23 ديسمبر، 2024 11:05 ص

الإنسان هو أصل الداء ، وهو مبتدع الدواء … 

الإنسان هو أصل الداء ، وهو مبتدع الدواء … 

*إحدى الحقائق الثابتة في الواقع الإنساني منذ نشأة الحياة على الأرض الحروب  الدولية والنزاعات الداخلية المسلحة التي تتسم بالوحشية في سفك الدماء .. فظهرت الحاجة إلى خلق قواعد يجب مراعاتها في إثناء الصراعات تعمل على مراعاة الاعتبارات الإنسانية . وتشكلت هذه  القواعد حتى بلغت في عصرنا الراهن فروعا هامة من أفرع القانون الدولي العام التي تعالج المشاكل الدولية التي تسببها الحروب والكوارث الطبيعية منها على سبيل المثال:-القانون الدولي الإنساني :- لقد كان التوقيع على اتفاقية لاهاي لعامي  1899- 1907 وتلتها اتفاقية جنيف 1906 خطوة هامة لإرساء قواعد القانون الدولي الإنساني في العصر الحديث، ثم جاءت اتفاقيات جنيف عام 1949 بتوفير المعاملة الإنسانية للمدنيين اللذين  لا يشاركون في العمليات الحربية، لتعلن الميلاد الحقيقي لقواعد هذا  القانون ، الذي تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على  تطويره وإنمائه حتى أصبح جزئا من المنظومة  القانونية للدول والشعوب ،
والملاحظ إن  هناك تكامل بين (القانون الدولي الإنساني )  (والقانون الدولي لحقوق الإنسان ) فكلاهما يسعى إلى حماية أرواح البشر وكرامتهم  وصحتهم  وحمايتهم ، فالقانون الإنساني  ينطبق على وجه التحديد في الأوضاع الاستثنائية التي تشكل النزاعات المسلحة ، وان مضمون حقوق الإنسان   يتفق إلى حد بعيد مع الضمانات الأساسية والقانونية التي يكفلها القانون الإنساني ، ومنها على سبيل المثال:-  حضر التعذيب ، والإعدام بدون محاكمه ، وحماية المدنين والممتلكات ، وغيرها .
*و نخلص من هذا إلى إن هناك هدفا مشتركا بين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان  ، و اتفاقيات القانون الدولي الإنساني ، هو حماية حقوق الإنسان و حرياته و الحفاظ على كرامته .  وحماية المدنيين والمهجرين .. وضمان بقاء الحقوق الأساسية للإنسان سارية في زمن الحرب والسلم.
 
*فالقانون الدولي الإنساني  عبارة عن مجموعة القواعد القانونية التي تلزم الدول الموقعة بتنفيذها لحماية ضحايا المنازعات المسلحة وتامين حقوق  الإنسان .. والقانون مثله في ذلك مثل أي قانون أخر يبقى حبرا على ورق إذا لم تتخذ الدول الإطراف التدابير القانونية والعملية لتنفيذه .. ؟؟ ولهذا ينبغي وضع القانون موضع التنفيذ عند ما تكون حياة البشر عرضة للخطر  ..  كما إن القانون يتضمن القواعد القانونية  الخاصة بأساليب و وسائل القتال  بشكل   أنساني وتفصيلي ..
*لقد جاء القانون الدولي الإنساني للتعبير عن قيم سامية نصت عليه الشرائع السماوية و القوانين البشرية بهدف تكريم الإنسان و بلغة قانونية فرض الالتزام بها من قبل الدول الإطراف في الاتفاقيات المكونة له و التي قبلها المجتمع الدولي بأسره , كما فرض على جميع الإفراد احترام هذه القواعد،  و الإخلال بها يعرضهم  للمسئولية الجنائية .. ؟؟
* ويقع واجب تنفيذ  (القانون الإنساني) ( وحقوق الإنسان) أولا وقبل كل شئ على الدول فالقانون الإنساني  يلزم الدول باتخاذ تدابير عملية وقانونية بنشر المعرفة   والتعريف بالقانون   ، وتدريب أشخاص مؤهلين لتسهيل تنفيذه ، وسن إحكام تشريعية وتنظيمية تكفل مراعاة القانون المذكور .
*إما منظومة قانون حقوق الإنسان فهي تعمل على ضمان واحترام  حقوقه الفرد و حرياته المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ضد إي تعسف و هي القواعد الدولية المستقرة و المتعارف عليها و التي يجب على الدول إن تسهر على تطبيقها ،  و يتضح لنا أن ( إحكام القانون الدولي الإنساني ) (وقانون حقوق الإنسان) معنيان   باحترام و كفالة  حقوق الفرد وكرامته  ، وتخفيف المعانات البشرية  ، وحماية الضحايا والمشردين  ، وتطبيق القواعد الإنسانية .

*يجب إن نخطو خطوات  تؤكد إنسانيتنا المشتركة مع شعوب العالم المتحضرة بتنفيذ مضمون القوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، لأننا نحتاج إلى الانتقال الثقافي و النظام القانوني الدولي من اجل جعل مبادئ هذه القوانين  حقيقة واقعة في بناء صرح العراق الجديد ومعالجة الكثير من المشاكل والآلام التي سببها الاحتلال للعراق.
* وبالنظر لتعهد الإطراف المتعاقدة على تنفيذ و نشر الاتفاقيات الدولية   و درج دراستها ضمن برامج التعليم المدني والعسكري لدولهم ومتابعة مضامينها  من خلال تشريع القوانين الوطنية  التي تلزم الأجهزة القضائية والأمنية والمدنية باستيعاب ثقافة القوانين الدولية والالتزام  بتنفيذها بوعي ومهنية  ..؟؟   وكذلك توجيه الكليات والنقابات المهنية والجمعيات ومنظمات القطاع المدني  بفتح دورات تعليمية بهذا الخصوص ، بالإضافة إلى نشر المعرفة بالقوانين الدولية  عن طريق وسائل الإعلام المختلفة   .. بحيث تصبح المبادئ التي  تتضمنها  الاتفاقيات الدولية ملزمة للجميع  ولان العراق طرف في الاتفاقية فهو معني أيضا بتنفيذ مضمونها.المشار إليه
 وأخيرا نقول إن الإنسان خلق بالفطرة  محبا للسلام ،  و إذا  ما استطعنا إن نرتفع بفهمنا لإنسانيتنا المشتركة و صالحنا العام لنصبح فوق المصالح الأنانية و الذاتية الضيقة عندها نستطيع لجم النزعة التدميرية للصراعات  والنزاعات المزمنة في بلدنا ، .وإحلال السلام  والعدل والقانون بدلها ,لان الخير والشر  صناعة الإنسان ؟
إ نأمل إن تساير ثقافتنا في العراق ثقافة الدول المتحضرة في مجال حقوق الإنسان كي نفهم العالم  سلوكنا الأخلاقي وأننا فعلا أبناء تلك الحضارة  الإنسانية الواغلة في القدم   .. نحن ألان نحتاج إلى الانتقال الثقافي الضروري و النظام القانوني الدولي الصارم من اجل جعل المبادئ الإنسانية حقيقة واقعة .
 tariqaltaha@yahoo,com