23 نوفمبر، 2024 7:28 ص
Search
Close this search box.

الإعلام والدور الخبيث …والركوب السيستاني  لموج التظاهرات

الإعلام والدور الخبيث …والركوب السيستاني  لموج التظاهرات

الدولة المدنية، هي دولة تحافظ وتحمي كل أبناء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والفكر، تقوم على أساس مجموعة من المبادئ التي ينبغي توفرها جميعا دون نقص لأي منها، وإلا فلا يمكن أن تقوم الدول المدنية، ومن أهم تلك المبادئ، المواطنة والديمقراطية وسيادة القانون والفصل بين السلطات، وتفعيل دور التعليم والبحث العلمي، ونشر ثقافة التعايش السلمي، والدين في النظام المدني عاملا في بناء الأخلاق  ومصدر طاقة نحو البناء والتقدم والتطور فهي لا تعادي الدين وإنما ترفض تسييس الدين وتوظيفه واستغلاله لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن والمواطن وغيرها من المبادئ.
التظاهرات الجارية في العراق كشفت عن وعي جماهيري  قلب السحر على الساحر يتوق إلى التغيير الجذري الحقيقي لتتمخض عنه حكومة مدنية عادلة بعد أن ذاق الشعب جحيم تسلط الأحزاب الدينية ( اللادينية) بمباركة ودعم وحماية المرجعية التي أوجبت انتخاب القوائم الشيعية “169” و”555″، وحرمت التظاهرات التي كادت أن تطيح برأس الفساد المالكي وزمر المفسدين، وكان من المفروض على الإعلام بكل أنواعه ووسائله أن يلتحق بركب الشعب المنتفض، ويمارس دوره الهام الحر النزيه المحايد في رفد طموحات الجماهير، بعد أن ينفض عنه غبار التبعية واللهث خلف الأموال، ويغير من واقعه الذي جعله في خانة المتسببين في خراب الوطن والمواطن، لأنه كان ولا يزال أداة رخيصة بيد من تسبب في ذلك، لكن الإعلام أبى إلا أن يكون في ركب من ساق العراق من سيء إلى أسوأ حتى في هذه المرحلة، من خلال تهيئة الأرضية للمرجعية الانتهازية التي غررت بالناس وخدعتهم طيلة هذه السنوات لركوب موجة التظاهرات التي أقلقتها وأربكتها، وصعقها شعار(باسم الدين باكونه الحراميه)، فراح الإعلام يبوق ويزوق ويروج لها ويصنع لها  انجازا وهميا قائم على سرقة جهود وتضحيات المتظاهرين وإلصاقها بها…، متجاهلا عن علم وعمد أنها هي من سلطت السراق والفاسدين ودافعت عنهم، في حين أن الحقيقة الساطعة هي أن ما حصل من انجاز هو بسبب جهود المتظاهرين، وهذا ما أكد عليه المتظاهر والناشط الصرخي الحسني في خطابه الذي وجهه للجماهير، الموسوم “من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني” حيث قال: (( 7ـ القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، أما إقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لأنه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك )).
 فهل من المدنية سرقة جهود الآخرين وإلصاقها بغيرهم؟!، وهل من المدنية اختزال إرادة ومصير شعب متعدد الأطياف برمز ديني واحد، ودين واحد ومذهب واحد؟!،وهل من المدنية تسييس الدين أو الرمز الديني وتوظيفه واستغلاله لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن والمواطن؟!، وهل من المدنية المحاباة على حساب معاناة الناس؟!، وهل من المدنية الالتفاف على إرادة المجتمع أو تسويفها أو التغرير به؟!، وهل من المدنية التعامل بازدواجية مع ملفات الفساد والمفسدين؟!،وهل …وهل… ؟!، هل تعرفون معنى المدنية والحكم المدني؟!، فإذا كنتم لا تعرفون هذه المسلمات فأي إعلام انتم؟!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات