في عام 1993 وصلت ستة منتخبات أسيوية للدور الحاسم للتأهل لكاس العالم المقرر اقامته في الولايات المتحدة الأمريكية, الذي كان مقرر ان يجري في دولة قطر بنظام التجمع, وكان منتخبنا قد خاض اخر مباراة في التصفيات الأولية في يوم 20-6-1993 والتصفيات النهائية مقرر لها أن تجري في 15-10-1993 أي أن المدّة كبيرة جدا, وممكن اجراء تعديل في صفوفه خلال هذه المدّة الطويلة, بما يخدم المنتخب, لكن لاحقا تبخرت الأحلام بسبب اتحاد عدي!
حيث كان يمكن القيام بمعسكرين تدريبيين, ومباريات ودية كثيرة قبل الدخول في التصفيات الحاسمة, مع اهمية رفد درجال بالمدربين الخبرة أضافة إلى يحيى علوان المتواجد في التصفيات الأولية, فليس عيبا أشراك المدرب الخبير اكرم سلمان, وحتى أسطورة التدريب العراقي عموبابا كمشرف على المنتخب, كي تكون العقول التدريبية حاضرة مع المنتخب.
لكن الغريب ان اتحاد عدي قرر ابعاد مساعد درجال وصاحب الخبرة يحيى علوان, والاستعانة بمدرب شاب لا يملك اي تجربة تدريبية كمساعد لدرجال, وهو أيوب اديشو! وخيم الخوف والقلق على الجمهور العراقي من القرارات الغبية لاتحاد عدي.
• شهران من دون اي إعداد
يبدو ان اتحاد عدي نسي امر المنتخب وما ينتظره من تصفيات حاسمة في تلك الأيام, مع ان فرصة العراق كبيرة للتأهل لو تم تنظيم برنامج تدريبي وأعدادي مناسب, لكن مر شهر تموز وشهر آب من عام 1993 من دون اي مباراة للمنتخب! ومن دون اي معسكر تدريبي, مما جعل المتابعين خائفين مما يحصل للمنتخب من مؤامرة خفية يقودها اتحاد عدي, خصوصا أن عدي معروف عنه مقامر باي شيء ممكن! وهو لا يحب الشباب العراقي, وقد يبيع اي شيء مقابل الدولار حتى لو كان الثمن مستقبل المنتخب العراقي.
وكانت المنتخبات المنافسة في استعدادات كبيرة, وقد استفادت من شهري تموز وآب, في بناء منتخبات منافسة قادمة بقوة للمرحلة الحاسمة.
• معسكر بائس في رومانيا
كان اختيار رومانيا للاستعداد غبي جدا, فالطقس مختلف بين الدوحة ورومانيا, وكيف تستعد لمنتخبات اسيا الكبيرة عبر مباريات ودية مع اندي رومانية مغمورة! أي عقل يدير اتحاد العراق! نعم كان العراقي عاني عزلة و عربية بسبب غزو الكويت عام 1990, لكن كان ممكن ان نلعب وديا مع اندية ومنتخبات من الأردن ولبنان واليمن والسودان والصين, وكان يجب الاستعانة بالجانب الروسي الحليف السياسي للعراق, وكان يجب ان تكون الخُطَّة على تموز وآب وأيلول, لكن الغباء الذي يتحكم في العراق ضيع الوقت علينا هباءا, ثم سافر منتخبنا لمعسكر بائس غير نافع.
ولعب هناك 6 مباريات خلال 17 يوم في منتصف شهر أيلول, وكان معسكر مرهق غير نافع! والبداية كانت في مدينة باكاو لعب منتخبنا ثلاث مباريات, أول مبارتين ضد نادي سيلينا الهابط حديثا للدرجة الثانية, والثالثة ضد نجوم محافظة باكاو! كانها مباراة احتفالية وليست اعدادية, فكانت مباريات غير نافعة بالمرة.
ثم سافر منتخبنا لمدينة فوكشاني ولعب فيها ضد نادي مغمور اسمه اكورد, وكانت مباراة بائسة غير نافعة ايضا, ثم سافر منتخبنا إلى مدينة بتروشاني ولعب ضد نادي من الدرجة الثانية وتعادل معه بصعوبة, ثم لعب مباراة اخرى مع نادي مغمور يمثل المدينة واسمه جيول بتروشاني وفاز منتخبنا بصعوبة! وقد لوحظ تراجع مستوى منتخبنا مع انخفاض اللياقة البدنية, وسافر اخيرا إلى العاصمة الرومانية بوخارست ولعب ضد نادي بروكريسول, الذي احتل المرتبة الخامسة عشرة في الدوري الروماني وتغلب عليه بصعوبة.
اخبار المعسكر جعلت الجماهير خائفة من المستقبل, فكل شيء كان يجري بالخطأ مع وصول اخبار معسكر رومانيا البائس.
• قبل السفر انكشاف واقع منتخبنا
بعد ان عاد منتخبنا إلى بغداد كان واضحا الإرهاق والتعب من المعسكر, مع وضوح ثغرات كبيرة في المنتخب والدليل النتائج البائسة امام اندية مغمورة اقرب لفرق الحارات! وقد جاء إلى بغداد نادي بروكريسول الروماني صاحب المركز ألمتأخر بالدوري الروماني (المركز الخامس عشر) وقد لعب ضده منتخبنا في المعسكر البائس وفزنا بصعوبة.
ليكون اول نادي عربي او اجنبي يلعب في بغداد منذ اب عام 1990 ! خاض الفريق الضيف مباراة ودية واحدة لعب فيها منتخبنا ببرود خشية حصول اي أصابات غير متوقعة, لكن ذلك لم يمنع صيحات الاستهجان من الجماهير التي ارادت دائما أن يظهر منتخبها بأبهى حلة, لتؤول النتيجة في النهاية إلى التعادل بهدف لهدف, وقد احرز هدفنا اللاعب سعد قيس.
• الغرق في رمال الدوحة
وسافر منتخبنا بكل هذه التخبطات إلى قطر, ليغرق في رمال الدوحة, ويتبخر الحلم, وقد كانت العلة الحقيقية ليست مؤامرة عالمية ضد منتخب العراق كما حاول الاعلام العراقي التعكز عليه, ولا تحيز الحكام كما حاول الاتحاد العراقي أيهام الجمهور به, بل كان اتحاد عدي التي تعمد اهمال المنتخب وزرع الافخاخ في طريقة للتصفيات الحاسمة.