23 ديسمبر، 2024 3:54 م

الإمام الما يشوِر ما يِنْزار

الإمام الما يشوِر ما يِنْزار

المتتبع للعلاقة بين الكورد والأشقاء في الوطن, وبخاصة في العقود الثلاث الماضية , يجد إن الأخوة الكورد جنحوا الى التشدد القومي الممنهج لِلَي ذراع بقية الشركاء في الوطن العراقي وإبتزازهم. وإبتعدوا عن روح المواطنة والعيش المشترك.تسببوا إلحا ق الضرر الكبير بالمصالح الوطنية لعموم الشعب العراقي. برغم المواقف المشهودة للعرب تجاههم, وهنا أقصد الشعب لا السلطة,ورغم كل المواقف المخلصة بالحفاظ على هذه الأخوة, ومساندة المطالب العادلة للأخوة الكورد, وضمان حقوقهم الوطنية والأنسانية والقومية, وموقف الأمام محسن الحكيم طيب الله ثراه, بتحريم مقاتلة الأشقاء الكورد مشهود له ولا يمكن للكورد تجاهله. ورغم إن العرب والكورد والتركمان هم شركاء في كل المصائب والمحن  التي حلت بالعراق وشعبه, فالبلاء كان عامّا و مشتركا, والظلم طال الجميع .إلا إن الأخوة الكورد لهم مواقف لاتنسى ولا تغيب عن الذاكرة الوطنية . ولم يجد العراقين مبرراَ  أخلااقياَ لها ,سيَّما عندما باع هؤلاء الأخوة نخبة من المناضلين المعارضين للنظام السابق, من الشيوعيين خاصة, وسلموهم للسلطة السابقة, بعد تعاون مفضوح مقابل تمكين السيد مسعود بارزاني وحزبه من دخول أربيل. وكان ما حصل. وهناك مواقف أخرى لا نريد التحدث عنها يعرفها الكورد ونعرفها نحن وغيرنا . فحبّنا لهم وحرصنا على الوحدة الوطنية هما مايمنع, وأملنا برجوع الأخوة الكورد عمّا هم فيه سائرون من القطيعة والذهاب بالعراق للمجهول تنفيذا لمخططات مشبوهة مرسومة من قوى دولية كبرى أو إقليمية ذيلية. وإن لم نتحدث نحن فسيتحدث عن هذا آخرون يوما ما والتأريخ لن يرحم أحد. وأؤكد إن النار التي يسعى الأخوة الكورد إشعالها في العراق والمنطقة هُم أول مَن سيكتوي بها.
ولن  أتحدث إلا عمّا حدث بعد 9/4/2003 حيث عمل الكورد بشكلٍ سافرٍ ومبرمج على تفريغ العراق مِن كل مقتنياته من المكائن الثقيلة والمعدات العسكرية والمدنية والسيارات, عندما هُربت الى تركيا وايران عن طريق كوردستان العراق بأوراق مختومة, وموافقات من مكاتب حزبية كردية وبإشراف قيادات كردية.
كما إن الأخوة الكورد لعبوا دورا بارزا بسن الدستور الدائم  بالتعاون مع المحتل, حيث كانوا ولازالوا هم عرّابو السياسة الأمريكية بالعراق والعون الرئيسي له, وبخاصة المادة التي لا تبيح لمجلس النواب تغيير الدستور إلا بإستفتاء شعبي. ومن حق ثلثي ثلاث محافظات رفض أي تعديل وهذا تكريس لديكتاتورية الأقلية على الأغلبية.و مخالف لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الأنسان . لكنهم وجدوا ومع شديد الأسف من آزرهم لسن هذا الدستور من السياسيين الذين طمعوا بالسلطة والساعين لها بأي ثمن. يدفعم لهذا إرضاء المحتل ونفوسهم الضعيفة وضحالة وطنيتهم وإنعدامها على الأغلب.
ومن الممارسات الكوردية أيضا فرض سمات دخول على العراقيين الراغبين بدخول المحافظات الشمالية. فلا نزال نرى العوائل من جنوب ووسط العراق, تنتظر ساعات لأخذ الأذن بالدخول, أو بكفيل. وهي إجراءات مُهينة للعراقيين لا تواجههم في اقطار أخرى.ونسوا وتناسوا إن ملايين الأخوة الكورد الذين يعيشون في بغداد أو بقية المحافظات العراقية مُعززين مُكرَّمين في وطنهم أين ما كانوا ولا يتعرضون لمثل هذه الإهانة في شطر عزيز من وطنهم. يتمتعون بكافة ما يتمتع بهم الأشقاء من قوميات أخرى دون تمييز أو إستئثار.
تستحوذ سلطة كوردستان على 17  % من الواردات العراقية. ويتصرفون- و لا نقول  يسرقون فهذه كلمة معيبة لا نتمناها لهم بل نقول يتصرفون – بغالبية واردات  نفط كوردستان. وتذهب بعض هذه الأموال لجيوب خاصة, وللإنصاف لا نقول جميعها, فالشهادة لله إنهم نهضوا بالشمال العراقي بشكل يُحْسَب لهم. خلاف ما ذهب له أصحاب السلطة في باقي العراق فإن ذهبت عُشر واردات نفط الشمال للبعض إلا إن 90% من واردات نفط جنوب ووسط العراق ذهبت الى جيوب أو جماعات خاصة من المافيا السياسية العراقية . وذهب القليل منها للإستثمار مع سوء إٍستغلال واضح مفضوح. والشواهد كثيرة فساعات الكهرباء الوطنية في الشمال 22 ساعة يوميا ,وفي باقي العراق يمكنكم سؤال الأستاذ وحيد كريم عنه بعد تفرغه من حفلات زواج إبنه في أميركا , وسؤال مَن قبله ومَن بعده. فهذه فضائح لو حدث عشر معشارها في أي دولة حتى لو كانت بوركينو فاسو أو الصومال لأسقطت مئة حكومة . ولكنه العراق الخائب الرجا. والأفضل أن نسأل من إعتمدهم وزراء في الدولة العراقية الديموقراطية الشعبية الأشتراكية الإسلامية العظمى.
ولا نريد أن نتطرق الى العلاقات المشبوهة من بعض الأخوة الكورد بالموساد الأسرائيلي. فليس لدينا ما يؤكد ذلك ولكن لا دخان بلا نار وستخبرنا الأيام ما لم نعرفه وكما قال الشاعر:
ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً        يأتيك بالأخبار من لم تُزَود.!!!!!!!!!!!!
أما إعتراضهم على تسليح الجيش العراقي فهذا لا يمكن السكوت عنه, ومدعاة سخرية وإستنكار من كل عراقي شريف يغار على العراق.فلماذا يصر الأخوة الكورد على إبقاء العراق ضعيفا, ولمصلحة من؟وهم على يقين ومتأكيد من أن  هذه الأسلحة لا يمكن أن تستعمل ضدهم بأي شكل ومهما سيكون الحال. والأعجب من هذا إن البعض منهم يطالب بتسليح البيشمركة بالدبابات والطيارات. ومن إبتزازات الأخوة الكورد  مؤخراَ إعتراضهم على تشكيل قوات دجلة. ويعتبرون هذا عملا لا دستوريا. ويرفضون التعاون مع هذه القوات. بل ذهبوا الى الأبعد من هذا, وهو التهديد بإستقدام البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها . ولا حظوا أعزائي هذه التسمية التي وردت في دستورهم المبتذل (مناطق متنازع عليها ) وما هيّ إلا مناطق مشتركة كما سماها النائب عن التحالف الكوردستاني محمود عثمان. والعراق كله مشترك السكن منذ قرون.فهذه التسمية هي غَرسَة الفتنة التي رمى إليها من كتب هذا  الدستور ومن آزر كتابته. فهل نحن في دولتين أَم أَنَّ دولتنا كونفيدرالية وليست فيدرالية؟
أمامنا في العالم كله دول فيدرالية وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية راعية الأخوة الكورد وسندهم . فهل يا ترى هناك جيش في كل ولاية؟ وهل إذا أراد  الجيش الأمريكي بناء قاعدة أو تحريك قطعات عسكرية يستأذن هذه الولاية أو تلك؟ ؟ الهند فيدرالية ايضا فهل يجري هذا في الهند أم إن الجيش تنظيما عسكريا سياديا للوطن كله؟
أمّا في العراق فلقد منعت قوات البيشمركة الجيش العراقي من التواجد على الحدود السورية, بحجة أن هذه المناطق متنازع عليها . وهذا بإعترافهم يعني إنها ليست جزءا من كردستان حيث لم يُبَت بعائديتها لحد الآن. لكن الكورد يعطون لنفسهم حق التواجد في هذه الأمكنة ولا يسمحون للجيش الوطني العراقي التواجد فيها وحفظ الحدود, ومنع تسلل الأرهابيين للعراق.
لقد عطل الأخوة الكورد تشريع قانون البنى التحتية بالتعاون مع بعض الكتل الأخرى لأبتزاز الشركاء الآخرين في الوطن والمساومة لمكاسب يسعون اليها بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية للعراقيين.ولقد سعى الأكراد لخلق المشاكل والأزمات للبلاد يضيفونها لما فيها من أزمات خانقة وآخرها مطالبة السيد جلال طالباني بترسيم الحدود الأدارية بين المحافظات والمدن العراقية مما يضع العراق في أخطر أزمة قد تؤجج الطائفية والعنصرية بشكل رهيب .وقد كنّا ننتظر منه كرئيس للجمهورية حل المشاكل والأزمة السياسية الخانقة لا إضافة أزمة أخطر . فلماذا يبتز الأخوة الكورد أشقاء الوطن؟ولماذا يصر الكورد على إلغاء هوية العراق العربية والمتفق عليها منذ تشكيل الدولة العراقية وهيَّ واقع حال العراق وأهله.
فمن أعطى للأخوة الكورد الحق بهذه التجاوزات ومن أباح لهم إبتزاز شركاء الوطن .نحن نعرف الأجابة ويعرفها الشعب إنهم تجار السياسة المؤدلجين طائفيا وعنصريا هم من أباح للطامعين من الفرس والعثمانيين ومدعي العروبة تمرير مخططات إسرائيل وحلفائها لتمزيق بلداننا وتكوين دويلات صغيرة مبنية على أسس طائفية متخلفة.
إن الإبتزازات الكوردية لباقي مكونات الشعب العراقي مآلها الفشل. وستأثر على طموحات الأكراد في بقية العالم, وخاصة الشعوب والدول المجاورة للعراق, حيث سيتحفظون على المطالب الكردية. وسياخذون العبرة والدرس مما فعله الأكراد بأشقاء الوطن في العراق. وستتبخر أحلامهم كما تتبخر أحلام العصافير.كما إن نظرة الأزدراء من قبل القادة الكورد وتعاليهم على بقية مكونات الشعب العراقي لم تَعُد مقبولة.
والضرورة والصراحة تقتضي إن إستمر الأخوة الكورد على هذا المنوال, فالأفضل لنا ولهم وللعراق جميعا أن ينفصل الكورد بدولتتهم التي يُبَشِّرون بها. ولكن في الثلاث محافظات التي أقروا إنها كوردستان العراق, حسب إتفاقهم الذي وقعوه مع النظام السابق. ويتركوا بقية العراقيين يبنون العراق براحة بال .أم إن ما وافقوا عليه مع السابقين لا يقروه اليوم ويلحسوه. وكما قال المثل الشعبي: الأمام الما يشَوِّر ما يِنْزار .