23 ديسمبر، 2024 3:45 م

الاتفاق الروسي – الفرنسي هل سيصيب الهدف ؟

الاتفاق الروسي – الفرنسي هل سيصيب الهدف ؟

خطوة يعتبرها البعض جيدة وممتازة أن تعلن روسيا وفرنسا اتفاقا مشتركا يسير الى الامام في وضع استراتيجية جديدة للتخلص من شر داعش الارهابي الذي لايزال يعيث فسادا في الارض .
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد فيما اطلق عليه وجود تطابق في المواقف بين موسكو وباريس بخصوص تشكيل تحالف واسع لهذا الغرض . وفي هذا الاتفاق رغبة أن يكون هناك تنسيق مشترك بين الطرفين ، وتبادل معلومات استخبارية لمواجهة الارهاب ، ومن ثم ضربة في عقر داره .
 ونستشف من هذا أن الحكومتين الروسية والفرنسية عازمتان على أخذ الامر بجدية عالية على عكس بعض الدول الاخرى ، ومنها انقرة ، التي تقدم خطوة وتؤخر اخرى ، ما يؤكد تعاونها مع الارهاب ، كذلك الولايات المتحدة الامريكية صحابة التحالف الدولي الهادف بالقضاء على الارهاب ، وقد رأينا كيف انها قلصت الضربات الجوية على مراكز داعش ، بعد أن رأت جدية التحالف الآخر ، ونقصد به روسيا وفرنسا .
ففرنسا رحبت بهذه الخطوة التي ابدتها الحكومة الروسية حيث اعلنت استعدادها للتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن . لكنها متخوفة من أن الشركاء الاخرين غير مستعدين لتحالف اوسع ، وتقصد به الجانب التركي ، بعد ما ظهرت منها امورا لم تكن بالحسبان ، ومنها تورطها بمساعدة “داعش” في تهريب النفط من سوريا ، اذ شاهد الجميع صورا للصهاريج التي ينقل بها داعش النفط إلى تركيا ، واتهموها بانها لا تقوم بحرق وإتلاف النفط المهرب عبر اراضيها .
هذا التحالف عبر عنه الجانبين هو بعد ما تعرضا كلٌ منهما الى أعمال إرهابية مثل : سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء وهجمات باريس ، فقادتهما الى دفع وبذل اكثر وأكبر من جهد لمكافحة الإرهاب الذي هو الآن متغلغل في اكثر الدول بهدف زعزعة الاستقرار الامني لتلك الدول ، ولصنع فوضى خلاقة . 
لكن ما يثير الانتباه ، القول بأن اقتلاع الإرهاب من سوريا سيسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل فيها ، وأن موسكو على استعداد للتعاون مع أي جماعة سورية جاهزة للانخراط في مكافحة الإرهاب.
فهل هذا يعني بأن الارهاب له من القوة والامكانت العسكرية والتنظيمية ما يجعل من التحالف الدولي أن يطيل حربه ضد هذه العصابات الداعشية ؟!.
خطوة نتمنا أن تمضي الى الامام ، وتجد من يسعى الى دعمها والترحيب بها دوليا ، وكذلك الوقوف بجانبها والانظمام اليها من الدول الاخرى ، سواء المتظررة من الارهاب ، أو التي سيصل لها الارهاب اذا ما ظلت الامور على ما هي عليه الآن . فأياد الارهاب صارت تمتد وتطال كثيرا من الدول ، ولا يمضي يوم الا ونرى هجوما هنا وهجوما هناك في ابشع جرائم انسانية يرتكبها هذا التنظيم المجرم .