18 ديسمبر، 2024 7:50 م

الإنتماء الإسلامي بين الشكلية والمضمون ..!

الإنتماء الإسلامي بين الشكلية والمضمون ..!

من الممكن أن تجد الإسلام أو الإسلامي الشكلي المظهري الذي إتخذ من أوامر الشريعة في الحفاظ على ديكور المسلم ، سواء على نحو الأسرة ، أو القبيلة المسلمة من حيث التشدق والتمظهر بالإسلامية والإنتماء إليه ، أو على نحو قناعة الفرد والتطبيق الشكلي دون القناعة النابعة من إعتقاد حقيقي للمفاهيم العظيمة للإسلام المحمدي الأصيل ، الذي هو العمق التطبيقي والعملي لما يؤمن به الفرد كونه نموذج المؤمن الذي شدد القرآن على صنعه وصياغته .

وبصورة كبيرة وواضحة دون تجشم وإستدلال سوف تجد الفرق واضح بين المؤمن قبل زمان الحداثة والتكنولوجيا والحضارة المستوردة ، وبين جيل الثورة والثائرين على كل واقع يرونه مخالفا لقيم السماء .

حيث صرنا نرى اؤلائك الذين تصدوا للطغاة والظالمين سواء في العراق ، أو إيران أو بعض البلدان التي لها تاريخ إسلامي مناضل ، قديسين ، ربانييون ، علماء قياسا بما عليه اليوم المسلم الذي أشبع ميوعة وكسل وإتكال فكري على ما تلقيه آلة الإعلام الجهاز والهادف ، حتى كسرت له العديد من الحواجز على مستوى الحياء والجرأة وتعدي المحرم بنحو من الشجاعة السلبية ، وجرد المرأة من خدرها وحجابها ، وإنزالها عن علياء عرش العفة ، ودحض فكرة القناعة في خلقتها وجمالها الأخلاقي إلى جعلها مهرولة خلف ما تعرضه دور الأزياء ومراكز التجميل حتى صرنا نرى الإسلامية المتدينة أصبحت هي الأخرى تكنز المال من أجل إبقاء جسدها في قوامه بشيء أكثر بكثير من المطلوب والضروري !

وهكذا الرجال بل ومن يحمل لواء الغيرة على الإسلام بالشكل والظاهر ، ولو سلطت الكامرات على النفوس والأرواح والجوانح سوف تجد النكبات في التخلي عن المفاهيم العليا للإسلام المقاوم والنموذج القرآني الذي لا يحرك فيه شيء عدى الشيء الذي حصل على مجوز شرعي في أدق الظروف وأقساها ولو مع العدو في أرض المعركة المصيرية !

ليدخل عنصر غريب يتحلى به المسلم بل المقاوم في كثير من الأحيان على مستوى اللفظ الفاحش والغيبة المحرمة بل والإتهام المحرم والظالم ، على شكل يسلب قيمة الإسلام والشريعة العليا من قلب المسلم والفرد المنتمي شكلا لا مضمونا !

وهذه نتيجة الثقة بعمل وأعلام المؤسسات الإستكبارية المعادية وحربها الناعمة في صناعة وتغيير القناعات !