17 نوفمبر، 2024 5:40 م
Search
Close this search box.

الإنتخابات النزيهة توفر الخدمات و ليس التظاهرات التي تسبب القتل بالرصاص

الإنتخابات النزيهة توفر الخدمات و ليس التظاهرات التي تسبب القتل بالرصاص

إشترك 20% من الشعب العراقي في إنتخابات 2018 البرلمانية و حوالي نصفهم أي 10% من الشعب العراقي أعاد إنتخاب المخضرمين و النصف الآخر 10% من الشعب العراقي صوتوا للتغيير و إنتخبوا وجوها ً جديدة و لكن هذا التغيير أثار حفيظة المخضرمين و وجدوا فيه بأنه بداية نهايتهم و لذلك لجأوا إلى ممثليهم في مفوضية الإنتخابات لتزوير نتيجة الإنتخابات ليبقوا في السلطة، و لكن سرعان ما إنكشف التزوير و أصبح حديث الناس و سخريتهم. و خلال الندوات التلفزيونية التي تناولت موضوع تزوير الإنتخابات فإن المتحدثين بإسم بعض الأحزاب التي ظهرت فائزة في الإنتخابات لم ينفوا حدوث التزوير و كانوا يتغاضوا الحديث عنه و يتحدثوا بدلا ً من ذلك عن أن إنتخابات 2014 البرلمانية خضعت أيضا ً للتزوير و يتساءلون لماذا يا ترى لم تثار حولها مثل هذه الضجة التي أثيرت حول إنتخابات 2018. و هم بذلك يعترفون و بصريح العبارة بأن التزوير موجود في الإنتخابات الحالية و السابقة.
و لكن رغم إفتضاح تزوير الإنتخابات و ردود الفعل الشعبية الغاضبة و المستهزئة تجاهها فإن هذه الأحزاب التي ظهرت فائزة في الإنتخابات تجاهلت إتهامات تزوير الإنتخابات و مضت قدما ً في المفاوضات لتشكيل الحكومة القادمة مما أثار حفيظة الذين صوتوا للتغيير و الذين قاطعوا الإنتخابات الذين يشكلون مجتمعين 90% من الشعب، و هي نسبة كبيرة جدا ً تمثل غالبية الشعب، و نتيجة لذلك و بالتزامن مع نقص الكهرباء و الماء في الصيف الحار و الشعور بالحيف من قبل الطبقات المسحوقة من الشعب و خاصة ً في المناطق الجنوبية إندلعت التظاهرات الصاخبة تطالب بتوفير الخدمات و فرص العمل. و لكن الحكومة واجهت المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم و إطلاق الرصاص الحي عليهم لقتل بعضهم و إعتقال بعض آخر منهم لتخويفهم من إعادة التظاهر و كذلك إطلاق الوعود الوردية لتهدئة الوضع العام و منع إنتشار و زيادة زخم التظاهرات.
أي من مطالبات المتظاهرين منذ بداية إنبثاق التظاهرات في 25 شباط 2011 بتوفير الخدمات و فرص العمل يستحيل على الحكومة تنفيذها بل على العكس فإن الوضع العراقي يتجه نحو المزيد من الخراب، و ذلك لأن الأحزاب المهيمنة على السلطة ليس لديها أي برامج حقيقية للبناء و للتنمية يمكن تطبيقها على أرض الواقع و هي فقط في المواسم الإنتخابية تطلق الوعود الوردية التي لم تستطع تنفيذ أي منها و سوف لن تستطيع تنفيذ أي منها فهي مجرد وعود تأملية غير قابلة للتطبيق، و هذه الأحزاب هي بالحقيقة مشغولة بإسترداد الأموال المليارية التي تصرفها على الدعايات و الحملات الإنتخابية و الإستحواذ على مايمكن الإستحواذ عليه للمنفعة الشخصية و هذا يظهر جليا ً بالمشاريع و العقود الوهمية و بإعترافات السياسيين بعضهم على بعض، و بالتالي فإن مطالب المتظاهرين بتوفير الخدمات و فرص العمل هي مطالبات خيالية بالنسبة لهذه الأحزاب.
إن التظاهرات التي أعقبت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي طالبت بتوفير الخدمات و فرص العمل علا صوتها على التظاهرات التي طالبت بإعادة الإنتخابات لتزويرها و هي بذلك وفرت الغطاء لتمرير تزوير الإنتخابات، و هي كذلك تعتبر إقرار بفوز الأحزاب التي إعترفت على نفسها بتزوير الإنتخابات فعندما تطلب الجماهير من حكومة إنتهت ولايتها فهذا يعني إقرار بإستمرار ولايتها أي إقرار بفوز الأحزاب التي تشكلها، و كأن لا تزوير حصل و لا هم يحزنون.
لقد كان على متظاهري التظاهرات الأخيرة أن يطالبوا بإنتخابات نزيهة تضمن صعود أشخاص للبرلمان منتخبين من قبلهم عسى و لعل يستطيعوا أن ينفذوا مطاليبهم بتوفير الخدمات و فرص العمل لا أن يصعد للبرلمان أشخاصا ً بالتزوير همهم الوحيد تنفيذ مصالحهم الشخصية.

أحدث المقالات