19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

الإفرازات المُقبلة للأستفتاء!

الإفرازات المُقبلة للأستفتاء!

لم يعد مجدياً ” دولياً واقليمياً ” توجيه اية دعوات او نداءات للسيد البرزاني بتأجيل الأستفتاء , فالأستفتاء ماضٍ في دربه , ورئيس الأقليم لم يترك ايّ خطٍّ للرجوع عن موقفه , وتبنّى الخطاب التصعيدي منذ البدء .

يبدو وكأنّ هنالك أمراً مخفٍ في الإندفاع المتطرف للبرزاني , مّما يجعل المرء ” في زاويةٍ سيكولوجيةٍ ضيّقة لأن يفترض جزافاً او بعقلانيةٍ عبثيّة بأنّ < اعتراض واشنطن ولندن وباريس على الأستفتاء , ما هو إلاّ خدعة تمويهية للتغطية على تشجيع مسعود البرزاني للمضي قدماً والتعجيل بالأستفتاء .! > , حيث وبعكسه فعلى ماذا يستند رئيس الأقليم في هذا الأصرار والتمادي .!

هنلك عدة زوايا للنظر الى ما سيعقب الأستفتاء من تطورات ومفاجآت متوقعة وغير متوقعة , ففي واحدةٍ من زوايا النظرِ هذه , فأنّ الإعلام العالمي لم يتعامل بتركيز مع خبر مقتضبٍ وردَ من اسرائيل منذ نحو اسبوع بأنَّ 200 000 كردي يهودي من اصل عراقي بصدد تواجدهم في الأقليم .! لكنه وفق معلوماتنا فأنّ مجموع الكرد اليهود من العراق وايران وتركيا وسوريا لا يصل الى 150 000 نسمة .! ومن الواضح من خلال ذلك أنّ قوات اسرائيلية ” من مختلف الصنوف ” ومطعمة ببعض الكرد , لا بدّ أن وصلت منذ وقتٍ مضى الى الأقليم وبشكلٍ مموّه , وإلاّ على ماذا يستند مسعود البرزاني في تصلّبه هذا .! وهنا نقول ايضا بأستحالة عدم معرفة CIA مسبقاً بهذا الأمر وكذلك MI6 – المخابرات البريطانية , وحتى سواهم ايضاً .!

من المداخلات الأخرى في هذا الشأن , فهنالك انطباعات لدى الكثيرين من الوسط الأعلامي ومن الشارع العراقي بأنّ قوات تركية وايرانية وعراقية ” ومعها الحشد الشعبي ” سوف تجتاح الأقليم وصولاً الى اربيل , ومن ضمن هذه الأنطباعات أنّ استعادة وتحرير كركوك قد غدت شبه محسومة وفق الحسابات الفنية العسكرية العراقية , على الرغم من عدم صواب الجزم المسبق في نتائج المعارك ومفاجآتها .

شخصيّاً , لا اجد أنّ الحكومة العراقية ولا وزارة الدفاع العراقية قد مارست الحرب النفسية لمواجهة التطورات المقبلة .! , ثمّ بالرغم من أنّ قيادة العمليات العسكرية ادرى من غيرها بمتطلبات الأحداث الأمنية على امتداد الساحة العراقية والمعارك الدائرة مع الدواعش في مناطق مختلفة من غرب العراق , إلاّ اننا نرى من نواحٍ سياسية وأمنيّة وخصوصاً بما يتعلق من ضرورات الحرب النفسية , أن كان لابدّ من تحشيدٍ مكثّف للقوات العراقية على طول الحافات المتعرجة للأقليم , ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للتلميح بالأستفتاء , ومع ذلك فيمكن تجاوز هذا الأمر , ولا يزال لبغداد مفاتيحٌ اخرى .!

وعلى الرغم من أنّ رئاسة الوزراء العراقية ومعها القيادة العسكرية العليا لها حساباتها الخاصة في مواجهة التطورات الساخنة القريبة , لكننا ايضاً لم نلمس أنّ قيادة الدولة قد هيّأت الشارع او الجمهور العراقي نفسياً وغير نفسيٍّ للأستعداد لمواجهة التطورات المحتملة القادمة , بالرغم من أنّ عموم الجمهور العراقي مهيّأ تلقائياً وعاطفياً وفكرياً للأحداث القادمة .

إنّ اخطر مقولةٍ عسكريةٍ مُسلّماً بها اصلاً هي < التوقّع لهجوم العدو من الأمكنة غير المتوقّعة > وبهذا الصدد لفتنا النظر ” في تويتر ” من الخطورة المحتملة او الأفتراضية لقوات البيشمركة التابعة لرئاسة الجمهورية في بغداد والتي تأتمر بالسيد فؤاد معصوم او حتى بالسيد البرزاني ” حيث لا فرق الآن ! ” .

وايضاً , من الصعب اذا لم يكن من المحال وجود وحدوث اتصالاتٍ ولقاءاتٍ سريّة وعسكرية مشتركة بين انقرة وبغداد وطهران للتنسيق على ردّ الفعل النّاري على الأستفتاء , لكننا في الإعلام لم نسمع سوى عن لقاء مشترك بين وزير الخارجية العراقي ونظرائه الأيرانيين والأتراك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك , بينما كان الإعلان ” اعلامياً ” لهكذا لقاءات مفترضة مفيدٌ للغاية على الصعيد الإعلامي

ال 48 ساعة القادمة وما يليها فوراً , قد تحمل مفاجآتٍ ما ” قد لا تغدو ايجابيةً بالمطلق ” , لكنه من زاويةٍ سيكولوجيةٍ – عاطفية فأنّ تصريحات القيادة التركية , وتلميحاتٌ ايرانية واضحة , بالأضافة لما مفترضٌ أن هيّأته الدولة العراقية , فأنه يبعث على الطمأنينة النفسية وسواها كذلك .!