23 ديسمبر، 2024 3:26 ص

الإماراتية أحلام والإسلام وأبناء العم سام

الإماراتية أحلام والإسلام وأبناء العم سام

كعادتها الممثلة العالمية الشهيرة أنجيليا جولي التي تبحث بإخلاص عن تقديم وصناعة أعمال الخير والمساعدة في زمن الضرورات الملحة وحينما تنزل البلايا على رؤوس العباد ، فتجدها تتواجد في آماكن الحروب ومخيمات اللاجئين ، لتبحث عن طفل يتيم لتمد أليه يدها الحنونة ، من دون أن تسأل عن دينه أو قوميته أو لونه أو انتمائه ، ولكنها تقدم ما تملكه من حجم الرحمة بداخلها إلى من يحتاج لها ، وقد توجت مساعيها الأخيرة بتبني طفلا سورياً يتيماً ، قد فقد جميع أفراد عائلته بحرب الأوباش على مآذن الشام وأجراس كنائسها ، فقد قررت جولي تبني الطفل موسى وهو في الثامنة من عمره ، وعلى الرغم من حجم المأساة التي واجهها هذا الطفل إلا أنه بدا سعيداً بزيارة جولي ، حتى أنه كان يبتسم ببهجة وروعة والذي جعل الفنانة العالمية لا تتحكم بأعصابها فذرفت الدموع بشكل عفوي خاصة بعدما تقدم الطفل أليها وعانقها وهي تسير نحوه .

فيما أعربت الفنانة الإماراتية أحلام عن تخوفها من أن التربية التي سيحصل عليها الطفل المتبنى موسى سوف لن تكون تربية إسلامية ، مما سيهدد بأن يتحول لاحقاً عن دينه ، مفترضة أن الطفل يجب أن يكون مسلماً أصلاً .

ولو قارنا ما تقوم به الفنانة الإماراتية على مدار الوقت من عمليات تجميل متعددة ، وشراء الفساتين المرصعة بالماس ، وحيازة طائرة خاصة تتنقل فيها حيثما شاءت ، وحيازتها على أربعة قصور فارهة تمتلكها في أغلى بقاع الأرض ، ولكنها لم تفكر قط أن تحاسب نفسها عن عدم القيام بفعل الخير لأبناء جلدتها أو تحاسب زعماء بلدها أو تنبههم أو تبدي برئيها لما يقومون فيه من دعم للحرب على سورية ، أو ما فعلوه بدعم الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 ما نتج عنه من مصائب وألام وضحايا لا تزال تتفاعل ، ولو فكرت لمرة واحدة في تقديم صورة مشابهة لما تقوم به ( الكافرة ) أنجيلا جولي على مدار الوقت ، ولو وضعنا صورة الفنانتين أمامنا وقارنا الأفعال أو التصرفات أو النتائج فمن يفترض أن تكون المسلمة ومن هي الكافرة !!

هذه الحادثة التي ذكرتها في مقدمة مقالتي ، أستشهد فيها كي تجعلنا جميعاً نراجع مواقفنا الحقيقية مما يجري على مستوى منطقتنا من أحداث يندى لها الجبين ، ولو نظرنا إلى ما فعله المجرمون قبل بضعة أيام بالعمال المصريين الأبرياء على سواحل البحر الأبيض في طرابلس الغرب ، من حز للرؤوس لأشخاص هاجروا للبحث عن لقمة عيش لعائلاتهم الجائعة ، أولئك المجرمون يتكلمون باسم الإسلام زوراً وبهتاناً ، ليس لأننا لم نترجم فعلتهم لصالح العقيدة الإسلامية ضد دول الكفر والإلحاد ولكن لأن هؤلاء لا يمتون للإسلام بصلة على الإطلاق لأنهم جبناء ، يتركون عدو الإسلام الحقيقي وهو لا يبعد عنهم كثيراً ، ويفعلون ما يفعلونه بأبرياء لا لشيء سوى لأن القتلة يعملون على تلبيس الحق بالباطل عمداً حتى تختلط الصورة ، وبذلك فأنهم يسيئون للإسلام أكثر ما ينفعونه .

فلم نسمع مرة أن القاعدة وجميع أذرعها وفراخها التي توالدت قد وجهت أسلحتها أو عملياتها للعدو الصهيوني ، لماذا ؟ لأنه راعي لتلك المجاميع وصانع لها ، والدليل أن جميع أفعال تلك المنظمات لا يخدم العرب أو المسلمين ، بل يخدم الصهيونية ما طلعت شمس أو غربت ، حيث تم تحويل القتل والصراع في جوف بلدان المسلمين والعرب ، وصار القاتل والمقتول عربياً أو مسلماً ، ولكنه لم ولن يكون صهيونياً أو ماسونياً أو متأمركاً .

المصيبة أن القادة العرب أو المسلمين يعرفون الحقيقية ، ويعرفون الدوافع والخلفيات ، ويعلمون أن أمريكا تضحك عليهم ، وتتلاعب بشعوبهم وأوطانهم ، وتستنزف طاقاتهم البشرية والاقتصادية على شراء الأسلحة واستهلاكها ، ولكن لا يتحدث هؤلاء الزعماء والقادة عن ذلك ، بل يساهمون في ضياع الحقيقة وتشخيص العدو الحقيقي فيصبحون شركاء أصلاء بتلك الجرائم التي تحل على شعوبهم المقهورة ، وبذلك يتحول العدو إلى حليفاً وحامياً بنفس الوقت ، أنها مهزلة الأخلاق والدين والمنطق .

العدو ينتصر يومياً حينما يهدم بمعوله أركان الديانات الحقيقية ويستبدلها بديانات وضعية هو ألفها ورسمها ووضع أسسها بما تخدم مصالحه وتطلعاته ، ولكنها تحمل نفس العناوين حتى تختلط الصورة .

المسؤولية التاريخية تقع على الشعوب التي قبلت أن تكون مهزلة ولعبة بيد زعماء لا يستحقون أن ننظر بوجوههم ، فكيف أن نذهب لنصفق لهم أو نلوث أصابعنا كي ننتخبهم ؟؟