23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

الإنتخابات القادمة ..وبنفسجية الخطاب الإنتخابي

الإنتخابات القادمة ..وبنفسجية الخطاب الإنتخابي

لتمييز الناخب عن غيره، وحتى لا يتكرر إنتخاب المرشح لمرتين أو أكثر، تَدَبَرتْ مفوضية الإنتخابات فكرة الصِبْغَة، والتي تستجمع بمزيجها مركبات عدة بتفاعلها، تؤخر زوال اللون عن إصبع الناخب! لكن السؤال الذي يبقى ملازماً أدوات الفضول، لماذا أُختيرت باللون البنفسجي في الإنتخابات العراقية؟.
تفادياً للإسهاب والإطالة في الجواب، سنختصر الإجابة فيما يقوله المهتمون بعلم الألوان،( مثلما لكل لون صفة! الأسود يرمز للحزن! والأحمر للحب، والأخضر للأمل، واللون البنفسجي هو لون روحاني! يدعو إلى التأمل والتفكر، ويسمى لون العظمة والتميز والفخامة، ويرمز للإخلاص، وغالباً ما يُسَخّر قديماً للملوك والنبلاء في أوربا، خصوصاً بما ترتدي عوائلهم من ثياب وقبعات.
تماشياً على ما طرحناها عن الصبغة الإنتخابية، وسبب لونها بهذا اللون، هنالك عدة تساؤلات لابد من طرحها كالتالي:-
• بما أن اللون وجد لخلق الإطمئنان في النفوس، من عدم تكرار الإنتخاب والتزوير! هل حُجِمَت وقُيّدَتْ فكرة التزوير في الإنتخابات؟ 
• بما إن اللون يدعوا للتأمل والتفكر! هل تأمل وتفكر الناخب قبل أن ينتخب ويلون إصبعه؟
• بما إن اللون يسمى لون التميز والعظمة! هل ميز الناخب بروحه العظيمة؟ المفسد من غيره قبل الإنتخاب.

لعل الإجابة على تلك التساؤلات سيجيب عنها الناخب، عندما يمسك القلم في كابينة الإنتخاب! ويستحضر ضميره، وبين يديه مجموعة كبيرة من النبلاء والملوك، الذين سيلبسون اللون البنفسجي عبر صناديق الإقتراع!.
من بعد هذه المقدمة والتساؤلات، التي أعطتنا صورة عن الناخب واللون البنفسجي، لابد من ترجمة واقع الإنتخابات، وتسقيط زوايا الإقتراع على المرحلة القادمة، ويمكننا تناول موضوعة المشاركة في الإنتخابات القادمة على مستويين.
 المستوى الأول :ما هي نسبة المشاركة؟ وما هو مدى تفاعل المجتمع مع الإنتخابات القادمة؟
 المستوى الثاني :ما هي الدوافع التي تدعوا إلى التأمل لدى الناخب؟ وعلى أي أساس سيكون الإختيار؟
بالنسبة للمستوى الأول، وما يهم دور المشاركة ونسبة المصوتين، سيعتمد على عاملين أساسيين: يعملان بصورة متقاربة، لزيادة عدد الناخبين, ومدى تفاعل المجتمع مع العملية الإنتخابية، خصوصاً بعد عزوف الشعب عن المشاركة! بسبب نظرة المجتمع الشمولية السلبية للعملية السياسية، ومدى فشلها على أغلب المستويات! بالمكونات والكتل المشاركة بالحكومة، وهذين العاملين هما:-
 الخطاب الإعلامي :- وهذا ما سيكون صداه وإنعكاسهِ, وترتيب الأثر عليه,ليس بالمستوى المتناسب مع حجم الإعلام وأدواته، والسبب قد يكون في فهم المجتمع، أن الخطاب الإعلامي يمثل جزء من الحكومة السابقة، والتي ينظر لها بعين الفشل، إذ إن التيارات والكتل هي من تسير الإعلام، وهي جزء من الحكومة بنفس الوقت.
 الخطاب الديني :- وهذا ما سيكون تأثيره في المجتمع، أكبر مما هو عليه في الخطاب الإعلامي! والسبب لأن من يتصدره “المرجعية الدينية” وستؤثر بالمجتمع من حيث منطلقين، أولهما من منطلق الطاعة للفتوى، ومنطلق كون المرجعية لا تمثل جهة سياسية حكومية، وموقفها الأخير من الحكومة جعلها بمنأى عن تسييسها لصالح جهة معينة، وهذا بحد ذاته يفسر عدم تبني المرجعية جهة دون أُخرى بالخطاب العام، إذ لا تريد أن تفقد ثقة المجتمع بها، والإستمرار بالمحافظة على العملية السياسية.
خلال هذه المرحلة طرح عامل ثالث، قد يكون هو حلقة الوصل التي ربطت بين الخطاب الإعلامي والديني! وهذا ما سيكون موازٍ للخطاب المرجعي، كونه منبثق منه، ولسطوته في المجتمع، سواء على صعيد التواجد بالساحة السياسية، أو كونه قَدَمَ خدمة للعراق والعالم بنفس الوقت! ويرى بعضهم بناء العملية الإنتخابية على أساسهِ، وهذا العامل هو” الحشد الشعبي ” حيث تشير معطيات المعادلة المجتمعية إلى أن “الحشد الشعبي” سيكون لاعب أساس خلال الإنتخابات القادمة.

التساؤل الذي بقى ملازماً لكل ما تكلمنا به، والذي على إجابته ستحدد المكونات والتيارات والكتل نصيبها من الحكومة، التي تفرزها الإنتخابات القادمة، وسيكون بشقين:-

o ما مدى تقارب تلك التيارات والكتل من المرجعية وخطابها الديني؟
o ما هي نسبة تواجد التيارات والكتل، في فصائل الحشد الشعبي المقاوم للإرهاب؟
فيما يخص الشق الأول؛ المرجعية لا تقترب من جهة دون أُخرى، ولا يمكن تقويل أو تفعيل المرجعية ما لا قالته أو فعلته، ولكن هناك من التيارات والكتل، من هو بنفسه قريب من المرجعية، وإذا ما سقَّطنا زوايا هذا الكلام، على مساحة جميع التيارات الشيعية السياسية، نجد أن “دولة القانون” برئاسة “حزب الدعوة” لها مرجعيتها الخاصة! و”لكتلة الأحرار” بزعامة “الصدر” لها مرجعيتها! و”كتلة المواطن” بزعامة “المجلس الأعلى” هي من تختص بهذا القرب عن المرجعية بلا منافس! كونها تتبعه بالتقليد، وتطابق الرؤى السياسية.
أما ما يخص تواجد الكتل الشيعية بالحشد الشعبي، ومدى تمسك الفصائل بثوابت المرجعية الدينية العليا، التي صدرت منها فتوى الجهاد، نجد أن هنالك جزء كبير من الفصائل إستظلت تحت سقف المقاومة الإسلامية! برعاية مرجعية السيد “علي الخامنائي” في إيران! ومنها (بدر والعصائب والنجباء وكتائب حزب الله وغيرهم) أما”سرايا السلام”لها آلية عمل خاصة بها! إذ لا تنخرط داخل الأُطر التي حددتها المرجعية للجهاد، وتعمل بصفة مستقلة عن الحكومة! وكثيراً ما تأخذ أوامرها من زعيم التيار الراعي لها.
بقي أخيراً ما يجب الكلام عنه، هو أن أقرب تلك الفصائل للمرجعية “فصائل تيار شهيد المحراب” بمجموعها إذ تمثل أول قوة من حيث العدد! وثاني قوة من حيث التسليح! والتي أثبتت ولائها للخط المرجعي النجفي، وختاماً نخرج بعدد من المعطيات، يمكن على أساسها يكون الناخب حاضراً بضميره، لحل معضلة إتّزان معادلة الإنتخاب، إذا ما تجاوز الخطاب الإعلامي ومنها:-
• إذا ما بحث عن أقرب التيارات والكتل عن المرجعية، سيجد تيار شهيد المحراب بطليعة الجميع.
• إذا ما بحث عن قوة ضاربة بالحشد الشعبي، سيجد فصائل تيار شهيد المحراب في مقدمتها.
• إذا ما بحث عن أقرب التيارات السياسية و فصائلها في الحشد الشعبي بنفس الوقت قرباً من الفتوى والإلتزام بها، سيجد حتماً فصائل تيار شهيد المحراب بلا منازع.