يتطلع الإعلام العربي بوسائله المسموعة والمرئية والمطبوعة, إلى سياقات وأساليب وأطر جديدة,تساهم في التعامل مع مضمون الرسالة الإعلامية وصياغتها التحريرية مساهمة هادفة تُلاقي استحسان الشارع العربي بمسمياته واتجاهاته .. فاليوم أمكن المشاهد العربي أن يطلع على مستجدات الإحداث كافة وخصوصاً تلك المستجدات والتطورات السياسية التي تحدث الآن في ربوع العالم العربي, فضلاً عن الاهتمامات الأخرى المتعلقة بالإخبار الدولية وموقف الإعلام الدولي وأوجه نشاطاته المتعددة في تحليل الأخبار والبحث عما ورائها لتبيان الحقيقة والوقوف على أهم الأسباب التي حدثت بسببها القضية,وذلك للإحاطة الشاملة بتفاصيل الحدث أو القضية بهدف الوصول إلى المتلقي بالصورة المتناغمة مع سلوكه ومبتغاة ,فمن منطلق التجارب التي مر بها الإعلام العربي سابقاً, فلنُلقي الأضواء على الجانب الإخباري باعتباره الأقدام المُسيرة للإعلام العالمي سنلحظ.. أن هناك تطور واضح وخاصة في عملية سريان المعلومة , والفضل يعود بلا أدنى شك إلى المستحدثات الالكترونية التي سخرت مهامها في نقل المعلومات وبمرونة هائلة فاقت سرعتها وسائل الاتصال الأخرى,فقد كان لمستخدمي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي صدى واسع ومثمر في تأجج الأوضاع السياسية في البلدان العربية فضلاً عن استخدام المواقع الأخرى ( فيس بوك-اليوتويوب- تويتر) ومواقع التواصل الالكترونية التي شاركت في ميدان الإعلام مشاركة لم يشهدها العالم على مر العصور,يمكننا القول والتأكيد ببصماتنا الإعلامية,أن هذه التجربة أعطت انطباعاً واضحاً للفكر العولمي الذي غرس أنامله بطريقة اقتحامية في الإعلام العربي وفتح أبواب كانت موصدة بوجه الجمهور المستقبل الذي شارك في تغيير الخارطة الإعلامية العربية وإخضاعها لنهج أعلامي جديد لم يتخيله العالم من قبل,حيث أمكن المواطن العربي البسيط أن يصبح إعلاميا يساهم في نقل الأخبار عن طريق جهازه المحمول, على الرغم من بعض الخصائص والسمات والقدرات التي تميزه عن إلامكانات والقدرات التي يتمتع بها الإعلامي الأكاديمي في نقل الخبر ,بل استطاع الاطلاع على الأخبار العاجلة في أي بقعة كانت وبكبسة واحدة ,تظهر له جميع الصحف الالكترونية التي تحمل في صفحاتها وأيقوناتها الالكترونية كل ما هو جديد في الشأن المحلي والدولي وبجوانبه المتعددة السياسية منها والعلمية والاجتماعية والثقافية والتنموية وغيرها إضافة إلى عقد العلاقات العامة مع أي فرد عربي كان أم أوربي ,(فإذا قُلنا أن العالم أصبح قرية صغيرة ,فأننا مخطأين في التشبيه ,بل غدا اليوم “غرفة صغيرة ” يعيش فيها أكثر من ست مليار من البشر وتربطهم فيما بينهم روابط الكترونية رصينة)..هذه الروابط اختلقت كل ما هو جيد وما هو رديء ,فدوامة الفكر العولمي التي أتحدث عنها لا تخلوا من السلبيات لو نظرنا أليها من الجوانب المذكورة أعلاه..وللتقصي أكثر لا بد أن نأخذها على محمل الجد لنكتشف السلب والإيجاب وبالتحديد الجانب الاجتماعي وتأثير العولمة من خلال وسائل الإعلام على الشباب العربي وتطلعاته,
دعونا نلتفت إلى أكثر ظاهرة سلبية استقبلها المجتمع العربي في المراحل الأخيرة من مراحل تطور الفكر العولمي و لكن قبل الإفصاح عنها جدر التعرف عن أساسها ومصدرها , نعم(( الايمو)) وهو المصطلح الذي يطلق على تلك الفئة من الناس الغريبة الأطوار في تصرفاتها وإعمالها التي وصفت بالغير أخلاقية في المجتمعات الغربية,حيث تمكنت بوسائلها, بنفث سمومها بأبدان فئات كثيرة من شبابنا العربي , وصبت وباؤها في نفوسهم وتطلعاتهم ,و يُعزى ذلك, إلى الإعلام العربي الذي تأثر تأثراً ملحوظاً بالفكر الغربي الذي غمس ودلك بعض ميوله بانطباعات وأمال الشباب العربي ,فألا ثار واضحة ولامعة على سلوك شبابنا وتوجهاتهم,و قنواتنا العربية التي فرضت صورها وسياستها على الفكر الشبابي وخاصة تلك القنوات والاذعات الموجه للطرب والموسيقى بأغاني سريعة ويا ليتها سريعة في الإلقاء فحسب,أنها عربية ولكن مع الأسف الشديد “بنكهة غربية” ,لا سيما اليوم فأن شبابنا العربي يفضل الأغاني السريعة ذا الموسيقى المفعمة بالمؤثرات الصوتية المأخوذة من أغاني الروب الغربي وهي الموسيقى المتعارف عليها بخفة مطربها وخفة كلماتها, وهو السبب الرئيسي في نشوب ظاهرة الشذوذ الجنسي عند بعض الشباب,ولعل هذا السبب يفتح لنا أبواب كثيرة وخاصة علم النفس الاجتماعي فأن البشر بطبيعتهم إذا اصطدموا بشيء غريب صاروا مثله أو بالأحرى اخذوا القليل منه ,وفي اعتقادي أن هذا القليل سيصبح كثير بمرور الزمن,فأساسه من تلك القنوات العربية التي استعانت ببرامج الطرب والرقص وعمل المسابقات في الرقص الغربي أمام الجمهور العالمي حتى يقال عنهم أنهم متحضرون! ولكي يحققوا التحضر عليهم أن يكثفوا من شعر رؤوسهم ويزيدون من حجم صدورهم كي تغدو شبيه بثدي المرأة ويكحلون أعينهم لتصبح أكثر جاذبية وأكثر اتساعا إضافة إلى عمل قصات شعر جديدة كتلك التي يعملها المطربون الغرب وغيرها من الأعمال التي تعجز بصيرتي عن وصفها كونها تمس المشاعر وتجرح الأحاسيس ..وعند التكلم عنها والكشف عن أهدافها يأتي الجواب برفض قاطع بأنها جديدة و تحذو حذو” التحجر”أسف التحضر والقيام بتبريرها واعتبارها بديهياً ” موضة!! هذه النقطة,تبرز من بين النقاط السلبية الأخرى التي اكتسحت العالم العربي وأغرقت البعض من شبانه في دوامة المنفى الغربي .
أما الإيجاب:-فبطبيعة الدوامة أن تُعكس اتجاهها كما ترغب وتشاء,أي” أنها تُبعثر التطلعات وتُغير مسار الاتجاهات حيناً و تُحركها بسرعة فائقة نحو الهدف المنشود في أحيان أخرى , وبانعكاسها قد تولد الخطأ والصواب في أن واحد ,ولتغيير مسارها نحو الصواب فأن ذلك يحتاج إلى وعي وإرشاد ممزوج بالحصافة والدهاء ,فاليوم ذهب الكثير من شبابنا بغربلة الأفكار الغربية وصبها في قوالب نافعة في مجال أعمالهم والفضل يعود إلى الإعلام لالكتروني العربي الذي جسد بعض قنواته إلى المنافع الصالحة المرافقة لمعتقدات وتوجهات المجتمع,حيث نجد جمهرة من الشباب اليوم, استخدم القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الأثير استخدام صالح يُنير عقولهم بالمعلومات الثقافية والعلمية والمعرفية وهذا الفكر ألمعلوماتي يستحق أن نُسير عليه حبر أقلامنا لأكثر من مرة ,ونطرز عليه نقوشنا ليغدوا ب أزهى وأجمل صورة تواكب التطور الثقافي والمعرفي,فبتواصلهم مع بعضهم ومع غيرهم من خلال وسيلة اتصال الكترونية استطاعوا عقد العلاقات العامة التي بدورها تساعد الشباب,كي يتبادلوا الأفكار والخبرات ومن ثم رصها في مسيرتهم العلمية والثقافية التي تساهم في بناء المجتمع الراقي.