23 نوفمبر، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

الاب حرث وجاع… والابن ورث وباع

الاب حرث وجاع… والابن ورث وباع

 

ابراهيم المحجوب

مقولة قديمة نسمعها دوماً وتمر علينا يومياً بتفاصيلها الدقيقة دون أن نتطرق الى مفردات معانيها لانها اصبحت على نطاق واسع ضمن حياتنا اليومية..
أحيانا يكتم اصواتنا الخجل من التشخيص لحالة خاصة مرت وفق معايير هذه المقولة فنذهب الى كتابة التشخيص العام ونحن بدراية تامة للتشخيص الخاص ولكن بدافع الحياء وعدم تجريح مشاعر الآخرين ولكي نعطي مساحة أكبر للجميع لمراجعة الانفس وتصحيح ربما جزء بسيط من المسار رغم ان القسم وربما الاكبر هم من الذين قيل عنهم صماً بكماً عمياً لايفقهون. ولكن أحياناً وربما اوقات وامور كثيرة يتوجب علينا التذكير بها وارى من الواجب على الجميع قراءتها وتشخيص الخلل حتى لانصل الى مشاكل مجتمعية تؤدي أحياناً الى تفكك اسري..او الابتعاد من صلة الرحم…
ان مقولة الاب حرث وجاع.. تعني الكثير والكثير جداً في عالمنا اليوم وربما في كل زمان ومكان ولكن الواقع اليومي يتطلب شرح تفصيلي لمعاني تضحية انسانية يدفع ثمنها الآباء يوميا في عصرنا هذا زمن المتطلبات الالكترونية الكثيرة وزمن الاكلات السريعة وزمن تبديل الملابس شهريا وصعودا الى آخر موديل من الموبايلات والحاسبات والسيارات الحديثة…
وهنا لايفوتني ان اذكر ان شخصية الاب في غيابه ستتولاها الام او الاخ الكبير وهذا ينطبق عليه تلبية كل طلبات الابناء المدللين والذين اصبحوا شبه عالة على المجتمع…..
لقد تغير في عالمنا اليوم الليل والنهار بالنسبة للكثير من العوائل العربية مع الاسف الشديد فالاغلبية اليوم تنام النهار وتسهر الليل. واصبح الجلوس مبكرا حالات استثنائية لاتشمل الا اصحاب العمل الوظيفي فقط..
واصبحت طلبات الابناء تعجيزية على ارباب الاسر من ذويهم. فالاب اليوم يعيش حالة اشبه باليأس امام طلبات الابناء. فاغلب عوائل اليوم تعيش على راتب ذو دخل محدود سواءً كانوا في القطاع الوظيفي او من المتقاعدين وعندما يستلم الاب راتبه الشهري يجد نفسه مضطراً لتسديد اقساط مؤسسات إستهلاكية ماوجدت لخدمة الإنسان وانما للدفع فوق طاقته وكل هذه الاقساط اما شراء اجهزة كهربائية اصبح استهلاكها كثيرا نتيجةً لتوفرها في الاسواق وبيعها بالتقسيط واصبحت بيد الاطفال وعدم المحافظة عليها.. اوشراء هواتف نقالة يصل اسعارها فوق الالف دولار أحياناً لارضاء فرد من الاسرة ليس من الضرورة شرائه.
ان هذه التبعات اضافة الى طلبات بعض ربات الاسر من تغيير دائمي بالاثاث المنزلي او طلبات العائلة من تغيير السيارة لمجرد منافسة الجيران او احد الاقارب كونه يمتلك نفس النوعية… كل هذه الامور المعاشية تحدث في عوائلنا جميعاً ونحن لانعرف ونتناسى عواقب الزمن واغلبنا اصبح يعاني من الديون ولايملك في بيته اي مبلغ مالي كرصيد طوارىء إحتياطي يحتاجه لاسامح الله عند الطوارئ وخاصة نحن ابناء البلدان العربية نعيش ازمات دوماً تتوجب علينا مراجعة حساباتنا كل فترة زمنية….
ان المحبة المفرطة من قبل الاب لابنائه تضعهم احيانا في خانة الفشل وان مانسمع من حوادث سيارات يوميا يعود اسبابه لهذه الحاله ….فشباب اليوم للاسف اصبحوا لايعرفون ماذا يفعلون بسبب البطالة الدائمة وسهر الليل والالعاب الإلكترونية والنركيلة التي اصبحت ملازمة للبيوت والصداقات الخارجة عن الاعراف والقوانين….
وللاسف وجدت ان مقولة الاب حرث وجاع والابن ورث وباع نعيشها اليوم والاب مازال على قيد الحياة وهنا اقول انني ارى كلامي هذا ينطبق اليوم ومع الاسف على واقع الكثير من العوائل التي اصبحت تواجه صعوبه في إصلاح نفسها……….

أحدث المقالات

أحدث المقالات