يعتقد الشيعة الإمامية، بنظرية النص في مسألة الإمامة، أو الخلافة الإلهية، إمّا مباشرة وبالاسم( محمد رسول الله)، وإمّا بواسطة من قِبل من نص الله عايه، وهو رسول الله صلوته وتعالى عليه وعلى آله، كنص حديث غدير خم على علي بن ابي طالب عليه السلام، بقوله:(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، وكل إمام ينص على الإمام الذي بعده.
الإمامة تعني: القيادة العامة، أو المطلقة على الناس، بل عدها بعض علماءنا وأسماها، بالإمامة التكوينية، أي الإمام له ولاية حتى على الكون، لذا هي ليس من إختيار الإنسان، كما يعتقده المخالفين، في نظرية الشورى، بل لابد أن تكون من أختيار الحق سبحانه وتعالى.
عندما سئل، سعد بن عبدالله القمي الأشعري، الإمام الحجة بن الحسن( عليه السلام)، عن العلة التي تمنع القوم من إختيار الإمام لأنفسهم؟ قال بعد حديث طويل:(… فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال عقله،… أختار من أعيان قومه… سبعين رجلا… فوقع خيرته على المنافقين… فلما وجدنا اختيار من قد أصطفاه الله واقعا على الافسد دون الاصلح… علمنا أن لا أختيار لمن لا يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الضمائر…).
يعتقد علماءنا( أعلى الله مقامهم)،إن الإمام يجب أن يكون معصوما من الذن، وهذه العصمة تحجزه من إرتكاب المعصية، ومنشأها العلم الغزير، والعقل السليم.
روى الشيخ الكليني في أصوله، حديث طويل بإسناده إلى أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السلام، جاء في ذيله:(… قال قلت: هذا والله العلم، قال: إنه لعلم وما هو بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.
قال قلت: جعلت فداك هذا هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك، قال قلت: جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار، الامر بعد الأمر، والشيء إلى يوم القيامة.
من هذا العلم اللدّني الإمامي الإلهي، دعا الإمام الصادق عليه السلام، إلى القضاء على الإرهاب، وقتل الإرهابيين، وبذلك سبق القرار الدولي الملزم رقم 1566 في 2004، الصادر من مجلس الامن، حول مفهوم الإرهاب الأخضر، أي ارهاب المجموعات التي تدّعي الإسلام، مثل تنظيم القاعدة، واليوم داعش، وسبق أيضاً معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي، لمكافحة الإرهاب الدولي، المنعقد في أواغادوغو 25 حزيرن، عام 1999.
في الصحيح عن داود بن فرقد، قال:( قلت لأبي عبد الله عليه السلام، ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكن أتقى عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فأفعل، فقلت فما ترى في ماله؟ قال: أتوه ما قدرت عليه).
الناصبيون: فئة تدّعي الإسلام، تعلن وتظهر العدء لاهل البيت عليهم السلام، ويرى كثير من الباحثين والكتاب، أنها ظهرت في العصر الأموي والعباسي، إلى ان وصلت إلى ابن عبد الوهاب، وقامت عليها الدولة السعودية، ونشرتها في عموم بلاد المسلمين، لكنّي أراها، أبتدأت بحرق دار علي عليه السلام، وقتل مالك بن نويرة الصحابي الجليل، وإغتصاب زوجته، والنزو عليها بالزنا، ولهذا حكم مشهور فقهاءنا على الناصبي، المعلن العداء لاهل البيت عليهم السلام، بالكفر والنجاسة.
ختاماً نقول: لو تمسك المسلمون، بالخليفة والإمام الحقيقي بعد النبي صلواته تعالى عليه وعلى آله، لما ظهر في الإسلام، حركات متطرفة تدّعي الإسلام، فالدول والحكومات الإسلامية، التي كانت ترعى، هذه المجموعات المتطرفة، اليوم هي تحاربها، وعلماءهم يفتون بكفرها وجواز قتالها؟! وهذا من أكبر الأدلة وحقانية إمامة أهل البيت عليهم السلام، لما أعطاهم الله من علم غيبي!.
عن سلام بن المستنير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث:(إذا قام القائم، عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة، وإلا ضرب عنقه، أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة، ويشد على وسطه الهميان، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد.