التصريح الاخير للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، والذي قال فيه إنه يمكن التوصل لاتفاق قريبا في مفاوضات الاتفاق النووي، إذا تلقت إيران ردا مقبولا من الجانب الأميركي. هذا التصريح يمکن وصفه بأنه بمثابة مهدأ ومسکن للداخل الايراني المشتعل غضبا على النظام الايراني بسبب أزمة الغلاء وإرتفاع الاسعار خصوصا بعد أن توسعت دائرة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة وشملت العديد من المدن والمحافظات، حيث إن النظام الايراني يعلم جيدا بأن حالة الجمود التي تشهدها محادثات فيينا وإحتمال فشلها من شأنه أن يرتد عليه سلبا في ظل الاوضاع الحالية بشکل خاص.
خطيب زادە وغيره المسٶولين الآخرين في النظام الايراني من الذين بشروا بالتوصل لإتفاق قريبا أو عن قريب، لکن الذي ظهر فيما بعد إن الاتفاق بعيد بل وحتى أبعد بکثيرا مما قد تصورة عقلية النظام الايراني وتصوراته، ولاسيما وإن النظام الايراني يعمد الى إشغال المحادثات بأمور ومسائل جانبية نظير طرح حذف الحرس الثوري من قائمة الارهاب، لکن الاحتجاجات الداخلية الآخدة في التوسع والازدياد في مناطق عديدة من إيران وحتى ترديد شعارات تمس جوهر النظام ورموزه الکبرى، جاءت لتخلق حالة ضغط جديدة على النظام وتضيق الخناق عليه أکثر ولاتترك أو تفسح له المجال لکي يناور ويراوغ کسابق عهده في المحادثات، ولاسيما وإن الشعب الايراني صار يتابع الانباء المتعلقة بمحادثات فيينا، وهو يعلم بأن سبب الجمود يعود للنظام الايراني قبل غيره، ومن دون شك فإن تصريح خطيب زادە الذي نقلناه آنفا إنما هو من أجل ذر الرماد في الاعين والسعي للإيحاء بأن الکرة في الملعب الامريکي وإنه هو المسٶول عن الاوضاع الحالية وعدم سماحه بوصول المحادثات الى النتيجة النهائية وإبرام الاتفاق.
أکثر مشکلة يعاني منها النظام الايراني هي إن الشعب الايراني يعلم جيدا بأن أوربا والولايات المتحدة يريدون التوصل للإتفاق بأسرع مايکون ولکن النظام الايراني هو من يراوغ ويماطل ويناور ويشغل المحادثات بأمور وقضايا جانبية لاتمت لجوهر المحادثات بصلة، بالاضافة الى أن الشعب الايراني لايحمل أية مشاعر ودية للحرس الثوري الذي يسيطر على قسم کبير جدا من الاقتصاد الايراني من دون أن يکون له إلمام به وإن العديد من المراقبين الاقتصاديين يٶکدون بأن أحد الاسباب المٶثرة لتراجع دور الاقتصاد الايراني وخموله وإنکماشه على نفسه هو الدور الطفيلي للحرس الثوري والذي لايفکر بمصلحة الشعب وإيران بقدر مايفکر بمصلحته کجهاز عسکري ـ أمني وتحقيق أکبر الارباح!