عندما ترى مجتمعا ما يغرق في الفتن والمحن ومضلات الفتن فان هناك ازمة اخلاقية يمر بها المجتمع ، وعندما ترى الشعوب تتدهور وينخرط بها المفسدون
والسارقون والدخلاء والعملاء فان تلك الشعوب محبطة اخلاقية ، وعندما تحس وترى ان المنكر معروفا والمعروف منكرا لا بل يأمرون بالمنكر وينهون عن
المعروف فهناك الاخلاق معدومة . وفي زماننا اليوم وخصوصا العراق يكاد المبدأ الاخلاقي شيئا فشيئا يعدم على قارعة طريق النفعية والانتهازية . فالمصالح
الشخصية النفعية اذا ظهرت فلا غرو ان صاحبها بعيد عن الانسانية التي تتصف بالأخلاق .
والأخلاق هي شكل من اشكال الوعي الانساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدالة والحرية والمساواة بحيث ترتقي إلى درجة
أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين وقد اولت الشريعة الاسلامية الاخلاق متسعا شاملا وكبيرا ويكفينا ان
الرسول الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وهذا تصريح قوي على اتخاذ الاخلاق نهجا قويما في الدنيا كي
نضمن الفوز بالدارين وانه صلى الله عليه وآله وسلم عندما بعث عالج الجانب الاخلاقي آنذاك.
ويعتبر الدين بشكل عام سندا للأخلاق ولذا اذا فسد الدين فسدت الاخلاق واذا تخلى المجتمع عن الاخلاق فهم بالتأكيد متخلون عن الدين الصحيح أي ان الحالة
طردية بين الاخلاق والدين والمجتمع . وما يمر به مجتمعنا العراقي حالة محبطة من الاخلاق تلزمنا الوقوف عليها وهي اشعار ان المنظومة الدينية الحاكمة متهمة
بالفساد الاخلاقي والانعدام اصلا . فمن المستحيل ان يكون المجتمع يتبع قيادة دينية صحيحة وهو يمر بازمات خانقة من انعدام كل المبادئ والقيم الاخلاقية ولو
تنزلنا عن ذلك فأين التسديد الالهي لجهة الحق اذن ؟!!
ان المؤسسة الدينية متهمة بالانحلال الاخلاقي للمجتمع بل على العكس هي تعمل على مبدأ الاستخفاف الفرعوني ، وزج الشعب في ازدواجية بين شبهات الدين
وفساده حتى وصل بهم الامر التدخل الفوري بحياة ومصير الشعب ولا يخفى على كل عراقي دور المرجعيات ما بعد 2003 في العراق وتأثيرهم على الجانب
السياسي والاجتماعي فهم لم ولن يتورعوا بدعم الاحزاب الفاسدة والسكوت عن الحركات المشبوهة وانتهاك الاعراض والحرمات والمقدسات ولك ان تتصور ان
مرجعا ما يدعم حزب او ائتلاف فاسد لا يملك ذرة من الاخلاق فهو يمتهن الفساد والرشا والعمالة والسرقات لقوت يومه فكيف سترى النظام الاخلاقي لتلك
المرجعيات ؟؟ او ان مرجعية ما لا تهتم بأمور المسلمين ولا بمصيرهم وتطلعاتهم بل لا يهمهم ما وصل اليه المذهب من الانحطاط الاخلاقي وذلك ترك المبادئ
الجوهرية والتمسك بما ينفع الاجندة الخارجية ؟
فمثلا المرجع بشير الباكستاني في كل انتخابات له دور فعال ، ففي انتخابات 2010 قد حث الناس على الانتخاب الاصلح لكنه لم يحذر ويسمي الاحزاب الفاسدة
http://www.alnajafy.com/list/maino-1-1-670-385.html بل على العكس صرح بانتخاب اما ائتلاف دولة القانون او الائتلاف الوطني
http://www.youtube.com/watch?v=4tLIxmYjr7E فعندما تقارن بين الموقفين فانك ستجد ان النظام الاخلاقي معدوم !! خصوصا عندما يحذر من طرف
ويرجع ليؤكد على انتخابه ولو تنزلنا عن اعلاه فما رأي الباكستاني بوزير التربية سابقا ونائب رئيس الجمهورية الحالي فأين نهيه عن عدم انتخاب الفاسد
http://www.alnajafy.com/list/maino-1-1-670-388.html
والنتيجة ترى ان هناك ارهاصات اخلاقية متدهورة لهذه المرجعية تحول دون تطبيق المبادئ السامية الحقيقية للمرجعية الدينية بل تجعل من نفسها مؤسسة مدنية
لتوجيه الناس مقابل اجر معين ، وعندما يترك العالم او المرجع الجانب الاخلاقي فعلى الدنيا والشريعة العفا !!
انني ضربت مثالا عن الانتخابات لكي نبين المنهج الاخلاقي في هذه النقطة والا ما هو الموقف العملي للمرجعيات الباقية من الذين يسيرون على دربه من ما يمر
به المجتمع العراقي من انتكاسه لا مثيل لها ؟؟ فالواجب يحتم عليهم ان يقوموا بدورهم الفعال والديني والاخلاقي لمعالجة كل الامور وتصحيح المسارات الخاطئة
والاحباط الاخلاقي المجتمعي ولكن انى لهم ذلك ؟ رغم ان التطبيق والتنظير في متناول اليد او كما يسمى الفقيه مبسوط اليد !!
فلا شك انهم تخلّوا وتجرّدوا وعصوا ابسط الواجبات والضرورات الاجتماعية والأخلاقية والشرعية في توعية الناس ونصحهم وبيان المخاطر الجسام التي تحيط
بهم .
اذن بعد التقهقر لما تمر به الامة من انحلال اخلاقي لقيم المجتمع لم يبق الا ان يكون هناك مصلحا حقيقيا قائم على اساس الاخلاق وبطبيعة الحال ان الدين الساند
للأخلاق سيكون صحيحا على عكس المرجعيات لأن اسسهم الدينية مبنية على انتهازية وتخلف اخلاقي وكأن الجاهلة تتمتع برجوعها على ايدهم مرة اخرى .
ولذا لطف الله تعالى لا يبقي الامة على هذا النحو فنظامه الاصلاحي كنظام الخرز كلما افل مصلح ظهر مصلح آخر ، ولو استقرأنا الموجودين لا نعدو المرجع
العراقي العربي السيد الصرخي الحسني صاحب اكبر المنظومات الاخلاقية في مواجهة الزيف والانحلال والتدهور والاحباط ، فقد اعطى المرجع الصرخي الحلول
الناجعة رغم التحديات الكبيرة و الأخطار التي أخذت الكثير من الوقت و الجهد لمواجهتها .
لذا نرى إن كلام المصلح الاخلاقي ومنهجه و نظريته دائما يكون لها السمو و العلو و المثالية و الأحقية و القبول الفكري ، والشواهد عديدة فالكل يشهد لمرجعية
السيد الصرخي انها ذات مواقف وطنية واسلامية واخلاقية ثابتة وسنام الجمال الروحي والاخلاقي والمبدع في النظريات الاخلاقية التطبيقية ، فمنذ عام 2003 الى
يومنا هذا مازالت مساعي المرجع الصرخي معالجة ازمة الاخلاق المجتمعية لدى الشعب العراقي والاحباط وفقدان الارادة ، فمثلا في بيان رقم -73- الانتخابات
.. والتزوير .. وبيع الاصوات http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=89 نراه يشدد على ضرورة الوعي سواء الوعي السياسي او
الشرعي او التاريخي او الاخلاقي لعدم الانزلاقات في شباك المفسدين حيث يحذر تحذيرا شديدا ويقول {فانه يعني السقوط الأخلاقي إلى الحضيض أي أنه لا أخلاق
له.} وفعلا ماذا جنى من باع ضميره وآخرته بالتصويت للمفسد الا زيادة الازمة الاخلاقية خرابا وفساد وهنا وقعت الجناية وطمسا للمنظومة الخلقية مما رجع
العراق الى حضيض ونكسة, الله تعالى يعرف كيف هي النتيجة النهائية .
وعندما يرى المرجع الصرخي ان الجسد العراقي في خطر ويراد تقسيمه يهب لمواجهة ذلك في بيان رقم -64- فدرالية البصرة … فدراليات آبار النفط ..
فدراليات : تهريب النفط …الآثار …المخدرات… http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=84 ويقول {فدرالية البصرة تعني الخروج على
الاسلام والاخلاق الرسالية الالهية، وذلك لأن التفكير بالفدرالية والسعي لتحقيقها وعلى نفس نهج وتفكير المتسلطين الماكرين وخداعهم} فهنا يجسد ان التواد والترابط
التي هي احد ابرز سمات الاخلاق الرسالية سوف يضعها الفاسدون تحت مقصلة الفيدرالية فلا بد اذن من موقف اخلاقي من المرجع الصرخي لدرأ هذه الفتنة ،
حيث ان الفيدرالية آنذاك هي توطئة لنخر الجسد العراقي وتهشيمه والنيل من العراق
واختم موقف المرجع الصرخي في بيان رقم -56- وحدة المسلمين …. في ……. نصرة الدين http://www.al-hasany.net/News_Details.php?
ID=81 ، وهنا يرجع الوحدة الاسلامية لنصرة الدين ، أي انه يعالج ازمة الاخلاق والاحباط بالرجوع الى الدين الصحيح كي تحيا كل المبادئ والقيم والضمير
الانسانية كي تكون الوحدة هي الاصل كما قال المرجع {ويبقى الشيطان ومطاياه فاعلين من اجل حرف القضية عن مسارها الاسلامي الرسالي
الفكري الاخلاقي الى مسار العناد و المكر والخداع والنفاق…فيوجهون القضية نحو الظلام والضلال والتفكيك والانشطار والتشضي والفرقة
والصراع والضعف والذلة والهوان التي اصاب ويصيب الامة الاسلامية من قرون عديدة } وينهي السيد الصرخي كلامه بنفحة اخلاقية لا مثيل
لها انعدمت من غيره وهي تشخيص للقضاء على الطائفية والعنصرية والفئوية التي خلقها الفاسدون فكان لابد من موقف اخلاقي يجسد القيم الدينية التي هي اساس
تلك الاخلاق المطلوبة كي يعكس صورة الاسلام الحنيف الذي هو وحدة المسلمين فيقول { وفي الختام اقول : الذي نعتقده ونتيقنه ان كلامنا ومعتقدنا اعلاه يمثل
الخط العام والسواد الاعظم من المسلمين الشيعة والسنة……… وها نحن وبأمر الله والقران والاسلام والانسانية والاخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة
ممن يوافق على ما قلناه… نمد اليكم يد الاخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق والاخلاق الاسلامية الرسالية الانسانية السمحاء…. فهل
ترضون بهذه اليد أو تقطعونها … والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الاخرى والاخرى والاخرى }
اذن لابد من التمييز بين من يسير وفق الاخلاق ومن يسير لدحض الاخلاق وجعل الشعب يعاني الامرين ، فالإحباط الاخلاقي يراد له دواء وعلاج سريع فالأمة في
خطر والجميع يرى ان الربيع العربي ازهر الدول بالحرية والانسانية والتحرر من عبودية التقديس الوثني بينما العراق وشعبه مازال يرزح تحت تلك المسميات
لأن اساسيات الثورة والاخلاق الرسالية تم تمييعها من قبل القادة الدينيين المزيفين . وحسبك من يتمسك بقشور الدين ويترك الجوهر واللب ظنا منه انهم على
الصراط المستقيم ؟؟ كلا وربي فهذا ايضا عقدة اخلاقية لابد من معالجتها والتمسك بالأخلاق الاسلامية الحسينية التي تريد لك ان تعي انسان حقيقي .