10 أبريل، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

الإعلام المؤسسي … الحاضر الغائب

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإعلام المؤسسي ، مصطلح يطلق على الإعلام داخل المؤسسات ، يعمل وفق منظومة إعلامية محددة ، داخل الإدارات العاملة في المؤسسة الواحدة ، أو بين المؤسسات ، بغية ايصال رسالة المؤسسة الى الجمهور . ومهام الإعلام المؤسسي . التعريف بأهداف المؤسسة ، وما تقدمه من خدمات ، والسياسات التي تحرك العمل في المؤسسة ، وما يمكن كذلك أن تقدمه المؤسسة ، لعملائها الداخليين ، وجمهورها الخارجي . والجهود المتنوعة التي تقوم بها المؤسسات ، وصولاً لتحقيق أهداف العمل فيها .
وقبل توضيح ما أريد الحديث عنه . لابد من الضروري في هذا المجال ، أن أتحدث عن أهمية الإعلام في حياة المجتمعات ، في ظل اتساع رقعة الاتصال الرقمي ، الذي بات يحاصر الجميع ، بكم هائل من المعلومات ، والرسائل الاتصالية ، والافلام المتدفقة ، عبر اجهزة الموبايل ، والحاسوب ، وشاشات التلفاز ، وغيرها . وهذه المنافسة المحمومة في الإعلام ، جعلت من وسائل الاعلام ، والمواقع الالكترونية ، ان تتخذ وسائل اكثر تقدما ، في استقطاب اكبر عدد من الجمهور ، من خلال تطوير وسائل الترغيب ، والإمتاع ، والإثارة ، والمصداقية . بل ذهبت اكثر من ذلك ، عبر استشعار حاجات الجمهور ، بمجسات عالية الحساسية ، واعتماد الابحاث العلمية ، التي تبحث عن ميول الجمهور ، ورغباته واتجاهاته ، ومزاجيته ، وعن طريق الاستبيانات ، والاستطلاعات العلمية كذلك . كما يحصل في بعض الدول المتقدمة . ونجد كل يوم شيئا جديدا في هذا المجال ، مما يدل على الأهمية القصوى ، للقائم بالاتصال في تجميع أدواته ، وتسخيرها ، بغية إيصال رسالته الإعلامية .
ولكن الحال لدينا يختلف كل الاختلاف . فمعظم العمل الإعلامي يقوم على الارتجال ، وبأساليب تقليدية ، بعيدة كل البعد عن واقع الحال الجديد ، سوى ان الوسيلة الإعلامية امتلكت التقنية ، ولكنها افتقرت الى الفكرة . مما جعلت نفسها تجتر المعلومة من فراغ إعلامي ، وتعيد تكوينها ، باجتهادات بعيدة كل البعد عن المهنية وكأنها في عملها هذا أشبه بثور الساقية – ان صح التعبير – تدور في حلقة مفرغة . وان تبنت أفكار غيرها ، وطبقتها على واقعها ، كانت أشبه بثوب فضفاض ، على جسد نحيلة .
إن مفردة معايير العمل الإعلامي ، لا تتداول في اغلب مؤسساتنا الإعلامية ، مما جعل البعض منها تتكأ على عصا الإمكانية المادية ، والتبجح ، والهرطقة الإعلامية الفارغة ، أو التسليم مما هو موجود ، دون تحريك ساكن تنخر فيها آفة الجمود ، واللامبالاة مما يحتم في النهاية سقوط مدوي .
هذه حال بعض المؤسسات الإعلامية . فكيف الحال بأعلام المؤسسات الاخرى غير الاعلامية ؟. ان الجمود ، هي الصفة الغالبة في العمل ” الاعلامي ” ، الذي يسخر بطريقة فجة ، وسقيمة ، لخدمة القيادات في المؤسسة . وهذا نتاج تراكمي ، من الجهل ، بواقع الاعلام ، وتهميشه ، وعدم الادراك بأهمية الرسالة الاعلامية ، مما جعل الامر يناط بموظف بعيد كل البعد عن اختصاص العمل الإعلامي . ووصل الأمر ، ان يكون مهمة الاعلام هامشية يقوم على ادارته موظف يكلف بمهام عديدة من بينها الاعلام . وبعض الوزارات ، انيطت مهمة مهام الاعلام لمؤسساتها ، ممن يحمل شهادة عليا ، حتى وان كان تخصصها ، لا يمت بصلة الى الاعلام ، ومهامه ، على الرغم من وجود كفاءات إعلامية جديرة بحمل شعلة العمل الاعلامي ، وتطويره ، مما جعل الوضع في تلك المؤسسات مأساوي على الصعيد المهني ، بسبب قيام تلك القيادات بإقصاء موظفي الاعلام ، الذين لهم تاريخ كبير في العمل الاعلامي ، وابعادهم قدر المستطاع ، لان هؤلاء يكشفون عورة الجهل في ادارة العمل الاعلامي ، الذي بحاجة الى ادارة اعلامية تتصف بالخبرة العميقة في العمل الاعلامي ، للوصول الى الحالة الأمثل في الادارة ، واستخراج الطاقات الاعلامية الحقيقية . فمنهم من يعتمد الكم في ضخ الاخبار ، على حساب الكيف ، مما يفقد الرسالة الاعلامية قوتها في الوصول الى الجمهور . وهذا ما نلاحظه في بعض المؤسسات مع الاسف . وسببه كما ذكرنا سلفا ضعف الرؤية تجاه حقيقة دور الاعلام في الحياة خاصة ، في ظل تكنولوجيا متطورة ، استطاعت من ايصال المعلومة الى اكثر الاماكن انعزالا في العالم . كما ان جزءا من نجاح المؤسسة يحمله الاعلام . وتميزها يستطيع الى الاعلام من ايصاله الى الجمهور . وعلى المؤسسة الاعتماد على الكفاءات . وان لا تكتفي بنقل الخبر المجرد ، بل عليها ان تقوم بصفة دورية بعمل استبيان ، واستطلاع للجمهور ، واضافة التحقيقات الاستقصائية ، إن أمكن بغية الكشف عن نقاط القوة والضعف وما هو المطلوب لتطوير المؤسسة وعملها .انها غيض من فيض .. ولو كشف الغطاء لظهر حجم البلاء .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب