25 نوفمبر، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

الإنسان المفقود فينا؟!!

الإنسان المفقود فينا؟!!

يجب أن يكون هناك إنسان لكي نتحدث عن حقوقه , وعندما يُلغى الإنسان ويتحول إلى رقم , فأن الحديث عن حقوق الإنسان يصبح من ضروب الهذيان!!

فهل يوجد في وعي الذين يسمون أنفسهم ساسة وقادة معنى ومفهوم للإنسان ولحقوقه ؟!

الواقع المرير الذي تعيشه مجتمعاتنا أنها قبلت بأن تكون في خانة الأرقام , فأبناء المجتمع عبارة عن أرقام وحسب , والمجتمع بأسره مجموعة أرقام يتم التعامل معها بطرق حسابية وغابية شرسة!!

ألغيَ الإنسان في مجتمعاتنا بالكامل!!

فما يتحقق فيها لا يرقى إلى الإيفاء بحقوق الحيوان في المجتمعات المعاصرة , فالخدمات بأنواعها مزرية ومصممة للقضاء على الوجود البشري , فالرقم يتحرك وفقا لآليات الجمع والضرب والطرح والتقسيم والتصفير والتسقيط والإمحاء.

فعلينا أن نتساءل “أين الإنسان”؟

ما هو تعريفنا للإنسان؟

وبعد ذلك يحق لنا أن نتباحث في حقوقه!!

فما يحصل في مجتمعاتنا مرير ومدمر , ويساهم في تجريد البشر من أبسط المعايير الإنسانية , ووفقا لبرامج سلوكية إنقراضية فتاكة!!

وأصبح الدين من الوسائل المتأججة في تفريغ البشر من إنتماءاته الآدمية , ومنحه الأوصاف والمسميات والألقاب التي تقضي بمحق وجوده وتهجيره والفتك بحقوقه وممتلكاته , فما يتحقق عبارة عن تفاعلات تطهير عرقي وعنصري وإثني في مجتمعات الألفة والرحمة والمحبة والدين الجامع!!

فأين هي حقوق الإنسان في مجتمعاتنا منذ صدور لائحتها في العاشر من كانون الأول عام 1948 ؟!

هل تحقق شيئا منها على مدى الستة والستين سنة الماضية؟!

وفي هذه الذكرى تعيش معظم مجتمعاتنا أتعس الأوضاع , وتعاني القتل والسجن والتهجير والتدمير الكامل لممتلكاتها ومصادرة حقوقها , والكثير من أبنائها يهيمون في المنافي والخيام التي تترحم بها عليهم الأمم الأخرى!!

ترى لماذا عند البشر حقوق إنسانية وعندنا لا توجد أبسط الحقوق؟!!

أ ليست حقوق الإنسان واضحة في الدين , فلماذا جعلنا الدين ضد حقوق الإنسان , وسخرناه لغير غاياته , وأبعدناه عن جوهره الإنساني الرحيم؟!!

فهل سيستيقظ الإنسان الذي كان فينا لكي نبصر مآثمنا بحقه؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات