23 ديسمبر، 2024 3:19 ص

الاتجاهات بما تصب ومصلحة العراق وشعبه

الاتجاهات بما تصب ومصلحة العراق وشعبه

الجريمة موجودة منذ عهود قديمة وحتى قبل ان يخلق الكون، عندما قتل قابيل أخاه بسبب الحسد والغيرة، بل ان الجريمة وجدت حتى في الجنة عندما خالف آدم عليه السلام تعليمات ربه، وأكل من الشجرة المحرمة، هل بوسعنا ان نلغي الجرائم الناتجة عن الحقد والانتقام؟ هل نستطيع ان نلغي الشرور الانساني ونؤسس لمدينة فاضلة خالية من الجريمة؟ بالتأكيد لا يمكن، لأنها موجودة طالما وجد الخير والشر في ذات الانسان.
ثلاث سنوات وثاني اكبر مدن بلادي، تحت سيطرة تنظيم ارهابي يدعي الاسلام، والاسلام منهم ومن جرائمهم براء، ثلاث سنوات وأهلنا في الموصل يعانون شتى انواع الجريمة المنظمة، وبدعم دول كل همها اثارة الفوضى والدمار اينما حلت وأرتحلت، ثلاث سنوات من القتل وسبي النساء وسرقة الثروات، من قبل عصابات همجية جمعت من شذاذ الارض ومجرمي العالم .
ومنذ اليوم الاول الذي وطأت فيه عصابات داعش ارضنا، أخذت تحاول وبشتى الطرق، كسب رضا الاهالي وتغطية جرائمهم بحجج واهية، وجميعها تحت مسميات دينية، منها محاربة المرتدين، واخرى إقامة الحدود، حتى أخذوا بالتوسع فشملت سيطرتهم مدن مجاورة للموصل، فكان لا بد من وجود رادع لهؤلاء المجرمين، فكانت فتوى الجهاد الكفائي، التي اطلقتها مرجعيتنا الرشيدة، لتهب الالوف المؤلفة والمؤتلفة قلوبهم، من اجل هدف واحد، هو تحرير الارض، وتخليص العرض من براثن الظلم والمجرمين .
عندها تناخى ابناء المرجعية وتعاهدوا، على المضي بتحرير كل شبر دنسته هذه العصابات الهوجاء، في معركة قال عنها كل من اطلع على ظروفها، بأنها ستستمر لسنوات طويلة، لكن ماحدث ابهر العالم اجمع، من تقدم في سير المعركة وما تحقق من انتصار، شهد له العدو قبل الصديق، ومع كل انتصار يزداد المجرمين حقدا و ظلما، حتى وصل الامر بهم الى محاربة الحضارة الانسانية، بعد ان اتعبتهم محاربة الانسانية نفسها .
وبعد اقتراب نهاية صفحة الظلم، اقترف المجرمين ابشع جريمة، منذ بداية عدوانهم على المدينة، التي عرفت بالرموز الحضارية وهي تفجير المنارة الحدباء، التي اقترن اسم الموصل بأسمها، عند كل حديث فيقال( الموصل الحدباء)، فجرت المنارة الحدباء لكي لا تكون شاهدا على الهزائم التي لحقت بهم، وهم بأقترافهم هذه الجريمة البشعة، يكونون قد دقوا آخر المسامير في نعش وجودهم، ورسموا نهياتهم بأيديهم، ليعلنها نصرا الغيارى الذين لبوا نداء الحق، لقد ذبحوا التاريخ بتفجيرهم المنارة الخالدة، لكن عزاؤنا ان التاريخ سيسجل هزيمتهم صفحة سوداء على مر العصور