الإعلام هو الهرم الرابع للسلطة، ولا يمكن أن يخلوا من التبعية أو الفساد، فهو مؤسسة كبقية المؤسسات، ممكن أن يستشري الفساد داخلها.
أفضل وسيلة لإيصال ما تريد إلى جمهورك، هو الإعلام سواء المرئي أو المقروء أو المسموع، بالإضافة إلى إعلام التواصل الاجتماعي (سوشيل ميديا).
إن الإعلام بكل مفاصلة، يكون هدف الأحزاب السياسية، للوصول إلى السلطة، بعيداً عن ما إذا كانت أهدافهم، ذات طابع خدمي للبلد، أم لإستغلالها لأغراض شخصية أو حزبية، بالإضافة إلى الجيش الإلكتروني، المتمثلين بالصفحات الوهمية، أو الأشخاص الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، الذين يتم إستخدامهم، لإيصال أفكار التيار أو الحزب، إلى افكار الشباب بمختلف الطرق، بسبب كثرة مستخدمين السوشيل ميديا.
التبعية في الإعلام وعدم نزاهتها، وإستخدامها للطرق الملتوية، في إخفاء الحقيقة، أو التسقيط الإعلامي الذي يحدث الآن، على صعيد السياسة العراقية، وحتى على الصعيد العربي، جعل مفهوم الأخلاق المهنية، ينسلخ وبشكل تام من مفهوم الإعلام، ينقسم الإعلام السياسي في العراق، بين الثابت و غير الثابت، الأول يكون عن طريق تبني الأحزاب، لبعض الكتاب والناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، ودعمهم مادياً وتطويرهم، لكي يكونوا أداتهم للوصل إلى المجتمع، بمختلف مكوناته، والثاني يكون هو المتجدد، حيث يتم تبني أعداد غير ثابته وتطويرهم، ولكن بدعم بسيط جداً، لكي ينشروا أفكارهم على الصعيد الإجتماعي، وبكل سهولة يحققون ما يبتغون إليه، وأغلب القسمين الثابت والمتجدد، يتم إستخدامهم بالتسقيط السياسي، وبكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، بعيداً عن أي أسس للمهنية.
عندما يفشل الحزب أو التيار، في إدارة السلطة التي يشغلها، تسقط مصداقيته لدى المجتمع، كل هذا يعود سلباً على مصداقية إعلاميهم، أو بالأحرى أدواتهم، التي تعتبر حلقة وصل بينهم وبين المجتمع، لأنه بفشل التيار أو الحزب، سوف تسقط مصداقية، من أوصل أفكار هذا الكيان السياسي إلى الجمهور، والمتضرر الأكبر، هم مستخدمين الإعلام الثابت، عكس الأقل تضرراً وهم أصحاب الإعلام المجدد، لأنه عند سقوط مصداقية أحدهم، سيظهر شخص آخر بنفس الأهداف، ولكن بطرق إيصال أخرى، وكلى الطرفين يستخدم لنفس الغرض، والمستفيد هم مستخدمين الإعلام المتجدد، لأن كل الطرق تؤدي إلى روما.
عندما تكون أهداف التيار السياسي سامية، وتخطط بشكل جدي، لتحقيق مجتمع ثقافي متطور، سوف يستقطب كافة الإعلاميين المهنيين، والناشطين أصحاب المبدئ، وبالتالي سيحقق ما يرمي إليه، بعيداً عن أي تسقيط ،وسبل غير مشروعة، ولكن الأهم هل سيتحقق هذا التيار النزيه ويستقطب هذا الإعلام؟