في العراق توجد أغرب مشكلة لدى الشعوب تظهر حجم الخواء النفسي والعقلي للشخصية العراقية – حتى النزيهة – وعدم قدرتها على إبتكار الحلول لأزمات البلد ، والأهم تغيب عنها الفعالية والروح الجماعية للتنفيذ والتطبيق العملي للأفكار الوطنية ، ويوجد في العراق ربما أغرب مشكلة في تاريخ الشعوب ، وهي ان المواطنين الشرفاء الذين يريدون التغيير يفتقرون للوعي السياسي الواقعي ، فلا يكفي توصيف المشاكل الراهنة ونقدها دون وجود مشروع بديل سياسي وطني منقذ ، ومايطرحه الشرفاء من أفكار لو طُبقت سيؤدي الى تكريس الطائفية والفساد ويعطي الفرصة لإستمرار عملاء إيران في السيطرة على البلد ونهب ثرواته وإحكام القبضة الإيرانية !
ليس لدى شرفاء العراق سوى أفكار لايدركون خطورتها عليهم وعلى البلد .. فالشرفاء يطالبون بإجراء انتخابات نزيهة ، ويتوقعون الحصول على نسبة حوالي 70 مقعدا في البرلمان وهذا الأمر سيؤدي الى كارثة :
– قبول الشرفاء الجلوس على مقاعد البرلمان مع اللصوص والعملاء ، وربا مشاركتهم المناصب الحكومية .. وهذا لايليق بالناس أصحاب المباديء مصاحبة أعداء الوطن وسبب مشاكلهم والجلوس معهم يعطيهم الشرعية.
– اللصوص والعملاء يمتلكون المال والسلاح ، وتقف خلفهم إيران .. والشرفاء عزل ولا توجد دول حقيقية تحميهم ، فالمؤسسات الحكومية منهارة ، والقتل في وضح النهار والأجهزة الأمنية مابين خائفة من الميليشيات ، ومابين متواطئة معها ، فكيف سيتحقق الإصلاح ؟!
– مجتمع في غالبيته العظمى لديه هموم مطلبية شخصية ، واحتجاجات إنفعالية عاطفية .. وليس لديه الثبات الإنفعالي والفكري ، ولايُعتمد عليه في القضايا الوطنية الكبرى .. فمن أين تأتي بأدوات التغيير ؟
– التغلغل الإيراني في العراق في كل مكان المنظور للعيان ، والسري ، والأحزاب وميليشياتها ، ومافيا اللصوص .. هؤلاء كرسوا وجودهم ، وأصبح بقاءهم وسيطرتهم على العراق قضية موت أو حياة … والسؤال من أين لقوى التغيير الشريفة الإمكانات لإزاحتهم عن مواقعهم وتحرير البلد منهم ؟
ماهو الحل ؟
كلما طال الزمن وامتد العمر بالأحزاب الفاسدة وميليشياتها لغاية إجراء الإنتخابات .. كلما تكرس وجودها ونجحت في إمتصاص جزءا من غضب الجماهير عليها ، وخسر تيار الشرفاء بعضا من مؤيديه ، وتراخت حدة الغضب والإحتجاجات .. ومن يريد التغيير يجب عليه دفع الثمن ، فالإنتخابات ليست حلاً لمشاكل العراق ، ولابد من تقبل فكرة دفع قرابين الثورة والإصلاح ، فمن يخاف من حصول خراب وسقوط قتلى وإنهيار الدولة … عليه فحص الواقع الحالي بشكل جيد .. سيجد الخراب متواصل ويتصاعد ، والقتل مستمر ، والدولة منهارة … فلم يتبقى شيء يُخشى عليه .. والشرفاء امام موقف حرج جدا وحاد لايقبل المرونة والنقاش .. أما حمل السلاح وإيقاد شعلة الثورة وزلزلت الإرض تحت أقدام اللصوص والعملاء وتطهير البلد منهم ، وأما الخضوع للأماني والأفكار الساذجة .. وحدها الثورة المسلحة التي ستحفز وتدفع الجماهير التي تغلي بالغضب ضد الفساد والعمالة الى المشاركة فيها ، وكذلك ستجبر الدولة العربية والمجتمع الدولي وخصوصا دول أوروبا وأميركا على مساندة الثورة من باب تلاقي المصالح ضد الإحتلال الإيراني ، وتكفي عدة طائرات هليكوبتر أباتشي أميركية تحلق في بغداد والمدن الاخرى .. وسترى عناصر الميليشيات الجبناء سيهربون مثل الجرذان ولن تطول مدة الثورة وسيكون إنتصارها سريعا خاطفا .