18 ديسمبر، 2024 7:50 م

الإمام علي … يخسر الانتخابات

الإمام علي … يخسر الانتخابات

أجزم بشكل قاطع عندما يرشح الإمام علي (ع) في الانتخابات البرلمانية لن ينتخبه سوى خمسة من الذين يعرفون قدره ومكانته وهم كل من عمار,وأبا ذر,والمقداد,ومالك الاشتر,وسلمان المحمدي,هؤلاء ثقاته وأصدقائه الخلص الذين بذلوا مهجهم في سبيله وقدموا ما يمتلكون من عطاء قربةٍ لله وأبراءاً لذمتهم وللمسؤولية الأخلاقية والشرعية والإنسانية التي ترتبت باتجاههم من قبله,وحدث ما توقعته عندما فرزت أصوات الناخبين لم نجد إلا على عدد الأصابع من الذين انتخبوه,الناس خذلوه برغم كل ما قدمه لهم من عدالة اجتماعية ومساواة ورفع من شأنهم فأصبح الخير يملئ بيوت الضعفاء,ثم تغيرت الأحوال وتنفس الصعداء بعد غيابٍ طويل ,نزاهته واستقامته ووضوحه في منهجه وسلوكه في عمله وفعله الذي عاشه معهم كانت في واديٍ وما يريدونه بواديٍ آخر,ذهبت الرعية لانتخاب غيره لمن يعطيهم الامتيازات والمناصب,ويعمل بسياسة فرق تسد ويسلط الأقوياء على الضعفاء وممارسة الفوقية والطبقية,وجعل أراذل القوم متسلطين على كبارهم ,كل تلك الحروب التي خاضها الإمام والأوسمة والنياشين التي حضي بها من رسول الله (ص) لم تجدي نفعاً معهم ,بل استخدم ضده أسلوب التشويه والتسقيط من خلال افتراءات الكذابين عليه ولصق حوادث في محاولة بائسة لطمس نوره وهيبته ,مثل علي لا ينفع الكتل والأحزاب في المشاركة في مارثون الانتخابات لأنه يقول الحق ويعمل به ,يعطي بالتساوي لا يفرق بين ابيض واسود,يعمل جاهداً من أجل الجميع فشعاره (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخق) سيدخل ويخرج من السلطة بنفس القطيفة التي جاء بها وإذا زاد عنها فهو خائن,فعندما يجيء أليه شخص صاحب حاجة يقضيها له دون سؤاله عن هويته وانتمائه,أو مظلمة وقعت عليه فأنه ينصره وهو القائل :(والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله) لن يطبق أجندات تأتيه من خارج البلد أو تفرض عليه أملاءات وإرادات أو يؤخذ ببريده لجهةٍ مجهولة وهو لا يعرف ولا يعلم به ,فقبل البدء بالانتخابات هنالك الكثير من يعمل دعاية لنفسه كأن يوزع بطانيات أو كارتات شحن أو يوعد الناس بقضايا وهي خارج أطار سيطرته ,وهنالك من يريد المهادنة والمساومة وتدليس الحقائق ,أما هو واضحاً وضوح الشمس جل همه تحقيق الحق وإرجاعه لنصابه وهو القائل 🙁 أعرف الحق تعرف أهله ) ,فبرنامجه الانتخابي لا يحتاج للتعريف به فترجمة سلوكه يدل على أنه يصب في خدمة المواطنين وتوفير حياة كريمة تليق بإنسانيتهم وبما يحفظ ماء وجوههم ليس منةٍ عليهم بل لأن هذه السجايا معجونة في بنيانه الروحي والأخلاقي وليس وسيلة لتحقيق غاية ينشدها لغرض كسب أصوات ,حيث يذكرألأستاذ “عبد الرحمن الشرقاوي (رحمه الله) وهو ” باحث ومفكر إسلامي كان قد ألف كتاباً عن الأمام علي (ع) أسماه (علي إمام المتقين) وفيه يتحدث المؤلف عنه تحت عنوان (جسد علي النبيل) فيقول :(جسد رجل لم تعرف الإنسانية حاكماً ابتلي بمثل ما ابتلى به من فتن،على الرغم من حرصه على إسعاد الآخرين،وحماية العدل وإقامة الحق ودفع الباطل ,كان فريداً حقاً عالماً وحاكماً عاش يناضل دفاعاً عن الشريعة والعدل والحق والمودة والإخاء والمساواة بين الناس ) اغتيل علي فاغتالوا معه مشروعه الإصلاحي الذي أراد أكماله لأجل أن تعيش كل المكونات الاجتماعية في الأمة حياة ليس فيها ذلة وخنوع وهذا ما لا يهضمه من يسعون لأن يستعبدوا الناس ويمارسون عليهم أمراضهم وعقدهم ومشاكلهم الذاتية .