على الرغم من احقية دين الاسلام في قيادة البشرية وايصالها الى بر الامان لتنعم بالراحة والطمأنينة الا ان التطبيق الخاطئ من ليس اهلا للقيادة والادارة سببا تراجعا كبيرا في شعبية الدين الاسلامي وولد نفورا ملحوظا عند الباحثين عن الحقيقة ولعل من افضل مصاديق التطفل على الاسلام وتسخيره للمصلحة الشخصية هو ما تقوم به الاحزاب الاسلامية في داخل العراق وخارجه فما ان يتصدى الشخص الى المسؤولية سواء في منصب تشريعي او تنفيذي نلاحظ انه يبدأ بمرحلة اسلمة المظاهر فيحاول اطالة ذقنه ويكثر من لبس الخواتم وتكبير حجمها وعدم ترك المسبحة واستخدام الالفاظ والمصطلحات الاسلامية فنسمعه يقول ( في حدود المصلحة العامة وحدود التكليف وحتى نكون ممهدين لدولة العدل الإلهية) وعدم لبس ربطة العنق… وهكذا ولكن بمجرد ان يصل هذا الشخص او غيره للمنصب اول ما يفعله هو الابقاء على مرتسم للحية وفي بعض الاحيان حلاقتها بالمرة وتقليل عدد الخواتيم وهذا التحول التدريجي يبدأ منذ المباشرة بالمنصب ويستمر لنهاية الدورة ثم يتم العودة الى نظام التأسلم الظاهري طيلة فترة الانتخابات فإن نجح فيها فبها ونعمت وتعاد نفوس الامور واما اذا فشل فيتم وضع خطة خلال الاربعة السنوات التي لم يفز بها يتم التركيز فيها على الشغف الاسلامي المفرط وهكذا واعتقد ان هذا النظام متبع عندنا في العراق وفي الدول العربية الا ان ما حدث في الانتخابات البرلمانية التركية قد فاق كل التصورات ففي لافتة تبرهن على أن حزب العدالة والتنمية كان يستغل الشعارات الدينيّة التي يحترمها عامة الشعب التركي ويوظفها في الميادين الانتخابية طوال فترة الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد الماضي خلعت سيفيل آي سعيد الحجاب بمجرد فشل زوجها رفعت سعيد نائب الحزب عن مدينة إزمير غرب البلاد في دخول البرلمان مجددا مع أنها أدت فريضة الحج وتحجبت بعد ذلك. وقامت سيفيل آي سعيد بحذف صورها بالحجاب من حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي. وقام زوجها رفعت سعيد بحلق لحيته بعدما فشل في الاحتفاظ بمقعده في البرلمان. ليتفوق هذا النائب التركي على اخوتنا في الاحزاب الاسلامية فقد كان جريئا في القيام بخلع مظهر الاسلام المخادع وليعود لحياته الطبيعية بعد ان كان في رحلة عمل استمرت لأربعة سنوات كانت تستوجب ان يكون لها زيا خاصا ومظهرا ملائما .