18 ديسمبر، 2024 5:07 م

” الإعلام العربي ” وملحمة – مجزرة غزّة .!

” الإعلام العربي ” وملحمة – مجزرة غزّة .!

مع التحفّظ على ما يمكن ان يُصطلح عليه ” بالإعلام العربي ” , والذي لا نشاء خوض غماره في هذا الظرف القومي العصيب , لكنه وفقَ ما تحيطنا به القنوات الفضائية العربية البارزة ” بالدرجة الأولى ” وسواها بدرجةٍ ادنى او اقل , فبدلاً من محاورة هذه الفضائيات لمحللين سياسيين وساسة اسرائيليين آخرين وبالبث المباشر , ممّا لا يفيد المشاهد العربي بشيء , فكان الأجدر والأحرى بها ملاحظة وكشف وإبراز عدد المرّات اتي تحدّثَ او نطق بها وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لدول المنطقة مستخدماً مفردة < ذبح > حماس لمواطنين اسرائيليين وسواهم , وذات الشيء لوزير الدفاع الأمريكي ” لويد اوستن ” , كان الأجدر محاورة مدراء ومسؤولين اعلاميين في ال CNNو Fox News الأمريكيتين وكذلك من وكالة رويترز البريطانية وال BBC وسواهما على صعيد مؤسسات اعلامية كبرى كوكالة الصحافة الفرنسية ودول اوربية اخرى , بغية تعرية وكشف مزاعم الدعاية الإسرائيلية الخاوية والمجافية للحقائق , كان على هذه القنوات في محاورتها المفترضة هذه أنّ تطرح وتتساءل عن الأدلّة والبراهين والصور التي تدّعيها اسرائيل ويرددها إعلام الغرب ببغاويةٍ مفرطة .. المجتمعات الغربية وعبر وسائل إعلامهم لم يتطرّقوا الى تدمير ومسح احياء سكنية ” في غزة ” عن بكرة ابيها , وكأنّ كل سكّانها من مقاتلي حماس , وعلامَ تهجيرهم , يتوجب ايصال الصوت العربي – الفلسطيني الى عالم الغرب عبرَ وسائل اعلامهم ذاتها , والأمر موصولٌ ايضاً للسفارات العربية في الخارج للتحرّك الساخن في هذا الشأن .

تُؤاخذ الفضائيات العربية ومراسليها ايضاً بعدم تغطية وابراز عمليات تصدي الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية وبعض اشتباكاتهم مع الجنود الصهاينة , بالرغم من من القيود التي تفرضها سلطات الأحتلال ” التي كأنها اغلال ” على كل حركة وتفاصيل الحياة في مدن وشوارع وأزقّة مدن الضفة الغربية , بل شبه التعتيم غير المقصود على الإجراءات التعسفية المفرطة للإسرائيليين على سكّان الضفة الغربية وتحويل حياتهم الى اقرب من الجحيم .

يتوجّب على هيئات تحرير وسائل الإعلام العربية زيادة اعداد موفديها الصحفيين على ما امكن في معظم انحاء فلسطين المحتلة وبتنسيقٍ ما مع الفلسطينيين لإستقصاء الأخبار والتفاصيل غير الظاهرة للعيان . المطلوب ايضاً محاكاة الشارع الغربي اكثر منه للشارع العربي الذي يدرك ويستبق النظر الى دناءة السلوك الإسرائيلي المدعوم بأسرافٍ من الأمريكان والأنكليز , دونما معرفةٍ دقيقة لشعوبهم ومجتمعاتهم لحقيقة ما يجري من مجريات في فلسطين المحتلة , ولا نبالغ في القول عن ضرورة تثوير وتحريك الإعلام بحرارةٍ توازي حرارة المحرقة الإسرائيلية ضد الفلسطينين وفصلهم عن الحياة الإنسانية .