نشكو من الحياة ونبكي ونولول، وربما نقتل الناس والمنافسين لنا والرافضين لأفكارنا، ونستخدم السكاكين والحراب والأسلحة الخفيفة والثقيلة والسموم والحفر والمياه والنيران والمدافع والقنابل والديناميت ونبيد ماإستطعنا أن نبيده من البشر الذين نعتقد إن الله خلقهم بطريق الخطأ، بينما لم يجانبه الصواب حين خلقنا.
هل يستطيع اليهود المتكبرين أن يقولوا، أن الله كان على صواب حين خلق العرب واليهود، أم إنهم يصححون المعلومة ويقولون، بل خلقنا من طينة مختلفة، أو من نفس الطينة ولكنه أضاف بعض البهارات والكاري والمطيبات لنكون نحن اليهود من طينة مختلفة، فالطينة العادية التي خلق منها العرب غير ذات القيمة وثمنها من متدن، بينما طينتنا مبهرة ومطيبة ورائحتها زكية، وإذن فقتل العرب ليس مشكلة، بل هو نوع من السلوك الذي يشبه سلوك المواطنين العاديين الذين يلقون بأكياس الزبالة صباحا بإنتظار عامل النظافة ليحملها بعيدا؟
المسيحيون أصناف. فمنهم الناس العاديون البسطاء الطيبيون الذين يرتلون القداسات اليومية، وربما الجنائزية حين يرحل أحدهم، ومنهم الملايين الذين هربوا من جحيم الإسلاميين القتلة في العراق والشام وبلاد أخرى، وتركوا كنائسهم ومعابدهم ومشاغلهم وبيوتهم الى بلدان بعيدة وقريبة متوخين السلامة ليبتعدوا عن الذبح والسلخ والإعدام والسبي، وهم لاينسون كيف إستوقفهم مقاتلو داعش على أبواب الموصل وسلبوهم كل مايملكون من مال وحلي ومصوغات وخواتم وساعات يدوية وتركوهم بثيابهم، ثم يأتي المسلمون ليتبرأوا من داعش وجرائمها. وعجبي كيف يتبرأ المسلمون من هولاء الإرهابيين، بينما قنواتهم الفضائية تمجدهم ويجدون آلاف الحواضن لهم وهناك الآلاف من المسلمين يتطوعون في صفوفهم كل عام وينتقلون من مكان الى آخر يمارسون الإرهاب ويدعون أنه جهاد في سبيل الله.
الحكومات المسيحية في فرنسا وأمريكا وبريطانيا تراقب أطفال اليمن وهم يموتون من الجوع، وبينما يتناول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فطوره الصباحي كل يوم يموت أربعة من أطفال اليمن بسبب الجوع. وتشتري السعودية الأسلحة بعشرات المليارات من الدولارات من هذه الدول المسيحية التي تراقب مسيحيي الشرق وهم يبادون وتنتهك أعراضهم على أيدي عناصر داعش والنصرة المدعومين مباشرة من السعودية وقطر ليظهر معنى الخسة عند الحكومات المسيحية التي تدعم الدول التي تدعم الإرهابيين الذين يقتلون المسيحيين، وتواصل تلك الدول المسيحية دعم الكيان الصهيوني الذي يقتل المسيحيين والمسلمين في فلسطين من أجل الإستيلاء على دورهم وبساتينهم لتحويلها الى مستوطنات لليهود القادمين من الشتات.
كأننا جميعا ضحية، وكأننا جميعا متهمون، يالها من لعبة قذرة.