من منطلق الرأي والرأي الاخر وكذلك من باب أحقية كل طرف ينتمي للجهة التي يعتقد انها على حق وصواب ان يمارس دوره في بيان احقيتها والدفاع عنها بالطرق المشروعة بعيدا عن الخداع والمراوغة والاستغفال.
وهذا من البديهيات السليمة التي لا يختلف فيها اثنان من العقلاء.
الا ان البعض يظن احيانا ان كل الطرق متاحة ومشروعة في الدفاع خصوصا اذا كان هناك خصم شديد يحاسب ويقف بوجه هذا الطرف ان وقع في اي خطا او هفوة او زلة.
وهؤلاء البعض أظنهم ينطلقون من منطلق النظرية المكيافيلية (الغاية تُبرّر الوسيلة).
فتراهم يخلطون بين حلال وحرام وصدق وكذب وتزوير وتحريف، المهم عندهم الوصول الى مُبتغاهم وهدفهم، دون النظر الى شكل ومضمون المُقدمات.
الا ان هؤلاء قد وقعوا في اشكال كبير وهو: (ان الله لا يُطاع من حيث يُعصى)، وان الخداع والكذب ما كان يوما مبررا للاقدام على اي فعل.
فالنتائج السليمة لم تحصل على ماركتها المسجلة كنتائج صالحة، لولا مقدماتها السليمة الصالحة، والعكس تماما صحيح.
ومن هذه المقدمة البسيطة وددت العروج على ما كتبه احد المتملقين للسلطة، من قادة الصدفة، والذي ادعى فيه ان ملابسات حادثة المرور التي حصلت بين احدى نائبات مجلس محافظة النجف الاشرف واحد عناصر شرطة مرور المحافظة كانت مفبركة، الغاية منها ان السيد مقتدى الصدر يلتقي في النهاية بهذا المنتسب لكي ينال مديح الناس ويظهر للإعلام بهذه الحلّة المـُصطنعة.
وهذا النائب المحلي الجديد، تناسى وتغافل عن ان الشمس لا تحتاج الى أنوار كي يبرز بريقها وضياؤها، نعم اعذره بكلامه هذا، كونه يعيش حياة الخفافيش، ولا يرى سوى وجوها اكل الظلام عليها وشرب، انغمست بالدنيا وملذاتها واعتادت الكذب والضحك على ذقون شعبها، واستغلت سذاجة البعض منهم لتمرير مبرراتها وتبرير أخطائها، وهذا النائب المسكين أظن ان وضعه الجديد من موكب سيارات وراتب كبير وحمايات مدججين بالسلاح قد أنساه ان الواضح لا يحتاج الى توضيح، فالشرق والغرب والعرب والعجم واليهود والمسيح تتحدث ببطولات ومواقف وإنسانية السيد مقتدى الصدر، وهو في غنى عن ان يذكره احد بخير، ويكفيه انه في عمق الدول التي وقف بوجهها وقاتلها ينال المديح والفوز باستطلاعات صحفها ومؤسساتها الاعلامية.
اخي الفاضل، ان كنت محصورا في زاوية ضيقة لا ترى سوى مصالحك ودنياك، هذا لا يعني ان العالم الفسيح قد انحصر في زاويتك الضيقة هذه، افتح عينيك جيدا، واخلع نظاراتك التي تحاول الاختباء خلفها، وانتبه الى حقيقة لا تحتاج الى نقاش، وهي ان التاريخ لم يرحم ابدا أيا من المدافعين عن الجبابرة والظلمة على مر العصور، بل كان مكان أولئك المتزلفين الطبيعي هو مزابل التاريخ، وليتك تتعظ ممن سبقوك قبل سنين بالتملق، وما زبانية البعث عنك ببعيد.