يستلّ (عباس) مجاهد الاهوار المنهك خنجره وهو يراقب بحذر (تفگة) كاكه صالح.اصوات اطفال ونسوة تصرخ من بعيد: اكتفينا من الموت والرعب. فلتلعنكما السماء ….يعلو الصوت من الحضرة القادرية:الفتنة نائمة.ناموا انتم ايضا !صوت واهن من مسجد السهلة يتمتم:لئن بسطت يدك اليّ لتقتلني….من بين هذا وذاك تخرج من احدى الوزارات دابة صلعاء ببطن كبيرة. يسيل زبد الطمع من بين شفتيها وتصرخ:أقطع نزاع القوم !غبار كثيف ينجلي عن فرس سوداء مزرقّة،رائحتها تزكم الانوف، يعتليها فارس قبيح النظرات، وبضربة سريعة يقتطع رأس (صالح) ، وبأسرع منها يطير برقبة (عباس)…..يحمل الرأسين وعليهما آثار التعجب ويشد على الفرس ويسرع نحو جهة (مجهولة)، حيث حفلات الشواء وكرنفالات الشذوذ.يقوم اتباع (عباس) و (صالح) بدفن الاجساد بلا رؤوس ، يتنازعان المجد والغباء ….ويدعي كل منهما ان الارض ارضه ، والدماء والاضرحة والحقوق والحدود ….ولا احد يتذكر الرؤوس !……..ترتسم ابتسامة الرضا على وجه الرئيس وهو يرى النهايات المفتوحة -على شاشة العرض الكبرى-وهي تتطابق مع لعبته الالكترونية الجديدة.يمسك الريمونت ، ويغير القناة الى بقعة اخرى من العالم ….