة معينة وخلق شرخا كبيرا بين ابناء الشعب العربي الواحد و جرحا غائرا لن يندمل. ومن الذين ساهموا بخلق وتطبيق هذا القانون وبتعسف منقطع النظير هو د. احمد الجلبي الذي كان ولسنوات عديدة رئيس الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث. في احدى وثائق الهيئة تستطيع ان تقرأ بان احد اهدافها “إعادة تأهيل كوادر البعث بأفكار تقدمية ديمقراطية جديدة تحترم حقوق الإنسان والرأي الآخر ونبذ الأفكار القديمة الشاذة من خلال مخاضرات…” (هكذا قشمرة!) والحقيقة هي ان القانون هذا اصبح سيفا مسلطا على كل من لديه افكارا تقدمية. فالفصل الاداري ادى الى حرمان مئات الالوف من المواطنين من اعمالهم ومرتباتهم وارزاقهم. الامر الذي انعكس على اداء الدولة في اكبر عملية لطرد الكفاءات في تاريخ العراق الحديث. كما ان الكثير حرموا من مرتباتهم-حقوقهم التقاعدية. عشرات الالوف من المنازل حجزت ومنع مالكيها من التصرف بها. وحرمان شريحة عريضة من التوظيف والحصول على البعثات الدراسية وما الى ذلك. اضافة الى الاعتقالات العشوائية والاغتيالات التي ساهمت بها مخابرات ايران لالاف المواطنين من الكفاءات وضباط الجيش العراقي وبالتعاون مع الهيئة التي اسست بنكا للمعلومات عن الذين اريد الانتقام منهم بحجة ارتكابهم جرائم في عهد النظام السابق. فباي شكل خدم د. احمد مهدي الجلبي العراق يا سيادة علاوي. وقد تميل ياصاحبي بعد هذا اليوم الى الاعتقاد بان ماسكي اسباب القوة في العراق, و بعد غياب صاحب مشروع البيت الشيعي المفاجئ, سوف يتعضون بالاية الكريمة “أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة” فيستقيم مسارهم. وهو لعمري و لعمرك وهم عظيم.