20 مايو، 2024 9:03 ص
Search
Close this search box.

الإنتصار ورجال الدقائق الأربع

Facebook
Twitter
LinkedIn

أمريكا نصبت نفسها الشرطي الأول في العالم, وحاولت ان تفهم الدول على أنها الوحيدة القادرة على نشر السلام والديمقراطية, لكافة شعوب الأرض, وفقاً لخطوات منظمة مبرمجة في توجهاتها النفسية والفكرية, والذي أفهمت العالم به أن الشعوب تستحق الديمقراطية, ويجب التمتع بفوائدها ونتائجها, خاصة إذا ما علمنا أن شعوبنا كانت قابعة تحت حكم الأنظمة العسكرية الأفلاطونية القاسية, لذا فإن الدرس الأمريكي بتبريراته الحاذقة, هو تمهيد للشعوب في تصديق الهدف الموعود بــــــــــــ (الديمقراطية).
الملفت للنظر أن أمريكا لم تأت بنتائج مفرحة لهذه الشعوب, التي طبقت فيها الديمقراطية والتعددية, وإحترام حقوق الإنسان, بل دفعت ثمناً غالياً من دمائها وحرياتها وثرواتها, وكان الطائل مزيداً من العنف والإرهاب والقتل, وهو ما أثبت عدم قدرة أمريكا على قيادة غرف عمليات عسكرية, تحت مسمى الديمقراطية والحرية ,وهي لا تقوم بتلك الإجراءات, إلا بما يحقق أهدافها, وأهوائها ومخططاتها وغاياتها, وتترك الأنظمة والشعوب في توتر, وإرباك وأزمات لا نهاية لها .
في بدايات القرن العشرين, كانت هناك شبكة من المتحدثين في الإذاعة الأمريكية, تتكون من أربع مئة رجل, يلقي كل واحد منهم خطبة حماسية مختصرة لمدة أربع دقائق, وقد وصلت هذه الخطب الى أكثر من أربع مئة مليون شخص حينها, وكل ذلك من أجل دعم الجيش الأمريكي, وتعبئة الجبهة الداخلية للشعب, وبات الأمريكيون وكأنهم يحاربون من أجل العالم كله, فكان الطريق نحو توحيدهم للولايات الأمريكية, وهذا جل ما أراده رجال الأربع دقائق, فما أشبه اليوم بالبارحة.
العولمة السياسية والإقتصادية والثقافية, بل وحتى الإجتماعية إزدادت بفعل هذه التبعئة,والحملات والإعلانات والخطابات, رغم أن نصف العالم على يقين, بأن الحلول العسكرية والسياسية التي جاءت بها أمريكا, هي في غاية الفشل, والذي أرادت منه ترويض المجتمعات المستضعفة, لكنها أبدعت في نشر الفوضى والخراب.
العالم بحاجة الى رجال شجعان قادرين, على تكوين رؤية إنسانية متكاملة, في عالم تتأزم فيه الشعوب صعوداً وفزعاً ورعباً, فإذا تعاملنا بشيء من العقل, وبكف من الشجاعة, وقبضة من الحكمة, لأستطعنا مواجهة التحديات والإنحرافات, التي تشهدها ساحتنا العراقية.
صراع القوى بين البحارة والأخطبوط العملاق, يكشف عن شجاعة الفرسان في مواجهة الوحش, وهم عالم لم ولن يستطيع أحد أن يدمره, لأن الأحرار لا خيار أمامهم إلا الجهاد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب