18 ديسمبر، 2024 9:14 م

الاتفاق السعودي الإيراني كما يراه البعض وكما نراه نحن

الاتفاق السعودي الإيراني كما يراه البعض وكما نراه نحن

تباينت الآراء حول الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية بشأن عودة العلاقات بينهما وإعادة فتح السفارات والقنصليات لكليهما… فمنهم من اعتبره انتصارا للدبلوماسية الإيرانية وآخرين اعتبروه نجاح للدبلوماسية السعودية وكلا له رؤاه التي يعتمدها في تقييم النجاح لأي الفريقين.. وقبل أن نطرح رؤوانا… نتمنى صادقين أن تكون النوايا سليمة بين الطرفين لكي يعم الاستقرار في المنطقة التي دفعت الكثير من الدماء البريئه والأموال الضخمة التي كانت تكفل النهوض بواقع شعوب المنطقة نحو الرفاه والرخاء الاقتصادي بدلا من ان تكون دمية بدماء ابناءها وخيراتها بيد الاجنبي الذي لا يحترم شعوب المنطقة .. خصوصا وأن البلدين لها أهمية كبيرة في المنطقة للامكانيات الاقتصادية والبشرية التي لو توحدت مع باقي دول المنطقة لكان لهم القول الفصل عالميا في الحسابات الجوسياسة العالمية اذا ما علمنا ان نصف مخزونات الطاقة العالمية يقع تحت اراضيها ولتخلصنا من الهيمنة الأميركية والعربدة الإسرائيلية التي تضرب من تشاء متى تشاء من غير وجل أو احترام سيادة بلدان المنطقة.. ولكان حالنا نحن العراقيون أفضل مما نحن فيه الآن من تخلف وهوان بسبب تأثر الكتل و الأحزاب المشتركة في السلطة بسياسات هذين البلدين المتناقضة وفق مصالحهم الوطنية والمغلفة بغطاء مذهبي .. فمن خلال قراءة بنوده.. نجد أنها تتكرر في التصريحات الأميركية وتابعتها إسرائيل منذ سنين.. ويبدو ان الموافقة الإيرانية جاءت بعد ورود أنباء عن نية أميركية إسرائيلية بشن حرب على إيران بسبب التخصيب عالي المستوى لليورانيوم في مفاعلاتها وان هذا الأمر هو محور العدوان على إيران وسط تأييد وتواطؤ غربي ، لذلك حاولت ايران تفادي الامر وعدم زيادة الاحتقان والتذمر الشعبي الموجود اصلا جراء حصار طويل الامد وعقوبات اقتصادية فرضتها اميركا ، والذي سوف يزداد مع حدوث أية ضربة قادمة قد تطيح بالنظام السياسي الإيراني برمته.. هذا من باب ومن باب آخر هنالك رؤيتان فيما يخص الاتفاق.. الأولى أن الأميركان على علم بالمفاوضات التي سبقت الاتفاق وانهم من شجع السعوديون على أبرامه والتاكيد على بعض الشروط وخصوصا تلك التي تؤدي الى تحييد السعودية من جراء اية ضربة انتقامية ايرانية ان تم شن عداون اميركي اسرائيلي عليها واظهار إيران أمام الرأي العام انها دولة عدوانية لا تلتزم بالعهود والمواثيق ليس حفاظا على السيادة السعودية طبعا بل من اجل استمرار امدادات الطاقة العالمية التي تعاني منها أوربا بالاساس والعالم بسبب الحرب الروسية الاوكرانية .. وايضا هذا الاتفاق هو يمثابة طوق نجاة للحكومة السعودية من وحل الحرب على اليمن التي باتت تكلف ميزانية السعودية مبالغ طائلة تقف حجر عثرة بطريق جهود محمد بن سلمان الطموحة في إجراءات إصلاحية اقتصادية تجاري ما يحدث في الإمارات وتقربه من اعتلاء عرش المملكة وسط نجاحات تنموية تسكت أصوات المعارضة التقليدية في أوساط العائلة الحاكمة .. الرؤيا الثانية هي محاولة أميركية لدفع الحرج عنها جراء ضغوط اللوبي الصهيوني في اميركا للدخول في الحرب المحتملة على ايران من قبل اسرائيل وفق التسريبات التي تحرص السلطات الاسرائيلية على تسريبها بين حين واخر ربما تؤدي مثل هذه الضربة بحدوث ما لا بحمد عقباه خصوصا وأن المنطقة على فوهة بركان بسبب التناحر الطائفي والسياسي الذي عملت أميركا خلال عقود من الزمن لاثارته من اجل السيطرة على المنطقة لأنه المكان الوحيد الذي ينشط قطاعات الاقتصاد الأميركي المهمة نعني بها قطاع الصناعة الحربية لكون منطقتنا الوحيدة القادرة علئ تأمين أموال شراء الأسلحة .. وبالتالي تتفادى أميركا صعوبة موقف ان تكون غير قادرة على تنفيذ وعودها وهذا ما ادركته حكومات الخليج خلال الفترة الماضية ، سيما وانها عمليا فشلت فشلا ذريعا في العراق وافغانستان وخرجت منهما بعد انفاق مبالغ طائلة من اموال دافعي الضرائب دون ان تحقق ما كانت تخطط له ووقوع هذين البلدين تحت تاثير خصومها … نتمنى أن يمضي هذا الاتفاق قدما لأن مصداقيته ستصب في صالح دول وشعوب المنطقة وخصوصا نحن العراقيين حيث نتطلع أن يكون الموقف الإيراني والسعودي متوازنا في عدم عدم التدخل في الشأن الداخلي والكف عن تأييد القوى التي فضلت مصالح الغير على مصلحة الشعب العراقي.