دأبت هيئة إجتثاث البعث وعملت بكل جهدها بالعمل المضني، في سبيل إجتثاث من ثَبُتت بحقهم جرائم ودماء، لكن هذا الأمر شابتهُ أمور مستغربة، ومثيرة للشبهات، حيث تم التصدي له من قبل الأيادي الخفية لتلك الهيئة، لكن التطبيق كان على يد من تقع عليه المسؤولية، ورئاسة الوزراء السابقة كانت لها اليد الطولى بإستثناء كثير من البعثيين .
الإستثناء كان فاتحة التوغل البعثي لكل المفاصل المهمة في الدولة، وخاصة الأمنية منها، والحساسة نالت نصيبها أيضاً، ولو أعددنا لائحة بالأسماء التي كانت مشمولة بالإجتثاث، وهم اليوم يملكون مناصب عليا لرأيتم العجب العجاب، ولا نستغرب من الأصوات التي علا صوتها أخيراً ضد الحشد الشعبي المقدس .
كلما كانت المعارك شرسة وخسائر الإرهاب كبيرة، تخرج تلك الأبواق المأجورة للعلن، بثياب يوسف المظلوم، لتذيع على الأسماع مظلومية السنّة في العراق، وتعرضهم للإبادة على يد “المليشيات الشيعية” كما يحبون أن يصفونهم، والعجيب في الأمر الصمت من قبل من تنتمي له هذه الجموع، التي لبت نداء مرجعيتها، وحفظت العراق من تلك الجماعات الإرهابية، إلا بعض الشرفاء، والصمت لا زال جاريا من قبل من يسمي نفسه قائداً للحشد، بينما هو بالأمس أراد أن يؤدب أهل الموصل، لانهم يتجاوزون على القوات الأمنية، فسمح بإنسحاب الجيش وترك معداتهم نهبا لداعش! وهم اليوم يحاربوننا بها إضافة لإرسالهم آلياتنا مفخخةً لتتفجر على مقاتلينا وتقتل منهم! ولم يصدر لحد الآن عدد مضبوط بحجم الخسائر، التي إستحوذ عليها الإرهاب نتيجة ذلك الإنسحاب المُخزي.
أبواق من الشركاء في الوطن، وعلى مستوى مكون أساسي في العملية السياسية، والمسمى “بإتحاد القوى” مطالبين بحل الحشد الشعبي المقدس، الذي حمى العراق من دنس داعش الإرهابي، وذلك لإرتكابه مجزرة في محافظة ديالى، والمقدادية بالخصوص حسب زعمهم .
ما هو العدد الذي تم قتله أو جرحه في المقدادية؟ هل هو بحجم مجزرة سبايكر، أو بحجم مجزرة الثرثار، أو بحجم مجزرة سجن بادوش، وهذه المسماة اتحاد القوى، لم نراها أو نسمع لهم إستنكاراً واحداً ولو بأبسط إذاعة وليس قناة فضائية أو تلفزيون محلي، وهذا يأخذنا الى جواب واحد لا غيره أنهم راضون بتلك المجازر، التي حصلت بحق شبابنا الذين قُتِلوا غيلةً وغدراً .
تناسى هؤلاء المسمين أنفسهم حماة للسنة، وليس للشعب العراقي، الذي ذاق ويلات وضع يدهم بيد من لا يريد للعراق خيراً، والتصريحات التي تعالت اليوم بعد الصمت منذ إحتلال الموصل لحد إبتداءاً نهاية داعش، وكأنهم متغذين ببقاء داعش، ولم نشهد لأحد منهم قد زار النازحين، وسأل عن أحوالهم وتفقد إحتياجاتهم والأموال التي خصصتها الدولة لهم ما هو مصيرها؟ .
هل سأل إتحاد القوى كم من الشباب إستشهدوا لغرض تطهير ديالى بالخصوص، وكم كان عدد الجرحى؟ وهل تمت زيارة عوائل شهداؤهم، أضافة للمستشفيات التي رقد بها أؤلائك المضحين، والذين طهروا ديالى من دنس الإرهاب الداعشي .
نتيجة واحدة لا غيرها تأخذنا الى جواب واحد لا غيره: الإرهاب بدأ بالإنهيار والهروب من الجبهات، التي كانوا يسيطرون عليها إثرَ البطولات التي سطرها أبناء ذلك الحشد المقدس، وما النعيق الذي يصم الآذان ليس الا نجدةٌ لأولئك الإرهابيين، الذين أتوا من دول شتى! ويجب إيقاف إبادتهم على يد الحشد لان الشركاء إنزعجوا .