من الفرية : الكذب
إفتراه : إختلقه
الفري: الأمر العظيم. “لقد جئتِ شيئا فريا”
وقال الأصمعي: فَرِيَ يَفري : غذا نظر فلم يدري ما يصنع
وفريت: دُهِشتُ وحِرْتُ
يفري: يقطع.
وكما تعلمون فإن الكذب سلطان , وعنوان للمآسي والتداعيات التي بدأت وما إنتهت , واتخذت سبلا أخرى ما كان يعرفها أو تخطر على باله , فأصبحت الديمقراطية قناعا للكذب , وما هي بالمقصودة حقا وإنما ما تشاهدونه من الويلات والتداعي والتشظي والإنقسامات , والتشرذم الخلاق التوجهات والأهداف والغايات.
حتى أصبحنا نرفع رايات ورايات , ونسعى لتفتيت أبجديات لغتنا لتعجز عن التوافق والتآلف في كلمة واحدة , وإنما سنحقن حروفها الجميلة بطاقات تنافرية , تمنعها من الإتيان بكلمة واحدة ذات معنى وقيمة ودور في حياتنا التي ما عادت ملكا لنا , وإنما هي ملك مشاع للآخرين الذين كتبوا لنا دستورنا الديمقراطي العجيب.
الإفترائية عنوان القرن الجديد ونظريته وجوهر ستراتيجياته , فما عليك إلا أن تفتري وتدّعي فتفري, حتى تكون سمينا وجاهزا للفري على موائد الذين أوهموك بالقوة والقدرة على إمتلاك الزمان , وتكون العنوان لكل خطيئة وآثمة وجريرة وبهتان.
وما أكثر الإفتراءات وأصخبها وأقدرها على الفعل والتأثير في مسيرة الأيام , التي تزداد قتامة وقحطا وإجحافا وسعيرا , ومواقدَ لإحراق البشر المخمور بفريات المفترين الذين يسبّحون بحمد كل شيطان رجيم.
الإفترائية تحولت إلى قيمة وسلوك ثابت في تفاعلات الأيام , وما تحققه من تداعيات وخسران وتفاقم للأزمات , والويلات والإحتراقات الوطنية والعقائدية والإجتماعية.
وبسبب هذه الستراتيجية الأثيمة الملتهبة المروعة , تحول الدين إلى بركان هائج ينثر حممه في جميع الجهات , ويحطم أركان الحياة ويشوه معالم الوجوه البشرية , ويلونها بالحروق ويفقأ عيون الحقيقة والبرهان.
الإفترائية لها قادة وساسة وأقلام ووسائل إعلام , ودمى وطوابير مؤجرة تلهث بإسم أنبياء الإفترائية ورسلها وأعلامها , والحاملين لراياتها ورسالاتها للناس المعذبين في أرض الله التي ما عادت واسعة.
فتحية لأئمة الإفترائية وفقهائها وكتابها وأبواقها , ومحترفي سياساتها والمعبرين عن أهدافها وغاياتها , وأظنهم سيستيقظون من سكرة الإفتراء , يتحشرجون بغصةٍ ما بعدها غصة وهم يرددون “وإذا المنية أنشبت أظفارها…ألفيت كلّ تميمةٍ لا تنفع”!!
فإلى متى ستبقى الإفترائية تزعزع أركان حياتنا السمحاء؟!!