كربلاء حيث ضمت الخلود المخضب بالدماء، والقلب الكبير بالصبر والعطاء، الذي خط بدمه طريق الإنتصار الدائم، الذي لا تخفيه سلطة حاكم ظالم، ولا تسدل ستار النسيان عليه الأيام، فبالصبر والثبات والدماء تتكسر هيمنة الطغاة، ليُرمَوا في قعر الهزيمة والخسران.
الإمام الحسين (عليه السلام) علمنا أن نؤدي واجبنا بأقسى الظروف، وأقل الإمكانيات، فبثورته فتح باب الثورات، ليعلم الجميع معنى الصمود، وعدم الرضوخ لرغبات الطغاة.
الإنتصار لمن تبقى قيمه ومبادئه وعقائده ثابتة مستمرة على مدى القرون، الإنتصار لمن تبقى أخلاقه قائمة تتخلق بها الأجيال، هنا يكمن الإنتصار، وهنا تبين بركة الدم الحسيني الذي روى أرض كربلاء، لتكون طريقاً للأحرار، ومنهجاً لكل من يريد المطالبة بالحق، فالحق لا بد من تضحية لأجله، لأن من يغتصب الحقوق لا يرجعها الا بالاشتباك.
الاشتباك الذي يدور اليوم بين الإسلام والصهاينة، ذات الصراع الذي استشهد من أجله الإمام الحسين (عليه السلام) فتحرير القدس يمر بكربلاء بكل تأكيد، لأنه بالمقاومة والصمود أمام الكيان الصهيوني، وبالدماء التي سالت في هذا الطريق، بكل تأكيد سيكون النصر للأمة الإسلامية التي قدمت الكثير في سبيل تحرير القدس.
من يريد الإنتصار عليه أن يمر بكربلاء، ليأخذ من صبرها وإيمانها وعزيمتها، ليهدَّ كيان الطواغيت، حتى يصل إلى النصر العظيم.