بعد امتداد عقلية الثارات التاريخية بفعل تحريك دولة الاحتلال الايراني و تشجيع دولة الوصاية الامريكية و تنفيذ سياسيي العمالة والصدفة في الرئاسات الثلاث و كتل البرلمان .و استغلال فئات لابأس بعددها من شعبنا لانقلابات الاحوال السياسية و تقلباتها ، فصار الخواص قبل العوام يتصيدون ضعف حال مكون ما و عطل دور سياسييه المصطنعين المنتفعين و غفلة مثقفيه عما يدور ، و من ثم انعدام الحيلة بيد عوامه الاقوياء الشكيمة و الخلق و الاصل المحصورين بزاوية الاضعاف و التهميش.
و يتصيد جانب آخر تفريق مكون آخر و تجهيله بافتعال الاستفزازات و اللعب على وتر العقائد و الثارات ، و الحث على استثمار فرص العهد الجديد المواتية لغرض إذلال و انتقام او تشريد . حتى بلغ الامر بعد ان فرغنا من لعبة اطلاق الارهاب عمدا في غرب الوطن لتشريد اهله و من ثم افتعال حملة وطنية من جنوب الوطن لمطاردته مستغلين حمية اهل العراق على بعضهم البعض و محبتهم و لحمتهم لقرون مديدة و تشاركهم العيش و المصاهرة ، ثم يدسون بين المحررين اناسا مضلين مضللين يحرقون بيوت الناس و يأسرون مدنييهم من الرجال ، و اناسا آخرين يعيرونهم بما وقع لهم من “مكر و تبييت” ليسبوا اعراض ابناء الاصول و من يشهد لهم بالمروءة و العفة العدو قبل الصديق. و لما انتهت مأساة السنين و استقر الناس عادوا بصرعات جديدة آخرها تسهيل امر دخول عصبة عشائرية منفلتة امس الى ديار الناس الآمنة بتواطئ امني مقصود و واضح فيقلقون امن المدينة و المسالمين فيطلقون النار على بيوتهم لسداد دين مدعى .
و لأن كل هذا و ماتقدم تفصيله لايد فعلية لجمهور الناس من الطرفين فيه ، و لإبقاء المحبة و الألفة بين اطياف شعب العراق المحب لبعضه و لأن العهد قد اختلف كما اختلف و تغير كل شيء من حولنا ، فقد آن ان يتغير وضع العراق الاداري ، و لاخوف من تقسيم او غيره ، انما تلك اوهام و ادعاءات المنتفعين من استمرار البلبلة و السيطرة العسكرية المليشياتية الفوضوية الطائفية المباشرة .
اذا التبست عليك الرؤية و اردت ان تعرف الراي الراشد في موضوع الاقليم فانظر الى موقف ايران منه ثم عاكسها . ايران تستميت من اجل منع الاقليم و هي تدعم الان كل سياسيي المكون الذي لايشاطرها العقيدة ، فقط لأجل عيون وأد فكرة الاقليم كلما برزت او ظهرت الى السطح.
انظر الى تجارب الامم المتحضرة غير البوليسية من حولنا ، كل نظامها الاداري اقاليم ، من اول سويسرا اقصى شمال الارض الى اخر امريكا و كندا اقصى غربها . و لم يحصل تقسيم و لا شيء بل العكس محبة و وطنية و يحاربون عدوهم جميعا عند الملمات و يدرسون في جامعات بعض و وزير خارجيتهم واحد و يتقدمون كل يوم .
هذه هي متطلبات العصر ، لماذا يتغير الناس عندنا في اخلاقهم و عاداتهم و حتى دينهم بحجة المعاصرة و العولمة ، و لايسمح لهم التغير في ادارتهم بنفس الحجة ، و هي اولى !
الاقليم يحمي الخصوصية المحلية للمقاطعة الصغيرة و يزيد الولاء للوطن الكبير ،
هؤلاء الكرد امامنا باقليمهم يحفظون كرامتهم و اموالهم و يقيم لهم بقية العراق كل الاحترام و التوقير، بل و يذهبون اليهم للعلاج و الدراسة و الاستجمام ، و جوازهم “الفاشل” عراقي وعملتهم “الفاشلة” عراقية و شركات الاتصال “المخزية”عراقية ، و الملفت انهم اكبر مثال للرد على مخاوف التقسيم ، فرغم اختلاف قوميتهم و جغرافيتهم بل ولغتهم و نضالهم منذ قرن لتاسيس دولة و دعم اوربا و جزء من العالم لحلمهم و تحالفهم الوثيق مع اسرائيل و و و ،،،الا انهم لم يستطيعوا الانفصال و لن يستطيعوا ، فما بالك بمحافظات تجمعها قومية واحدة و تاريخ واحد و عشائر متداخلة و دين و لغة واحدة !؟
لاخوف من التقسيم ، بل هي الكرامة المحفوظة في الاقليم ، و الحقوق المكتسبة و التطور المحلي و المنافسة بين الاقاليم تحت الحكم اللامركزي ، و اللحمة و المحبة المنطلقة من الاحترام المتبادل لكل المكونات ، بدلا من استهتار بعض شذاذهم على بعض بمسميات بغيضة تثير النعرات و يستغلها العدو و من يعملون معه . و الله المسدد لكل خير .