23 ديسمبر، 2024 4:39 م

الإعلام وروح المواطنة ..!

الإعلام وروح المواطنة ..!

يحدث الان في العديد من القنوات الفضائية ،تصعيد اعلامي غير مسبوق منذ سقوط حكومة صدام وخطابها الحربي وجهودها في عسكرة المجتمع ، وتوجيه الأنظار والجهود نحو عدو بدافع ايقاف اية اسئلة او استحقاقات مدنية أو حريات أو مطاليب .
قطعات من الجيش العراقي تشن حملة تطهير في صحراء الأنبار والجزيرة ضد تواجد خلايا وانفار من القاعدة ، ورغم ان هذا النشاط جاء متأخر عن وقته ، ويعلله البعض ؛ محاولة من الحكومة لاسترداد شعبيتها المفقودة قبيل الأنتخابات ..!
اعطاء هذا الزخم الإعلامي وتصوير الأحداث في اجواء حرب واناشيد حماسية وعودة مشؤومة لقصائد الشعر الشعبي وفرق الرد التي سادت لأكثر من ربع قرن من حروب صدام ..؟ هذه المعطيات جعلت البعض يتهكم بتوصيفها ب “القادسية الثالثة” ويتخيل اطلالة المالكي بالزي العسكري الذي خلفه صدام في هزيمته الأخيرة وهو يقرأ بيانات الحرب ..!؟
ان مايدعو للريبة ويخلق اجواءا من الشك والمخاوف هو هذا التهويل بهدف صناعة عدو وهمي ، وتكريس الجهود لمواجهة أزمة وطنية كبرى تنتهي بزج البلاد في حروب عبثية مناطقية وطائفية وخلق بيئة مشابة للوضع في سوريا ، مايعني ايقاف اي نوع من الحياة المدنية وعسكرة المجتمع ، وتحويل الوطن الى ساحة تقاتل ، وخنادق ميليشيات في ظل حياة طوارئ واستمرار حكومة المالكي بعد ان يصبح تأجيل الأنتخابات أمر واقع..!؟
الإعلام العراقي ينبغي ان ينتصر الآن لمفاهيم المواطنة وحماية الحقوق المدنية ، ومواجهة اي محاولات في خلق تبريرات لعودة مفاهيم الحروب والعسكرة .
الشيء الآخر والمهم ايضا ان يصار الى الفصل بين الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين ، والواجبات الأمنية التي يقوم بها الجيش في واجبه المتأخر منذ سنوات .
وماهو اكثر أهمية في هذا السياق ان لاتنعطف عمليات الملاحقة والتطهير لصحراء الأنبار صيغة التحدي أو الصراع الطائفي ، انما في كشف ابعادها الواقعية بكونها معركة بين العراقيين بكافة طوائفهم من جهة ، والقاعدة من جهة أخرى .
[email protected]