5 نوفمبر، 2024 11:08 ص
Search
Close this search box.

الإنتخابات : فاصل هزلي لإحياء الإبتسامة في وجوه الشعوب !

الإنتخابات : فاصل هزلي لإحياء الإبتسامة في وجوه الشعوب !

لو نظرنا الى احد وجوه الإنتخابات في لعبة الديمقراطية الأمريكية المزيفة كما يحلو للبعض ان يسميها في كل دول العالم منذ الستينيات والى يومنا هذا , ندرك انه فاصل صُنع للهزل , يتكرر عند انتخاب كل بطانة وزعامة سياسية جديدة للحكومة .
والهزل يكمن في دلالات التصريحات الخاصة بالأمن والأستقرار وتنفيذ مطالب الجماهير المتكررة والخاصة بالخدمات العامة والقضاء على البطالة والإرتقاء بسبل العيش , وهذه التصريحات تحيل بدورها الى إحياء الإبتسامة في وجوه تلك الجماهير بعد موتها من جراء الظلم والفساد والاستبداد في حقبة البطانة السياسية السابقة , لكي يتم قبول الزعامة الجديدة وإعادة إلتفاف الجماهير حول بطانتها الجديدة في الحقبة التالية .
هكذا يتم صعود الزعامات السياسية الجديدة من وراء ظهر إبتسامة قصيرة الأجل , والجماهير لاتعلم احيانآ ان بعض الأحزاب المعارضة للزعامات الجديدة ومعها شخصيات مستقلة ماهي إلا شخصيات كرتونية مزيفة صنعتها أجهزة الدولة السياسية القائمة على التحضير للإنتخابات لتتنافس مع البطانة المرغوب بها والمرشحة من قبل الدولة , ومن بعد تتنازل عن اصواتها للبطانة المرغوب بها بمقتضيات صفقات سياسية واتفاقات أومحادثات شكلية ,
وكونها مزيفة لايعني انها نسخة مطابقة لأحزاب معينة , بل لأنها بلا ايديولوجية ومعايير سياسية , سواء كانت ثورية او اجتماعية وتتعاطى بالرشوة والصفقات السياسية ولديها جماهير فاسدة تتقاضى رشاوي ثمنآ للإدلاء بأصواتها .
أما الشخصيات الكرتونية , فهي بالأصل وكلاء , انيط بهم مهمة عكس وجهة النظر الحكومية والقيام بسيناريوهات مدعومة من قبل انظمة سياسية دولية اخرى عن طريق المساومات والتوافقات والمال السياسي والإكراه إن لزم الأمر .
بعد التلاعب بأصوات الناخبين واستهداف المعارضين الحقيقيين والفوز بالإنتخابات بهذه الزعامات السياسية غير المؤهلة لقيادة الشعب , يتم التحكم بالأقتصاد الوطني الذي يصنّع فيما بعد الدمى السياسية من مجلس نواب وصراعات واحزاب للمعارضة المزيفة للإستمرار بالنهج الحكومي السابق .
بآلية هذه الإنتخابات التي تجري في انماط حكم وخاصة بالدول الخاضعة للهيمنة الأمريكية والدول الشمولية والإستبدادية والإشتراكية السابقة والحالية , يتم إحياء إبتسامة الأمل في وجوه الشعب , بينما ترتسم إبتسامة التشفي على وجوه القيادات الجديدة عند الفوز .
هذه الآلية ليست على الدوام يتم استشعارها من قبل الجماهير , فقد خُدعت بالتأريخ شعوبآ كثيرة بها , بل ودفعت ثمن الصعوبة باهضآ في عدم إيقاظ ذلك الإستشعار , فالإبتسامات التي افترشت وجوهها اظهرت فيما بعد انها كانت ضمن طرق صناعة كينونة الدكتاتورية أو التبعية السياسية والإقتصادية أو الإندماج لدول اخرى .
في الدول الخاضعة من الناحية السياسية للولايات المتحدة الأمريكية , لاتستجيب هذه الزعامات المنتخبة لنداءات الشعب في بناء الدولة , ولا الى النشاطات الإقتصادية المستقلة التي تدعو اليها الجماهير وهي الباروميتر الذي يكشف حقيقة الوطنية التي تتبجح بها هذه الزعامات عندما لا تنفذها من ناحية ,
فضلآ عن انها في حال تطبيقها ستقوم ببناء الإرادة السياسية للبلاد , اما إذا لم يتم تطبيقها فهذا يدل على رفضها بناء الإرادة السياسية والبقاء على الدور الذي اختارته لها وبالخفاء الولايات المتحدة من ناحية اخرى .
بهذا الإختيار الذي اسسته العقلية السياسية الأمريكية وتجذّر بسوء نية قبل الشروع بالهيمنة على الدول الغربية من خلال الحرب العالمية الثانية مثلآ , ووضعت فكرة الديمقراطية كأساس لتجريد الشعوب من الإرادة الحرة , هو الذي يبرر الفساد المنظم الذي تحتويه ضمنيآ , وفساد الشخصيات المتسلطة على مفاصل الدولة الواحدة من قبل بعض افراد البطانة الحكومية .
ولكي يكتمل التأسيس للهيمنة , فقد تدخّلت الولايات المتحدة الأمريكية حتى في طريقة كتابة الدساتير لتلك الدول , ولكن ليس بشكل مباشر , بل بواسطة عملائها من القيادات السياسية وخاصة اصحاب الجنسية المزدوجة كزلماي خليل زاد الذي يتحدث بروحية استعمارية امريكية , مهددآ احيانآ بالشروط التي تم التوقيع عليها في الخفاء عن الشعوب , وبالإختيار الذي اسسته والمنوه عنه سابقآ في حالة التراجع او التجاوز عما هو متفق عليه.
على صعيد هؤلاء وبمعية الشخصيات المتسلطة والاحزاب المعارضة المزيفة نجدهم في دول كبرى ودول اخرى حليفة لأمريكا وقد تحددت بهم الهوية والإرادة السياسية الجزئية او الثانوية لتلك الدول التي لم تعد , من جراءها , ترتبط بشعوبها بعلاقات ماقبل الأختيار او ترضخ للتطبيقات التي تبني الإرادة السياسية المنوه عنها آنفأ.
نستطيع القول ان الانتخابات بالعالم على مستوى الأسس المعيارية غير موجودة او منفصلة تمامآ , لأنها لم تتصل بأصل اولي صحيح , والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى المنوه عنها بالمقالة ليست لديها حدود اخلاقية واضحة تستدعي التأسيس ومن ثم ممارسة الانتخابات على قاعدة واحدة ورؤية واحدة تضع مباديء وتأريخ البلاد القديم وحاضره موضع احترام وتقدير ,
لأن الطبيعة الاستعمارية ونزعة الهيمنة على الشعوب هي التي اسست لأمريكا الإتجاهات السياسية التي تسير عليها وارتفعت بها عاليآ الى الآن , اما الدول الخاضعة بالتبعية السياسية لها وبكل احزابها وبرلماناتها فهي لاتتصل بإي معيار خالص لإقامة الإنتخابات لأنها تمارس الإبتزاز السياسي والإشتراط قبل التصويت وخاصة من قبل الأحزاب والبرلمانات التي تضع مصلحتها فوق الأديان والوطن والحرية والكرامة ,
بهذا النوع من الدول وعلى رأسها امريكا ودولة الكيان الصهيوني تتأسس الاحزاب الفاسدة والمزيفة وتبدأ بإستغلال تبعية دولها لأمريكا من خلال التصويت لمتطلبات الدولة والشعب بطريقة الإبتزاز ,
والشعوب تدرك ماتفعله هذه الأحزاب والبرلمانات وهم بالمقابل يدركون ان اجلهم قصير , لذلك يلجأون الى ممارسة الفساد المطبوع في ضمائرهم الفاسدة التي تدفعهم الى سرقة المال العام لبلوغ غايتهم خارج بلدانهم .
بإستحضار هذه الرؤى نستنتج ان كل الدول الخاضعة لأمريكا لاتسمح بإقامة الإنتخابات بمعايير اخلاقية مطلقة , لأن امريكا نفسها لاتمتلك معايير اخلاقية حقيقية ومطلقة , بل هي على غرار الشيطان عندما اسست حزبيها التوأم بالأبيض والأسود ومجلس شيوخها على نهج فاسد وابتزازي ومشترط ,
وأسست في كيانها الصهيوني المحتل النموذج الأولي لأحزاب بمعاييرها الفاسدة التي تشترط الآن على الحكومة الصهيونية المتشكلة بتنفيذ مطالبها المالية في مقابل التصويت على الميزانية السنوية التي مازالت منذ تشكيل حكومة نتنياهو على طاولة الكنيست( البرلمان ) من ناحية ,
ومقابل بقائه على رأس الحكومة مستغلة في ذلك تهم الفساد الملصقة به وتوقيتات المصادقة على الميزانية التي ستنتهي في نهاية آيار 2023 مما يتسبب في حل الكنيست والذهاب الى انتخابات اخرى مزيفة من ناحية اخرى .
هذا مايجري ايها القاريء الحصيف في ظل صخب الإنتخابات الجارية هذه الأيام في العديد من الدول , وهي لاتفلت من الفساد والإبتزاز , إلا من فاصل هزلي لإحياء ابتسامة بوجوه الفقراء بأجل قصير من وعود مجردة تنطلق من شفاه المرشحين الفاسدين , أما ابتسامتهم فإنها ستبقى متشفية عندما يبلغون الفوز الذي يمنحهم الإستمرار في نهجهم الزائل والمنحط .

أحدث المقالات

أحدث المقالات