كلمّا تشتدّ الأزمة والضغط والتهميش ،على الطرف السنّي السياسي،تظهر لنا دعوة الذهاب الى الإقليم السني،كورقة ضغط يخشاها الإطار التنسيقي،بل يتطيّر منها، فيعود بمغازلة خصومه ويخضع لطلباتهم ، ويتباوسون اللّحى، و(يادار مادخلج شرّ)،هذا كان يحدث في كل مرة ،ومنذ بدء الإحتلال الامريكي وغزوه العراق، خاصة وقد وضعوا (الأقاليم)، كخيار للعراقيين في دستورهم ،الذي وضعه لهم وأشرف عليه ،الصهيوني نوح فيلدمان،ومنها المحاصصة الطائفية ،كمفخخات ، تحتاجها العملية السياسية ،كلمّا دعت الحاجة لها، وكي تبقى هذه الأحزاب الطائفية والطبقة السياسية،متسلّطة على المشهد السياسي الى أمد غير منظور،ولهذا السبب جرى ماجرى في العراق ،من فشل وويلات وكوارث ليس لها حدود ، ولايمكن أن تحدث حتى في الخيال ،من الخراب والتدميروالقتل والتهجير،اليوم يعيش العراق كله، على مفترق طرق أخرى،بعد حرب غزة،وتصاعد طلب بعض زعماء الإطار التنسيقي،وبإلحاح من طهران،طرد التواجد العسكري الأمريكي من العراق بحجة مشاركته في حرب غزة ، وانتفاء الحاجة له، وغلق سفارتها وقواعدها،بل ذهبت الفصائل المسلحة الولائية ،لقصف السفارة والقواعد بشكل يومي، قابلتها إدارة بايدن بحملة إغتيالات لقادة في الفصائل ،قبل أن تتدخل طهران ،ويزور إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس بغداد،ويعقد إجتماعاً مع قادة الفصائل في مطار بغداد ،ويحذّرهم من الإستمرار في قصف قواعد أمريكا في العراق وسوريا، قبل أن تقدم أمريكا على إستهداف قادة وزعماء كبارفي الحشد والحكومة والفصائل، حسب ما ترشّحت معلومات أكيدة بذلك، أعلنها البنتاغون فيما بعد قائلاً((كان على قائمة الإغتيال هدف كبير و قائد كبير في الفصائل الولائية )) ،ويعقد هدنة مؤقتة مع السفيرة في بغداد،هذا في المشهد الإقليمي والعلاقة مع أمريكا ،أما حكومة الإطار التنسيقي، فقامت بعد خطوات كارثية على مستقبل العملية السياسية التي تحتضر، بسبب الصراعات السياسية، التي يشنّها الإطار التنسيقي على حلفائه في العملية السياسية، فبعد ان أقصى التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر ،وأجلسه على دكة الإحتياط،أقصى بعده أكبر زعامات (السنّة)، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي،( بفرّية) قانونية أنزلته من منصة البرلمان الى الشارع، ليقود حملة كبرى لمواجهة وإفشال خطة خصومه، وشاهد العالم حجم التعاطف الجماهيري في الانبار ،وأقضيتها ونواحيها ،وزيارات رئيس الحكومة والجمهورية والشخصيات الكبيرة ،بمن فيهم السفيرة الأمريكية لبيت الحلبوسي في الفلوجة واللقاء به، وتطييّب خاطره، وهكذا حينما حصلت إنتخابات مجلس المحافظات، حصل حزب تقدم على أعلى الاصوات ،واكبر عدد من المقاعد في الانبار وبغداد والموصل وصلاح الدين وغيرها،وكان آخر خطوات الإطار التنسيقي، هي محاولة إقصاء وتهميش إقليم كردستان العراق، بإصدار قرارات مصيرية من قبل المحكمة الإتحادية ، بضغوط كبيرة من جهات في الإطار وايران،ومن هذه القرارات،توطين رواتب الاقليم، والسيطرة على المنافذ الحدودية،في خطوة إستباقية لتفكيك الاقليم ،وتحجيمه وسحب الإعتراف به ،مما خلق أزمة كبيرة بين الاقليم والإطاروالحكومة، مازالت تتفاعل وتتصاعد الاتهامات والتصريحات الإستفزازية بين الطرفين، نراه تتجه للتصعيد الذي يدخل العملية السياسية ،بنفق لايخرج منه أحد،خاصة وهناك إشاعات بتحشيد عسكري إيراني على حدود الإقليم ،لتخويفه والضغط عليه بقبول قرارات الإطار التنسيقي،بعد أن رفض الإقليم عملية إخراج الامريكان من العراق، وغلق وقواعده وقنصليته، التي تعدّ أكبر قنصلية أمريكية في الشرق الأوسط في كردستان ،إذن السيناريوهات الثلاثة إبعاد وإقصاء الصدر والبرازاني والحلبوسي، عن مصدر القرارالسياسي، وتفرّد الإطار التنسيقي في الهيمنة والسيطرة ،على القرار السياسي والقضائي والبرلماني، أجبر الحلبوسي وحزبه وعشائر المحافظات المحررة، المطالبة (بالإقليم السني)، خاصة بعد صدور قرار المحكمة الإتحادية( بعدم حسم رئاسة البرلمان)، وإبقاء البرلمان بلا رئيس ،الى موعد الإنتخابات البرلمانية (بتوجيه وضغط من الإطار التنسيقي)، لإستكمال بقية أجندته ،في الإقصاء والتهميش، والتفرّد بالقرار السياسي والبرلماني الى مابعد الانتخابات واستحكام السيطرة المطلقة على العراق،هذا ما أجبر عملية المطالبة الجدية بإقامة الإقليم السني، في حراك يقوده محمد الحلبوسي وشخصيات نافذة عشائرية وإجتماعية وسياسية في المحافظات الغربية،مستغلاً ومستثمراً الخلافات والصراعات بين الإطار والاقليم والتيار،وإستحواذ الإطار التنسيقي بقوة قانون سانت ليغو المشبوه ومطاطيته ،على محافظات مجالس محافظات الغربية وبغداد والوسط،وإبعاد الفائزين في هذه المحافظات، بتطبيق سانت ليغو على المزاج الإطاري المعروف ،منذ فوز اياد علاوي والصدر والحلبوسي الى يومنا هذا،وحينما أيقن الإطار أن ذهاب المحافظات الغربية الى الإقليم، سيكلفه غالياً جدا، وسيحرمه من مصادر،وموارد لايملكها الجنوب والوسط ويفلت من يديه نصف العراق،ويشكّل الإقليم السني ،خطراً مباشراً على إيران وتركيا،وتقوية لإقليم كردستان العراق،وربما تظهر مطالبات في البصرة وغيرها، باقليم على غراره، لهذا أصدر رئيس المحكمة الاتحادية، قراراً يخالف الدستور العراقي، ويرفض ويمنع إقامة إقليم سني ،وبعد كل هذا الحراك والجدل والصراع ، أرسل الإطار التنسيقي (مضطراً)، وبتوجيه خارجي السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي الى الانبار، وزيارة شيوخها ووجهاؤها وشخصياتها المؤثرة ، واللقاء مع الحلبوسي نفسه، حاملاً طلباً ورجاءً، وربما رسالة إيرانية تحذيرية، بعدم المطالبة بإقامة الإقليم السني،وتسوية الأزمة مع الإطار وديّاً،وتلبية مطالب الحلبوسي والانبار وأهلها ، وشاهدنا السيد الحلبوسي بعد زيارة الفياض مباشرة ، في ضيافة السوداني ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس القضاء الأعلى،لتسوية وتهدئة الأوضاع سياسياً،بعيداً عن زعماء الإطار، الذين فضّلوا الصمت والرضى على مايقوم به السيد الفياض ،من وساطة لحلحلة الخصومة مع الإطار، وربما إعادته الى رئاسة البرلمان، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، كترضية وإعادة إعتبار،ونعتقد أنّ عملية المطالبة بإنشاء إقليم سني ،بعد زيارة الفياض للحلبوسي والانبار، وشيوخها وفي مقدمتهم الشيخ علي حاتم السليمان( العدو اللدود للإطار)، والتي واجهت عاصفة شديدة، من النقد والتهجم والمطالبة (بعزل وطرد) الفياض من هيئة الحشد، من قبل الفصائل المسلحة ،ورفضهم الزيارة،تعدّ فاصلة بين طرفي النزاع،وإن عملية المطالبة بإقليم سني ، لم تكن إلاّ عملية ضغط وتهديد للطرف الآخر، لإسترداد حقوق أطراف سياسية، ولم تكن دعوة حقيقية،فهي ورقة سياسية تستخدم عند الحاجة،ولم يكن الإقليم ،هدف مركزي حقيقي للمحافظات الغربية، التي ترفض الأقاليم جملة وتفصيلاً، بل ترفض دستور بريمر كله،ولم تصوّت عليه هذه المحافظات في حينها، عدا الحزب الاسلامي،نجزم أنّ عملية المطالبة بالإقليم ،هي عملية مناورة وإبتزاز سياسي، وليس هدف وقناعة وضرورة ملحّة، في وقت تهمش وتظلم وتستهدف المحافظات الغربية المحررة ،من قبل حكومة ألإطار التنسيقي ،بإجراءات وقرارات تعسفية وظالمة، في إستهداف واضح منظّم ومقصود لاهل الغربية،والدليل القرارات الجائرة لهضم حقوق شهداء هذه المحافظات بعد التحرير، وبقاء الآف الأبرياء مغيبين ومسجونين والمهجرين والنازحين،بلا حقوق بإنتقام مقصود، لم يشهده التأريخ، إذن فالإقليم الذي ينادي به سياسيو الغربية ولاينتزع هذه الحقوق، هو كذبة كبيرة ، لتحقيق مصالح كبرى….!!!!