6 أبريل، 2024 11:11 م
Search
Close this search box.

الإقليم العربي السني بين نشوة المعارضة بانشاءه ومعارضة المشاركين في السلطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم تنتشر الاخبار عبر وسائل الاعلام وخاصة من اصوات المعارضة الموجودين حاليا سواء في خارج العراق اوالمتواجدين ضمن الرقعة الجغرافية لإقليم كردستان مطالباتهم بإقامة الاقليم العربي السني والذي رسمت حدوده الطائفية المذهبية في الفترات السابقة التي مرت بها هذه البلاد في حين اننا نسمع بالمقابل اراء مختلفة بين مؤيد ومعارض… ورغم ان الدستور العراقي قد تكفل بإقامة مثل هذه الاقاليم ضمن الحدود لبعض المحافظات والتي تتبع حاليا بإدارتها الى الحكومة المركزية في بغداد وهذا طبعا سوف يخضع الى استفتاء جماهيري من اهالي هذه المحافظات.. ولكن الملفت في الامر ان من يطالبون بإقامته ربما لدوافع قريبة من الدوافع الشخصية كونهم مستبعدين من العملية السياسية واما المعارضين لفكرة انشاء الاقليم فاغلبهم من السياسيين المتنفذين من العرب السنه المشاركين في العملية السياسية لانهم يخافون على انفسهم ومناصبهم  من الزوال نتيجة عدم رضا الشارع العربي السني على ادائهم الحالي  وربما سوف يستبعدهم من الحصول على اي منصب فيه اثناء تقسيم السلطات اذا ما تم انشاء فكرة الاقليم.. وبين هذا وذاك سوف يبقى الحكم الفيصل هو الاستفتاء الذي سوف يقوم على اساس نعم تؤيد فكره انشاء الاقليم ام لا….
اننا اليوم نعيش تحت سلطة حكومة مركزيه ورغم كل الشوائب التي ترافقها وتسلط سطوة الاحزاب فيها  الا انها نتيجة ولادة الديمقراطية الحديثة و ربما عرفنا كل التفاصيل السياسية الموجودة فيها بسلبياتها وايجابياتها ولذلك نجد ان اغلب ابناء المكون السني يخافون من المستقبل المجهول وخوفهم اكثر من اقامة الاقليم هو الحذر من طريقة الولاء لمن سوف يحكمهم لجهات خارجية وان يكون قيادته بيد عوائل معينة ونعود الى نظام الديكتاتوري السلطوي تكون فيه سلطة القبيلة قبل سلطة القانون في حين يرى القسم الاخر ان فكرة انشاء الاقاليم هي الخلاص من السلبيات التي رافقت العملية الديمقراطية ومن النظام المركزي الشمولي كونهم يشعرون احيانا بنوع من الغبن في بعض مجالات المفاصل الوظيفية  وخاصة في الاجهزة الامنية منها  او ربما يجدون ان فشل النواب الذين يمثلونهم من المكون في اعاده وتنفيذ حقوقهم كاملة وتنفيذهم لأجندات من خارج المكون اضافة الى تغليب مصالحهم الخاصة على مصلحة ابناء المكون…
ان فكرة انشاء الاقليم العربي السني تجري له اليوم الاعدادات بمؤتمرات خاصة تقوم تحت رعاية ومنظمات وهيئات دولية وسوف يكون هناك دور لدول الجوار بذلك وان هذا المشروع فور اعلانه بطريقة شبه رسمية سوف يتعرض بالتأكيد الى ضغوطات دولية وبين معارض ومؤيد من قبل هذه الدول سوف يكون للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الانكليز الدور الاكبر باتخاذ هكذا قرار لأنها تعتبر الراعي الرسمي للعملية السياسية في العراق والامر يحتاج الى رسم سياسة ادارية خاصة في الاقليم  من نواحي الامن والدفاع والدوائر الخدمية الاخرى فهل سوف يقررون العرب السنه بأغلبية مطلقة احياء فكرة انشاء اقليم خاص بهم ام انهم ما زالوا متمسكين بوحدة العراق ولا يقبلون باي طريقه كانت تؤدي الى تقسيمه على شكل اقاليم ودويلات مصغره وهذا ما سيكشفه لنا المستقبل القريب لان الاجتماعات والطبخات السياسية التي تدار خارج العراق تشير كلها الى وجود هذه الفكرة وربما يجدون انها الان ملائمة لذلك وسوف يتم بلورتها على ارض الواقع والجميع يترقب وينتظر ما تؤول إليه الايام القادمة وسوف تكشف لنا الاخبار الواردة من هناك كل التفاصيل للاجتماعات المعلنة وغير المعلنة والتي تديرها نفس الجهات التي شاركت بإدارة مؤتمر لندن للمعارضة العراقية قبل اكثر من عشرين سنة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب