19 ديسمبر، 2024 1:10 ص

الإمام الكاظم قيد شاهد على رداءة معدن العصر الذهبي!

الإمام الكاظم قيد شاهد على رداءة معدن العصر الذهبي!

يا هشام .. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك. هكذا يربي الامام الكاظم تلميذه الواعي هشام بن الحكم لتكن فيما بعد وصيته الرائعة لهشام من اثمن الوصايا التي حفظها التاريخ والتي لا تقدر بثمن لان كلام اهل البيت عندما يفوح فانه يملأ الدنيا عطرا وريحا وريحانا ,,لقد عاصر الامام الكاظم في شطر كبير من حياته هارون الرشيد القائل ((ايتها السحابة امطري اينما شئت فان خراجك سيعود الينا)) يرى هارون ان الدنيا وخراجها ملكا له وقد نال هارون من التمجيد ما لم يناله احد غيره من خلفاء بني العباس فحسب المصادر ان هارون ((وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية على عهد الامبراطور شارلمان التي ذكرته باسم Aron، أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه حيث صور بالخليفة الورع المتدين الذي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حياته بين حج وغزو, فكان يحج عاما ويغزو عاما, وانه أول خليفة عباسي قاد الغزو بنفسه, وقد نقل ابن خلكان أن الرشيد قد حجّ تسع مرّات وكان يصلي في اليوم مائة ركعة كذلك كان يصور بصورة الخليفة الحذر الذي يبث عيونه وجواسيسه بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم, بل كان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها، ويعتبر عصره العصر الإسلامي الذهبي)) هذا الخليفة المسمى عصره بالذهبي استطاع ان يمسح وجود المعارضة ويكمم الافواه ويسوم الناس سوء العذاب ولكن الكثير من المصادر التاريخية كتبت في بلاط السلطان ! فدونت وصنعت له معاجز ودموع وحج وعمره وان كانت هذه امور شكلية ولباس لخداع الناس وقد نبه عنه القران مبكرا في إشارات كثيرة للمنافقين الذين يقولون ما لا يفعلون لكنه ينطلي على الكثير من السذج إضافة الى قدرة الحواشي والنفعيين والانتهازيين على إظهار الخليفة بالشخص الخارق الذي يمتلك صفات الحلم والعزم والشجاعة والسماحة وكل هذه القيم الُبست عنوة للخليفة المغرور المتجبر المتكبر الطاغية الذي زج بأشرف الناس في زمانه موسى بن جعفر زجه في السجن المظلم حتى ورد في الزيارة ((السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير)) كان الامام الكاظم مكبل ومقيد ليصبح فيما بعد القيد الشاهد على كذبة العصر الذهبي ((إن ما فعله هارون الرشيد وأسلافه من قبله

بالعلويين من القهر والبطش والإبادة والتشريد، وما تمخّض عن ذلك من الثورات العلوية في أطراف البلاد، ومن النقمة العامّة على الحكم العباسي حتى قال أحد الشعراء:

يا ليت ظلم بني مروان دام لنا وكان عدل بني العباس في النار

دائما هناك شاهد على الظلم وان غيب فانه سيظهر ذات يوم ليفضح كل الخدع والأكاذيب وألاعيب السلطان وأدواته ,,ان موسى بن جعفر اليوم قبلة للمحبين والأحرار يقصده الصغير والكبير يرتوي من فيضه لأنه وسيلة بين الأرض والسماء وقاضي حاجات ((المكاريد)) الذي عرفوا الله بالكاظم وأجداده وأبناءه ,,الكاظم الذي كان لقبة حقيقة لا مجاز ولم يتحصل عليها من بلاط السلطان وحاشيته كما هو لقب ((الرشيد)) فالكاظم كان يكظم الغيض ويعفوا عن الناس ويعرض عن الجاهلين .فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات