23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

الابن الضال والمجد المفقود!

الابن الضال والمجد المفقود!

يقال أن تشرشل ذكر في أحد مذكراته: (إذا أتيح لنا في حياتنا، وهو ما سيقع حتماً، أن نشهد مولد دولة يهودية، لا في فلسطين وحدها، بل على ضفة نهر الأردن، الى ضفة الخليج). ما ذكره تشرشل كان دستوراً، لا بد من أن يطبق في يوم ما، فالخطة كانت تنطوي، على جمع أشذاذ الأقوام، من مختلف أنحاء العالم، بإدعاءات وهمية وزائفة، لتوطينهم تحت حماية التاج البريطاني، وتمزيق ما يسمى بالوطن العربي آنذاك، لهدف واحد لا غير، وهو القضاء على الإسلام، عن طريق القضاء على العروبة، ليصبح العربي مجرداً من كرامته، وبهذه الطريقة يصبح مسلماً بالشكل والصورة، فقط من دون مبادئ.الغاية التي سعت لها كثير من الدول الأجنبية، المؤيدة والرافضة للدولة اليهودية، هي تقويض الإسلام، من خلال زرع دين جديد، شبيه طبق الأصل، ولكنه يحمل تشوهات خلقية، لا يمكن أن نميزها لتضارب الأفكار، وصناعة إسلام مرادف، وند للإسلام الحقيقي، من أجل تشويه الدين المحمدي الأصيل .مبادئ الإسلام الجديد، الذي يراد له أن يشيع، بين صعاليك الجاهلية والعربان، ومن ضمنهم قبائل همجية مجهولة النسب، جمعت بأسماء كثيرة، حتى أمست دولاً، وأخذت تتسابق فيما بينها، لينفذ الأبناء البررة، مخططات الغرب واليهود معاً، ومن ثم دخلت على خط التبني، أجهزة المخابرات الأمريكية، عن طريق تغذيتهم بالأموال والأسلحة، للمشاركة في أي حرب، قد يقودها عالم الشر ضد العرب، وبالتحديد من يراد تمزيقه، وتقسيمه وفقاً لمصالحهم.العراق يتمزق على يد الدين الجديد، والنساء تسبى، والرجال تنحر وتحرق، وفتاوى ما أنزل بها أمير المؤمنين البغدادي، في القرن الحادي والعشرين، ليعود بنا الى زمن الجاهلية، وسماؤنا تمطر دماء أبناء شعبنا الصامد، والأرض ترتوي منها، ثم يطل علينا بطل إماراتي لقيط، يعمل وزيراً لخارجيتها، ليقارن بين مَنْ يقاتل من أجل الكرامة والشرف، وبين الإرهابيين من داعش والنصرة.العبارة واضحة لا تحتاج الى تفسير، فاليهود بدؤوا بالدخول في دوامة الخوف، من هذا الحشد المقدس، عندما شاهدوا مدى إيمانه، وإصراره على مبادئ الدين الحقيقي دون رتوش، فقررت أن تكلف احد أبنائها، في الحديث والمساومة، بالقضاء على داعش والنصرة، مقابل القضاء على ما يسمى، بالمليشيات الطائفية التابعة لإيران، التي تعد الراعي الأول لها، لذا فالحل الأمثل لمحاربة التطرف، سيناريو مكشوف ولا يخفى على أحد، رغم أنهم يعلمون أن الحشد، هم من أبناء العراق، بكل أطيافه دون تمييز، أو تفرقة لمقاتلة الدواعش. ببساطة يمثل حديث عبد الله بن زايد، دعوة اليهود في إجراء المقارنة الحقيرة، وبدى وكأنه يقدم برنامجاً، حول المشاهير وفضائحهم، لكن يا لهذا الوزير المخبول! فصحيح أن صاحب الجرح العميق، لا ينتبه الى غزارة الدم كما يقال، لكن أن يأتي الطعن للحشد الشعبي، من جهة عربية تدرك جيداً، أن الحشد المقدس يقاتل في العراق، نيابة عن المنطقة والعالم بأكمله.سؤال لا بد من الإجابة عنه، بكل حيادية، هل أعلنت فصائل الحشد جهاد النكاح؟! أو صرح في يوم ما، بأنه سيهدم بيت الله الحرام، ويفجر قبة الرسول؟! أكيد أنه لم يفتِ، أو يهدد حاشاه ذلك، ولكن بالمقابل أنظر أيها الوغد العميل المأجور، ماذا يفعل الجبناء من أنصار الدواعش بالمسلمين، والمسيحيين، والأقليات الأخرى في كل منطقة، إقتطعها تأمراً منكم معه على عروبتكم، فإرهابه طال كل شبر، وسيطالكم مهما حشدتم، فالمرض الذي زرعتموه بجسد الأمة، سيصل إليكم دون شك. ختاماً: أبطال الحشد الوطني المقدس، الملبي لنداء المرجعية، ردوا عليكم بمعارك خاضها، دفاعاً عن العراق أرضا وشعباً، وستبقى عقدة الثأر والتهميش متلازمة معك، فما أنت سوى شبح عفن، يلقي بتفاهات كلامه، أمام أسياده ليلة الهالوين، وهو في حالة هذيان، وسيسخر منه الجميع عاجلاً أم أجلاً، بعد تحرير كافة الأراضي العراقية المغتصبة، عندها سيلجأ إليكم الصعاليك، وسيقضون مضاجعكم، في صناعة جديدة للموت.