21 مايو، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

الإفترائية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الفرية : الكذب

إفتراه : إختلقه

الفري: الأمر العظيم. “لقد جئتِ شيئا فريا”

وقال الأصمعي: فَرِيَ يَفري : غذا نظر فلم يدري ما يصنع

وفريت: دُهِشتُ وحِرْتُ

يفري: يقطع.

وكما تعلمون فإن الكذب سلطان , وعنوان للمآسي والتداعيات التي بدأت وما إنتهت , واتخذت سبلا أخرى ما كان يعرفها أو تخطر على باله , فأصبحت الديمقراطية قناعا للكذب , وما هي بالمقصودة حقا وإنما ما تشاهدونه من الويلات والتداعي والتشظي والإنقسامات , والتشرذم الخلاق التوجهات والأهداف والغايات.

حتى أصبحنا نرفع رايات ورايات , ونسعى لتفتيت أبجديات لغتنا لتعجز عن التوافق والتآلف في كلمة واحدة , وإنما سنحقن حروفها الجميلة بطاقات تنافرية , تمنعها من الإتيان بكلمة واحدة ذات معنى وقيمة ودور في حياتنا التي ما عادت ملكا لنا , وإنما هي ملك مشاع للآخرين الذين كتبوا لنا دستورنا الديمقراطي العجيب.

الإفترائية عنوان القرن الجديد ونظريته وجوهر ستراتيجياته , فما عليك إلا أن تفتري وتدّعي فتفري, حتى تكون سمينا وجاهزا للفري على موائد الذين أوهموك بالقوة والقدرة على إمتلاك الزمان , وتكون العنوان لكل خطيئة وآثمة وجريرة وبهتان.

وما أكثر الإفتراءات وأصخبها وأقدرها على الفعل والتأثير في مسيرة الأيام , التي تزداد قتامة وقحطا وإجحافا وسعيرا , ومواقدَ لإحراق البشر المخمور بفريات المفترين الذين يسبّحون بحمد كل شيطان رجيم.

الإفترائية تحولت إلى قيمة وسلوك ثابت في تفاعلات الأيام , وما تحققه من تداعيات وخسران وتفاقم للأزمات , والويلات والإحتراقات الوطنية والعقائدية والإجتماعية.

وبسبب هذه الستراتيجية الأثيمة الملتهبة المروعة , تحول الدين إلى بركان هائج ينثر حممه في جميع الجهات , ويحطم أركان الحياة ويشوه معالم الوجوه البشرية , ويلونها بالحروق ويفقأ عيون الحقيقة والبرهان.

الإفترائية لها قادة وساسة وأقلام ووسائل إعلام , ودمى وطوابير مؤجرة تلهث بإسم أنبياء الإفترائية ورسلها وأعلامها , والحاملين لراياتها ورسالاتها للناس المعذبين في أرض الله التي ما عادت واسعة.

فتحية لأئمة الإفترائية وفقهائها وكتابها وأبواقها , ومحترفي سياساتها والمعبرين عن أهدافها وغاياتها , وأظنهم سيستيقظون من سكرة الإفتراء , يتحشرجون بغصةٍ ما بعدها غصة وهم يرددون “وإذا المنية أنشبت أظفارها…ألفيت كلّ تميمةٍ لا تنفع”!!

فإلى متى ستبقى الإفترائية تزعزع أركان حياتنا السمحاء؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب