23 ديسمبر، 2024 2:04 م

الإنتخابات على الأبواب .. فأما ننتخب .. او ننتحب

الإنتخابات على الأبواب .. فأما ننتخب .. او ننتحب

منذ 2003 ولغاية الساعه لم يشهد العراق تطورا في اي مجال من مجالات الحياة.. هذا اذا اعتبرنا ان هناك حياة في العراق..
فليس من خدمات عامه ولا كهرباء اوماء صالح للشرب ولاتعبيد للطرق اوخدمات للمجاري والى آخره وصولا الى المدارس التي لازالت تُشيد بالطين او بالقصب في عام 2012   في الألفيه الثالثه التي وصلت فيها حتى دول الجوار التي كانت تعيش على مساعدات العراق وخير العراق ان يتلقى ابنائها التعليم عن طريق الكومبيوتر في قاعات مكيفه ومجهزة بأحدث وسائل التعليم…
لانتحدث عن المستشفيات ولا عن مصير الزراعه ولا بالطبع الصناعه ولا الفساد الذي ينخر كل مفصل من مفاصل الوزارات جميعها دون استثناء..
ولقد خسر العراق جراء كل ذلك مئات المليارات من الدولارات بين سلب ونهب وبين هدر للمال العام او سوء التصرف به وما الى ذلك..
فالسلطه التي تتحكم في كل ذلك هي سلطه عراقيه ..نحن انتخبناها, سواء عن طريق الخطأ او عن اقتناع او طائفيه لايهم.. فالذي حصل قد حصل, والكل يعلم صراعات الكتل السياسيه مابين المالكي والهاشمي والبرزاني وغيرهم انما لم تكن يوما صراعات لأجل مصلحة الشعب.. فقد كانت صراعات شخصيه حزبيه لأجل الإستئثار بالسلطه لاغير..

لو بدأنا من الشمال في تسلط مسعود على مقدرات العراق هو وعائلته التي اصبح وضعهم شديد الشبه بعائلة صدام حينها.. فهذا الرجل يحرم مثلا على المركز اي تفرد في القرار, ويطالب بتوافق سياسي يضم الجميع.. بينما في اقليم .. كردستان.. يكون هذا الامر موفوضا.. اذ التسلط على السلطه انما هو محصور بين حزبي جلال ومسعود فقط..
نعم هي دكتاتوريه ولكن من جاء بمسعود وعائلته الى السلطه..؟؟ اليست صناديق الإقتراع..؟؟ حتى لو كان فيها تزويرا كبيرا.. ولكن ذلك لايمنع من ان هناك من انتخبهم بدافع عنصري قومي..

ليس سرا اغتناء عائله مسعود بشكل انفجاري غير مسبوق من ثروات العراق المنهوبه.. وليس سرا تهريبه النفط.. وليس سرا اتخاذه دوما مواقف يجب ان تكون بالضد من مواقف المركز..وليس سرا اتخاذه مواقف تكون خطورتها على مستقبل الإقليم.. فتهديداته المستمره للمركز انما هي التي جلبت الكراهيه له وحتى للإقليم..
لم نسمع منذ سنوات عن سياسي عراقي ينتقد البرزاني ..
ولم نسمع عن احد يريد ترحيل الكرد القاطنين في بغداد والجنوب الى الإقليم..
فمسعود البرزاني يتهم صدام حسين انه السبب في العداء بين الكرد والعرب..
هذه النظريه ابتكرها مسعود وهي غير موجوده اصلا في عهد صدام..بل كان الكرد يكرهون صدام دون العرب..
اما اليوم فإننا نلمس بوادر عداء كردي للعرب وبالعكس ايضا.. بسبب ايحائات مسعود المستمره على ان العرب هم اكبر خطر على كردستان.. الأمر الذي اصبح شعارا يرفعه المواطن الكردي بشكل تلقائي دون ان يفكر ان الامر جديد عليه ولم يشعر به ايام صدام..
هل هذا قائد او زعيم يمكن ان ننتخبه مره اخرى وهو يشيع افكار الكراهيه والحقد ضد الآخر..؟؟
اما ان اتجهنا جنوبا فليس هناك من داع ان نشرح مدى التقصير الحكومي في كل شيئ..فبغداد لم تعد بغداد.. والإهمال الشديد في الخدمات انما وصل حدا معيبا لايطاق..
فالذين انتخبناهم على اسس طائفيه هذا شيعي وآخر سني انما جعلوا من مناصبهم مغارة علي بابا يغرفون منها ماستطاعوا دون ان يتركوا ولو حبة خردل للمواطن الفقير..
الجنوب وضعه بائس جدا.. وهل ننسى وعود الكثير من السياسيين وهم يقسمون بأغلظ الأيمان ان العراق سيكون جنه وان العماره ستكون دبي.. والبصره ستكون ابو ظبي.. وبغداد ستكون اجمل مكان في الدنيا.. وتأكيدا على كلامهم فقد قالوا ايضا العراق بلد غني جدا وبإمكاننا ان نبني العراق في غضون بضعة سنوات ليكون في مصاف الدول الراقيه المتطوره..

ولقد مرت عشر سنوات ولم نشهد من سير السلحفاة شيئا..فالفساد الإداري من سيئ الى اسوأ… والخدمات العامه ليس لها نظير في التخلف والخراب..
والصراعات السياسيه جعلت من اهم وزارتين دون وزير لأكثر من سنتين..
نحن نعيش مهزله حقيقيه نحن السبب فيها.. فالذي رضي بالبطانيه لينتخب فلانا فإنه لم تغريه البطانيه بل لأنه أجبر على تلقي قسم يمين من السيد الفلاني ان ينتخب هذه القائمه والا فإنه آثم وزوجته طالق؟؟؟؟؟!؟!؟!!؟؟
اذن السبب ليس فقط الطائفيه .. ولا العنصريه.. ولا الخوف من اعاده امجاد النظام السابق فقط.. السبب في قلة الوعي والغيبوبه الفكريه والجهل المتفشي. ولا اقصد هنا الجهل بعدم القدره على القراءه والكتابه..
بل هو في شتم وسب طبيبه من قبل مسؤول في وزاره امام الحضور بإسلوب همجي متخلف ارعن انما هذا هو الجهل بعينه..
الجهل في ان يتطاول مسؤول في وزاره اسمها التربيه على المدرسين لينعتهم باوصاف حيوانيه فهذا هو الجهل بعينه..
وحين يخرج المتظاهرون ليطالبوا بالإصلاح ليأمر برلماني من فوق بنايه عاليه ان يتم التعامل مع المتظاهرين الذين جائوا به الى البرلمان فإن هذا هو التخلف والجهل والهمجيه بعينها..

نحن نعيش حاله تردي ثقافي وعلمي واخلاقي يعلم الله متى نستعيد انفسنا من كل ذلك.. فحين يتم محاربه الفن بكل اشكاله وفجاة يتم استقبال مطربه عاريه في وسط بغداد لقاء اجر خمسة ملايين دولار فهذه هي الطامه الكبرى..
واللإكثر خطوره هو تكميم الأفواه.. فكم من صحفي او صاحب رأي كان مصيره الكاتم..؟؟؟
هل تم تخويل السياسيون من الله سبحانه وتعالى في الحكم على العراقيين بالخرس.. فمن نطق استحق عليه القول ومصيره الموت؟؟
 
ان كانت الإنتخابات على الأبواب فهذه فرصة العراقيين جميعا لإصلاح الأوضاع المعوجه.. فالذين في السلطه اليوم لم يثبتوا ولمده عشر سنوات انهم اهل للمسؤوليه.. فمنذ 2003 ولغاية الساعه جائت الوجوه نفسها في كل مره.. فهم مثل دولاب الهواء هذا صاعد وآخر نازل.. ولم يتغيروا ابدا..
اليس في العراق سوى هؤلاء النفر الذين نوليهم امرنا..؟؟
عجبا..ندعي اننا اهل الحضاره والثقافه والتاريخ المشرف ولانستطيع التمييز بين ماهو صالح وماهو طالح..؟؟
أما ان ننتخب الصالح لنعيش بكرامه وخير او نبقي على الطالح ليبقى الحال على ماهو عليه.. والخيار لنا جميعا..