دموع الديمقراطية تترقرق في محاجر الأوطان , وتسيل كالجمرات الحارقة على وجنات البلدان , ولا من أحد يعرف كيف يواسيها ويمسح دموعها بأكف الأمل والتفاؤل والرجاء.
والكل لا يريد الإصغاء إليها , ويعرف معاناتها وما يوجعها ويبكيها , لأنهم حسبوها الذهاب إلى صناديق الإنتخابات وكفى.
وما هي إلا صناديق إنتحاب!!
ذلك أن المجتمع يتحول إلى أجيج عقب الإنتخابات , فتبدأ الصراعات والتفاعلات الدامية والتداعيات الإنفجارية القاسية.
فالذي سيفوز بالإنتخابات سيفوض لنفسه الإرادة المطلقة لحكم البلاد وتقرير مصير العباد.
وفي هذا الإقتراب فخ إنقراضي , وتوجه تدميري للحياة , لأنه يحولها إلى مواجهة قاسية ما بين المالك والمملوك , بمعنى أن الفائز بالإنتخابات قد مَلك إرادة الناخب , وحَسبه عبدا مطيعا له , لأنه إنتخبه.
فترى المنتخَبين , وقد تحوّلوا إلى طواويس , أو أمراء وأسياد قبائل وعشائر , وحسب الأرقام الإنتخابية.
وبهذا تجدهم يقررون ما يقررون لصالحهم وحسب.
ويتضح ذلك في عدد من المجالس المنتخبة على جميع المستويات.
وبسبب هذه السلوكيات السلبية , المشبعة بالأنانية والغرور والذاتية , فأن الديمقراطية تبكي بكاءً شديدا , في ميادين إفتراسها بأنياب الإنتخاب.
حتى تحولت الإنتخابات إلى آلية خداعية وتضليلية للقبض على الإرادة الشعبية , والعبث بمصير المجتمع وفقا لمصالح أمراء الإنتخابات.
ووفقا لهذا المنظور العجيب , فأن المُنتَخَبين لم يتمكنوا من تقديم أي إنجاز إيجابي للناخب , على مستوى المحلة والقرية والناحية والقضاء والمحافظة , لأنهم منغمرون بنعمة الإستحواذ على الإمتيازات والغنائم والفرائس , والتمتع بما لذ وطاب من الأنخاب , والناس حيرى والديمقراطية في يباب!!
فهل نتعلم كيف نمسح دموع الديمقراطية , ونمنحها الفرح لكي نعرف الحياة؟!!
والناس أدرى بمرارات الإنتحاب قبل يوم الإنتخاب!!؟