ماذا تفعل الامارات في العراق, سؤال بدأ يتردد كثيرا في الاونة الاخيرة خصوصا مع اتساع رقعة التدخلات الاماراتية في شؤون الدول العربية والمنطقة, وكان لها دور بارز في زعزعة الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة بدءا من سوريا واليمن ومصر وعمان وليبيا.
وضع العراق لم يكن افضل حالا من اشقائه العرب, حيث بدأ الحديث يتصاعد عن دور إماراتي تشهده الساحة العراقية شمالا وجنوبا ,خارطة المصالح الاقتصادية تتنوع بين مشاريع رسمية في قطاعي النفط والعقارات واخرى خارج نطاق القانون في عمليات تهريب النفط والآثار وعرقلة مشاريع حيوية كان يمكن أن يستفيد منها العراق المرهق بالديون والأزمات.
وجدت الإمارات في إقليم شمال العراق ارضا خصبة للاستثمارات ثم تكون مدخلا لنفوذ سياسي في المستقبل, اذ سعت الى توطيد استثماراتها النفطية والغازية في تحدي للحكومة العراقية من أجل تعزيز تأثيرها على أصحاب القرار في حكومة الإقليم,
حيث أشار المراقبون بأن الإمارات وجدت فرصتها بالتغلغل الى الاقليم من خلال دعم الإقليم بالانفصال, ليؤكد انسياق الإمارات مع خط الكيان الصهيوني في دعم بل والعمل على انفصال الاقليم الكردي عن العراق,وذلك باعلان رئيس وزراء الكيان نتنياهو( دعمه الكامل لإجراء الاستفتاء في كردستان العراق من اجل الحصول على دولة خاصة به) وقد أشارت رئيسة مركز الإمارات للسياسات ابتسام الكتبي التي وقعت مذكرة تفاهم مع الاقليم مطلع عام 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء, حيث أكدت في تصريحات لها أنه اذا(أعلن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد فان ابو ظبي ستعترف بهذا الاستقلال) ولا زالت الإمارات تقدم كل الدعم بكل أنواعه لحكومة اربيل ودفعهم نحو الانفصال حتى اللحظة.
التدخل الإماراتي لم يقف عند حدود دعم انفصال الإقليم, بل دعم انفصال ما يسمى بالاقليم السني في غرب العراق,كان دور الإمارات بشكل موازي ومتزامن من تدخلاتها في شمال العراق والدفع باتجاه العصيان والانفصال في المنطقة الغربية, الاهتمام الإماراتي بالمنطقة الغربية لم يكن بعيدا عن خزين من الثروات الطبيعية التي تتمتع بها المنطقة من فسفور وغاز ونفط ولم تستغل لحد الآن, كما وان بعض الرموز السنية المدعومة اماراتيا لازالت تتلقى الدعم المادي والمساندة. لحثها على الانفصال.
ثمة ملفات عراقية اخرى على طاولة الإمارات, من بينها ميناء الفاو الكبير, وهو المشروع الذي كان أن يهدد ميناء جبل علي في دبي,ويطل ميناء الفاو على الخليج ويعتبر واحد من أكبر الموانئ في المنطقة, ووضع حجر الأساس لهذا المشروع في نيسان 2010, الا ان العمل توقف فيه لأسباب ما زالت غامضة.
الإمارات من خلال اعاقة ميناء الفاو قامت بتوجيه ضربة للاقتصاد العراقي عن طريق عرقلة المشروع, وذلك من خلال استخدام أذرعها السياسية والاقتصادية في العراق لوقف المشروع, وتشير المعلومات ان تحركات الإمارات جزء من مشروع يرمي الى ادارة الخليج وتهيئة المنطقة لما يعرف بصفقة القرن, وهي تقوم بعدد من المهام لتكون شرطي المنطقة في المستقبل مع الكيان الصهيوني.
يشار إلى أن كثير من السياسيين والشخصيات العامة في العراق ترتبط بعلاقات مع امراء الامارات لذا باتت دبي الوجهة الاولى لتبييض الأموال العراقية المسروقة من خزينة الدولة تدور رحاها في دبي ومدن اماراتية اخرى وذلك عن طريق شراء عقارات باهظة الثمن, او استثمارها في مشاريع عملاقة وتمتلك حصص وأسهم كبيرة فيها مثل مشروع النخلة وغيره
من جانب آخر فقد دعمت الإمارات شركة(بلاك ووتر) المتهمة بعمليات قتل ممنهج في العراق, فبعد ان خرجت الشركة من العراق اثر قرار برلماني وملاحقتها وإغلاق مكاتبها احتضنت أبو ظبي الشركة مع تغير اسمها والاحتفاظ بكوادرها لتبدأ الشركة عملها من جديد تحت اسم(اوليف) او شركة الزيتونه للخدمات الأمنية يملكها بشكل كامل حكومة أبوظبي ويدير مؤسس(بلاك ووتر) الضابط السابق بالجيش الاميركي(اريك برنس) والملاحق قضائيا بتهم عدة بينها جنائية واخرى تهريب ضريبي.
المفارقة أن الإمارات التي تدعم مشاريع الانفصال والتقسيم في العراق ودول عربية اخرى هي نفسها تعاني من نفس المشكلة, لاسيما وان هناك عدد من الأمراء والحكام لبعض الامارات يريد الاستقلال عن أبو ظبي بسبب الويلات التي جلبها لهم محمد بن زايد, وتدخلاتها في شؤون الدول العربية لذلك ليس بعيدا أن يكون مشروع التقسيم أن يشمل الإمارات نفسها مستقبلا.