23 ديسمبر، 2024 12:08 م

الإعلام المزيف في ساحة سهلة الإختراق

الإعلام المزيف في ساحة سهلة الإختراق

يستمر مسلسل التزيف والتضليل على قدم وساق؛ بدوافع سياسية وأموال وغايات خطيرة، بأدوات إعلامية بعضها تعلم، وآخرى لغرض التكسب.أليس الأمر يدعو للإستغراب بإخفاء الحقائق وكم من أخبار مزيفة كاذبة؛ ترسم مأساة وخيبة لا أمل في مستقبلها.يفرح كثيرون عند مصائب غيرهم، ونقرأ في الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي تعليقات، وصور ومقاطع فيديو كاذبة، وإعاد صور مثل فعل داعش بفبركة صورة ماضية لإثارة الأحداث، ويمضي مسلسل تزيف وأموال طائلة ممنهجة تهاجم معظم الجهات السياسية، وتتحدث عن كل شيء بسواد، وترمي غيرها لتبرير فشلها وفسادها، أو تضخيم أخطاء الآخر، وهكذا أديرت دفة البلاد وحُملت أخطاء وخطايا كبيرة.لم تترد بعض الأحزاب من إستخدام أسوء اساليب التسقيط، ولم تتراجع عن حديث الطائفية؛ لكسب قواعد الجماهير بالتضليل والتنكيل، وجندوا آلاف المرتزقة لإدارة المواقع الإلكترونية؛ بمهمة التشويه وتعميم الفساد، وبات التركيز على الشخوص وترك القضايا الأساسية والمليارات التي نهبت؛ بأسم مهرجانات الضحك على الشعب، وإمتيازات وصلاحيات المقربين على حساب مصلحة الدولة.إبتلينا بالجهلة والأمين داخل العمل السياسي، وخلفهم جوف إعلامي من الببغاوات وعبدة السلاطين ونحات تماثيل الأوثان، ولم نعد نرى إحترام لمهنة السياسة والإعلام؛ برش الأنوف بالرشوة والنشوة، وزجت في الظلام أقلام نظيفة للإستهداف والإبعاد عن أداء دورها الوطني، لدرجة صارت الفضائيات تجتر الدعايات وتروج الشائعات، وتُصعد المواقف السياسية على تعليق فيسبوكي، وتناوله سياسي لا يجيد قراءة ما بين سطور الكلام ولا صحة المصدر، وجر الى حلبة الصراع كثير من المشاهدين والأبرياء البسطاء.أبتعد الصورة عن الكلمة، وصار التحليل يباعد الحقائق، وبينما يبحث العالم المتقدم الى إستخدام التكنلوجيا لتقريب المساحات وطوي المسافات؛ كان لنا نصيب في عكس الحقائق والوقائع، وتجزئة الجزئيات وتقسيم المقسمات؛ في ساحة سهلة الإختراق ومتطلعة لضوء في آخر نفق الكبت، وباحثة عن إشباع أبسط رغبات الحياة الإنسانية، والعودة من عزلة الإنغلاق عن مجريات التطور الحضاري، فما كان من الساسة سوى إقتياد الجماهير الى الطائفية والقومية والعشائرية، وإستخدام الإعلام كوسيلة تأثير بكم شاشات عملاقة ملونة؛ تخطف الأبصار بتقنيات التنويم الشعاراتي وقادات الضرورة، ونبش التناقضات والمناطق المؤلمة لديمومة الخلافات وتجهيل المنطلقات والملتقيات.إن بعض القوى السياسية إعتمدت طرق وعرة معقدة، ومزجت التناقضات، وزجت الخصوم والمنافسين في دوامة التسقيط؛ لإستلام زمام الأمور، وإعتمد أفكارهم بعض المحللين والناشرين وأصحاب الرأي، وتركوا مهنية السلطة الرابعة الى تابعية القلم والفكر، وتقديس رموز بلا رمزية، ونقل لعواطف الشرائح من الحياد الى الخلفية والتبعية العمياء.يستمر مسلسل الكذب والتزييف؛ طالما تعتقد بعض القوى أن السلطة وسائلها دموية همجية، وبيدها أبواق رعاع إعلامية. هناك أموال طائلة ومواطن تحت تأثير التنويم الشعاراتي، والحرب قذرة وجهات معروفة باعت ضمائرها، وغير معروفة تُريد التسلق على الرقاب، وبيدها آلاف المواقع والصحف، وعلى إستعداد لإسقاط البلاد في المستنقع؛ وبسطاء لا يميزون بين الخبر المفبرك والصحيح والصادق الوطني، والمخادع المجند، وتنتشر الأكاذيب والمزيف أكثر قبولاً من الحقيقة، وبما أن الإعلام يرتكز على المادة والصناعة والأدوات؛ لهدف الوصول للحقيقة، وتقديم خدمة جليلة بمهنية وحيادية ونزاهة؛ صار واقع مزيف من مادة سياسية قذرة وصناعة أيادي خبثة، وأدوات إعلامية مكسبية تسلقية.