23 ديسمبر، 2024 8:42 ص

تعلمنا خلال حياتنا ، وتصفحنا السيرة الذاتية للإعلام المقروء والمرئي والمسموع ، تجولنا فيه بما قدر لأعمارنا أن نستغل أي مناسبة لمتابعة الإعلام بأصنافه الثلاثة المقروء والمرئي والمسموع، فوجدنا اختلافا كبيرا  بين ما يطلق على الإعلام بكلمة  نزيه ونقل الحقيقة   وانه يمثل الصدق والمهنية ، وبين  الحقيقة الإعلامية المزاجية  ، الأعلام أساسه ثلاثة أطراف حسب تقديري، {الكاتب  والمال  والأهداف} ، والمادة الرئيسية للإعلام هي نقطتان  الفكرة والحوادث , ولا يمكن لأي كاتب أن يفلت من هذه الثوابت المذكورة ، ويضاف لها صنف له علاقة ماسه بالإعلام هو الأدب والشعر والفن  والقصة والإشاعة ، نعم يمكن لطرف واحد أن ينشر جزء من الحقيقة المصلحية هو الإعلان التجاري .. وما عداه يخضع الإعلام  لمزاجات تجري مجرى الدم في العروق، وقد يعترض شخص ما على هذا الرأي بان  هناك منصفون  ومهنيون  يكتبون ضد  طائفتهم أو قوميتهم أو حزبهم … الخ ، أقول نعم هذا يكتب بسبب عقيدة يؤمن بها عكس توجهات طائفته أو قوميته أو يختلف مع ساسة بلده  فيهاجم طائفته أو قوميته.. أو الحكومة التي ينتمي لها قوميا أو مذهبيا أو حزبيا ، هذا حين يتضرر ماديا من بني جنسه ، أو هناك جهة تدعمه ماليا ليحقق من قلمه الارتزاق والتلون وهو الغالب في عالم الصحافة .ولكن حين تقدم له وظيفة تدر مالا يكون قلمه بجانب القوم وخبزته … فلا نستغرب لو سمعنا شاعرا علمانيا قضى ثلثين من عمره يمدح الماركسية  شعرا وكتابةَ ويستهين بالشعائر الدينية ولا يصلي ولا يعرف التدين  .. وحين تعرض عليه فضائية دينية تقديم برنامج شعري بمناسبة عاشوراء ، يصبح الرجل حسينيا أكثر من الحسينيين ويرتدي ثوبا اسودا ويتعامل مع الرواديد والخطباء ، وذاك يكتب في صحف دينية صرفة ، ويكتب في مقابلها صحف تميل للعلمانية يهاجم فيها التدين والقوانين الإسلامية وهنا يهاجم العلمانية بنفس الوقت ..!!!   
 أما الأعلام المرئي ، فانه مزاجي بامتياز بعد تراجع الإعلام المسموع في القرن الحادي والعشرين وسيطرته على عقول العامة الأغلبية  ، مثلا  نلاحظ اليوم قناة  الشرقية أو بغداد أو وصال والرافدين وأمثالها بالتبني والتوافق الفكري ، لا تذيع  خبرا ولو عاديا يصب في مصلحة الحكومة العراقية بل تعتبر أي مادة غير مقبولة اجتماعيا ،  سببها الحكومة وبالتحديد المقصر رئيس الوزراء  .. هذا  بسبب موقف مدراء تلك الفضائيات ومموليها من التشيع في العراق ، يعتبرون رئيس الوزراء ممثل للشيعة فقط  ، سبب هذا لم يكن في تاريخ العراق كله أن يكون شيعي رئيس وزراء بالعراق  بل كان أولياء نعمتهم فقط ..، لذا يجب مهاجمته بعنوان طائفي  لإسقاط التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق , وتحاول هذه الفضائيات أقناع السنة العراقيين إن شيعة العراق صفوين ويرجعون إلى أصول إيرانية صفوية تحديدا..!!  ، متناسين إن الأخوة السنة يتعبدون في صلاتهم بسنة صفوية وعادة مجوسية ، وهي التكتف التي ادخلها الخليفة الثاني حين اقتنع برؤية الاسارى الفرس المجوس لما  وقفوا أمامه متكتفين ، ومتناسين إن المذاهب السنية تعود لائمة من بلاد فارس الإسلامية ، وهذا لا يقدح بالتسنن مطلقا كما لا يقدح شيعة العراق توافقهم المذهبي  بشيعة إيران فما يصح عند هذا يصح للأخر مثله .ولكن اسمع الفضائيات وستشمئز روحك من كلامهم ..!!.
في المقابل هناك فضائيات شيعية يدعمها الشيعة بالتبرع الشعبي أو منظمات مجتمع مدني تدعمها ماليا ، هذه لا هم لها سوى مهاجمة المذاهب السنية لتحقق نصرا مؤزرا على السنة وتحاول إدخالهم النار .. وقد أضحى التحارب الإعلامي بالفضائيات  في هذا الزمن حدا نجم عنه القتل والتهجير والدمار وضياع فرص التقدم بالبلاد ، ولا زال الإعلام يتبجح انه يقدم الحقيقة للشعب …!! .وعدم ذكري لأسماء تلك الفضائيات نوع من الإعلام المزاجي والميل .. وهي معروفة .  أنتج هذا  الإعلام دورا مشجعا في تعبئة جميع أبناء البلدان خلف شعارات ورموز وتخندق كل طرف بمتاريس من المعلومات يقذف بها أبناء جدلته وأخوته في الوطن .. فلا غرابة أن تسمع سياسي مدعوم بفضائية نتنة تنفي جريمة عرس الدجيل ، أو تعتبر إعدام المجرمين الذين اعترفوا بقتل أعداد كثيرة من العراقيين شيعة وسنة ، تعتبرهم الفضائيات المذكورة ضحية من ضحايا الحكومة الطائفية , وان  إعدام هؤلاء القذرين المجرمين ، تعدي على حقوق الإنسان والسنة في العراق  ، ويطالبون الأمم المتحدة التدخل لإطلاق سراح الأبرياء ,,, تلك القنوات استخدمت أعراض العراقيين في حربها الإعلامية سياسيا حين رفعت صور بعض السجينات وتحدثت عن اعتداءات وانتهاك عرض الناس علنا بشكل مخزي .. وحولت المجرمة التي قبض عليها متلبسة بجرائم إرهابية أو جرائم جنائية تعتبرها مناضلة تنتمي لطائفة معينة يجب الوقوف وراءها لأنها من الحرائر … في حين حرائر الإذاعة  يلبسن ما لا يمكن الحديث عنه..
قناة قدمت تقريرا حول هروب السجناء الإرهابيين من سجن القصور الرئاسية في البصرة ، زعمت حينها إن بعض المستشارين الأمنيين  في رئاسة الوزراء هرّبوهم مقابل رشوة ، حين وقف مراسل القناة على ساحل شط العرب ليصور الجانب الأخر لشط العرب ، وكرر مرات عديدة { من هنا مروا} أي هربوا إلى إيران بمساعدة الحكومة الإيرانية .. وبعد عامين نفس القناة ، ونفس المدير يحاور الهاربين من القصور الرئاسية بعد إلقاء القبض على بعضهم ،  لم يتطرق المجرمون إلى المستشارين ولا تدخل إيراني في الموضوع أين الشفافية المزعومة وأين {نأتيك بالخبر حين وقوعه ..؟؟} أين أدنى متطلبات الشرف المهني..؟؟؟؟
الغريب إن العاملين في الفضائيات تناسوا تماما { الإنسانية} وما يسمى شرف المهنة ، مثلهم مثل بعض السياسيين الداعين ليلا ونهارا لإشعال الفتنة مثل رئيس اكبر مؤسسة تشريعية يقف في الاعتصام بسامراء ويدعو للثورة … ضد من .؟ لا ادري .!! وآخر ينعت في الإعلام الشيعة باليهود والخنازير ، وهو أكثر معتقداته يأخذها من كعب الأحبار اليهودي..!! وشيعي من هنا يهاجم بعض الصحابة بشكل يثير حفيظة السنة بلا شك وكأنه يريد إرضاء الشيعة  ، كل هؤلاء براعم فتنة أوصلوا  مستوى الإعلام إلى دون الضحل ، ذلك الذي يدعم الإرهاب ويمزق البلاد ويقتل العباد..
ومن غرائب الإعلام في بعض الفضائيات المسمومة أن تذيع الخبر عن اعتقال ارهابين عليهم مذكرة اعتقال واعترافات موثقة ، توصف المعلومة بأنها استهداف للسنة في العراق كما وصفها رئيس البرلمان حين استضافته قناة الجزيرة المعروفة بعدائها للعراق وكل شعبه سنة وشيعة .. هذه القناة لها عورة أظهرتها في فلم سقوط طائرة نقل عسكرية قالت عنها: (الجيش السوري الحر يسقط طائرة نقل عسكرية إيرانية محملة بالعتاد في ريف دمشق) وعرضت مع الخبر فلم حريق ضخم وبقايا طائرة محترقة مهشمة .. وبالصدفة اقلب الموجة إلى قناة بي بي سي الأمريكية .. فتقول  سقطت طائرة شحن أمريكية في مطار الدوحة بسبب خلل فني في إحدى محركاتها … الخ,.. وتبين إن الفلم المذكور في العربية والجزيرة يعود للطائرة الأمريكية .. ما كّذبت الجزيرة والعربية  إلا إنها غيرت اسم أمريكا بإيران .. والدوحة بالشام .. وتتسابق قنوات الضلال باستضافة شخص هارب محكوم بالإعدام تقدمه ممثلا لطائفة السنة في العراق .. واستهدافه يعني استهداف المكون كله  {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) …