-1-
يلجأ الشقاة الى وسائل عديدة لابتزاز الناس ، والاستحواذ على أموالهم وممتلكاتهم ، وهم في ذلك لا يأنفون ولا يترفعون عند إلصاق صفتيْ القرصنة والشيطنة بهم ..!!
انهم شياطين الإنس ، وربما فاق بعضهم شياطين الجن .
ألَمْ يَقُل أحدهُم :
وكنتُ فتىً من جند ابليس فارتقى
بي الحالُ حتى صار أبليسُ من جُنْدي
-2-
والمافيات ، وعصابات الاختلاس والسرقة والتحايل والاغتصاب للأموال، موجودة، في الكثير من بلدان العالم المتقدم، فضلاً عن بلدان العالم الثالث..!!
-3-
ولم تقف المسألة عند حد الابتزاز المالي ، بل تعدتها الى حالات من الابتزاز السياسي .
والذي لا يمارسه الأشقياء المنحرفون فحسب، بل يمارسه بعض السلطويين أيضا، في محاولة محمومة للضغط على منافسيهم وخصومهم السياسيين .
-4-
وعندي :
ان السلطويين الذين يمارسون الابتزاز السياسي مع خصومهم، يجمهم مع الارهابيين، قاسم مشترك ، فلا يراد من الضغوط الابتزازية المكثفة الاّ اكراه الخصوم على تغيير مواقفهم بما يخدم مصالح فرسان الابتزاز ..!!
وهذا هو الارهاب الفكري والسياسي بعينه
-5-
وهكذا يتضح :
ان الابتزاز من الجرائم الكبرى التي تعاقب عليها قوانين السماء والأرض
-6-
ومن المؤسف للغاية :
ان العراقيين ظلوا – عبر سنوات عجاف –، يسمعون من كبار السلطويين، تهديدات متكررة غَرَضُها الابتزاز السياسي، لِمَنْ تُشّمُ منهم رائحة المعارضة لأولئك السلطويين ..!!
وتكمن المفارقة في أنّ واجب السلطويين، هو حماية المواطنين من الابتزاز ، واذا بهم يمارسونه بأنفسهم ، ويخترقون بذلك القيم والموازين الدينية والقانونية والاخلاقية والانسانية والاجتماعية والحضارية …
-7-
انّ تهديد الخصوم السياسيين (بالملفات) المزعومة لم يُسفر عن حصيلة حقيقية تدّل على التجريم ..!!
وهنا يثور التساؤل
هل كان التهديد بكشف الملفات مجرد فقاعات ؟
أم أنّ الملفات المهمّة المهدّد بها كانت موجودة، ولكنها سرعان ما اختفت أو تم التعتيم عليها، بعد أنْ تمت الاستجابة من قبل الخصوم لما أراده كبار السلطويين ؟
وعلى التقدير الأول : فاننا أمام مهزلة لا تُمحى من ذاكرة العمل السياسي في العراق ..
انها مهزلة الكذب ، والكيد ، والاستغلال البشع للسلطة …
وعلى التقدير الثاني :
فانها كارثة بحق الشعب والوطن ..!!
لماذا لا تتم احالة تلك (الملفات) الى القضاء لينال أصحابها جزاءَهم ؟!
-8-
اننا – ولله الحمد – لم نعد نسمع أية تهديدات بكشف الملفات ، منذ ان تسنم د . العبادي مهمة رئاسة مجلس الوزراء ..،
فحكومته حكومة واعدة ،تشق طريقها بتوازن واعتدال ، بعيداً عن كل الاساليب المتلونة ، وهذا ما جعلها تحظى بثقة المواطنين، وتداعب آمالهم في انقاذ الوطن الحبيب من براثن الارهاب والفساد .